تدبــــر - المجموعة السادسة والعشرين
(ويطعمون الطعام على حبه مسكيناً ويتيماً وأسيراً) 1- ذكر الطعام دون المال لتوفره وبه قوام الحياة ٢- قدَّم (على حبه) على ذكر الأصناف لإظهار ما في قلوبهم من حب فطري
( وأصبح فؤاد أم موسى فارغاً ) فارغاً من كل شيء وعن كل شيء إلا (من ذكر ابنها) لمعرفة قلب الأم من الداخل حين يفارقها ولدها
(إما شاكراً وإما كفوراً) لقلة الشاكرين جاء (شاكر) (اسم فاعل ) يفيد القلة ، ولكثرة الكفور الجحود أصبح (كفور) (صيغة مبالغة) فالحمد لله كثيراً
( وإن من قرية إلا نحن مهلكوها قبل يوم القيامة) سنة الله الباقية : هلاك الديار وتغير أحوال مجدها ، حتى (مكة) تهلك آخرا على يد (ذي السويقتين) .
قال الله عن النبي إدريس: (ورفعناه مكاناً علياً) مالذي رفعه ؟ إنه : كثرة ذكر لله ، فحتى الأنبياء يتمايزون بذكر الله .
(فاقض ما أنت قاض إنما تقضي هذه الحياة الدنيا) (الإيمان) يغير الإنسان خلال لحظات : فقد كانوا سحرة يعبدون الدنيا فلما آمنوا أصبحوا شهداء يبذلون أرواحهم في سبيل الله .
(وأنتم سامدون) صفة ذميمة ! تعني : اللهو والغفلة وعدم الإحساس ، فحتى لا نكون (سامدين) علينا أن نكون (معتبرين) .
(وأنتم سامدون) (السامد) : يصاب بالبلايا فلا يعتبر (السامد) : تقل بركة ماله فلا يتعظ (السامد) : تأتيه المنغصات فلا ينتبه (السامد) : حياته لهو وغفلة .
(ومن الناس من يعبد الله على حرف) هذا بيان حال المتردد ، أما النتيجة : (خسر الدنيا والآخرة ذلك هو الخسران المبين )
(تتجافى جنوبهم عن المضاجع) إذا قرأتها يصيبك : إما طرب في القلب أُنساً ، أو ألمٌ في النفس حزناً ، (فاستر يارب تقصيرنا)
(فلا تتخذوا منهم أولياء) (الولاء والبراء) قضية يؤمن بها (الكاتب والمثقف والصحفي والمفكر...) ومع الفتن فلايثبت عليها إلا (العلماء ورثة إبراهيم عليه السلام).
القيامة والنار في القرآن ذكر القيامة والنار في القرآن يربي : ١- الخوف من الله ٢- تقويم السلوك ٣- بناء المراقبة الذاتية ٤- شفاء غيظ المؤمنين ٥- الإشفاق من عذاب الله ٦- تعظيم الله ٧- الاستعداد للقاء الله ٨- عدم الاغترار بالأعمال ٩- الإقلاع عن معاصي الله ١٠- الوجل والرهبة منه
(قوا أنفسكم وأهليكم ناراً وقودها الناس والحجارة) الموعظة (التذكير بالموت والقبر والنار والخاتمة) لا يمكن للخطاب الدعوي أن يتخلى عنها ، ومهما ارتقى الداعية بفكره فلينعكس ذلك على بذله للوعظ
(الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجاً) من الكتب من له عوج في آثاره ، أو فيه عوج في مضمونه ، أو عليه عوج في لوازمه ، وكلها منفية عن القرآن .
(متكئين على الأرائك) (الأرائك) وردت خمس مرات في القرآن ، وأقوال السلف تأبى أن تُفسرَ بالأسرة إلا بشروط : أن تكون مرتفعة ، ولها قبة ، ومزينة ، وعليها ياقوت أو ذهب فنسأل الله فضله .
(إن الله لا يستحي أن يضرب مثلاً ما بعوضة فما فوقها ) لم ذكرت الآية البعوضة ؟ وما الإعجاز فيها ؟ ١- لأن فيها تحدٍ للكافرين . ٢- وفيها تحقير لهم . ٣- وفيها تعجيز .
الفرق بين لغة الكافر والمؤمن الكافر : ( أنا أكثر منك مالاً وأعز نفراً ) المؤمن : ( لكنا هو الله ربي ولا أشرك بربي أحداً)
الرجل المفتون بالدنيا تجده مخالفاً للعقل كما قال : (ما أظن أن تبيد هذه أبدا) . ومخالفاً للدين : (وما أظن الساعة قائمة) . ومتكبراً متألياً : (ولئن رددت إلى ربي لأجدن خيرا منها) .
الرجل صاحب الجنتين من فوائد قصة الرجل صاحب الجنتين في سورة الكهف : الكافر بكبريائه يجحد ويتألى : (ولئن رددت إلى ربي لأجدن خيراً منها منقلبا) والمؤمن بتواضعه يرضى ويؤمل : (فعسى ربي أن يؤتيني خيراً من جنتك)
{ما لهم من دونه من ولي} يا فوز فتية أهل الكهف بتحقيق التوكل { ما لهم من دونه من ولي }فقلوبهم ليس فيها أحد إلا الله ، ويا فوزهم باطلاعه على قلوبهم .
( واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي ) صفات الأخيار الذين أمر النبي بالصبر معهم تتلخص بصفتين : ١- كثرة العبادة (يدعون ربهم بالغداة والعشي) . 2- الإخلاص ( يريدون وجهه) .
(ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا) طلب المشركون أن يعزلهم النبي بمجلس عن غيرهم ( طبقية) فأراد النبي فعل ذلك لمصلحة الدعوة (بشرية) فنهاه الله (ولا تطع من أغفلنا) ( تربية) .
( ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه ) فيها أن علاج الهوى : كثرة ذكر الله واللهج به وتكراره وديمومته .
(وكان أمره فُرُطاً) قيل : متجاوزاً حدود الله مفرطاً وقيل : ندماً . وقيل : هلاكاً . وقيل : ضائعاً . وكلها تجتمع على من فَرَّط في أمر الله فنعوذ بالله من ضياع الأمر .
(فأووا إلى الكهف ينشر لكم ربكم من رحمته) أ ـ إحسان الظن بالله لجزمهم بأن الله ينشر لهم من رحمته . ب ـ العبرة بانتشار الرحمة لا بسعة المسكن فقد ينشر الله الرحمة في كهف . ج ـ فيها سعة الرحمة لأن (مِنْ) تبعيضية أي بعضاً من رحمته الواسعة .
( يارب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجوراً) من صور الهجر المعاصرة للقرآن الكريم : هجر قراءته ، وهجر تدبره ، وهجر حفظه ، وهجر الاستشفاء به ، وهجر البكاء والتباكي في خلوته ، وهجر التحاكم إليه ، وهجر الاستشهاد به : فيستشهد بما عداه ، وهجر الدعوة إليه : فيدعو لنفسه أو حزبه أو مذهبه ، وهجر الاستدلال به ، وهجر تعليمه وتحفيظه ، وهجر تفسيره وشرحه .
وصف الله المحصنات بأنهن : ( الغافلات ) ومن فسرها من السلف بأنها ( غافلة عن الفواحش) لأنها أرفع أنواع الغفلة .
(إنهم إن يظهروا عليكم يرجموكم أو يعيدوكم في ملتهم) فيها آثار ظهور أهل الكفر على الإسلام إما : القتل - أو الردة ، وهذا في جميع الأزمان فسبحان من جعل السنة واحدة ماضية .
(فإذا دخلتم بيوتاً فسلموا على أنفسكم) فُسرت : بأنها أَمرٌ بسلام المسلمين على بعضهم وجَعَلَ المسلمين كالنفس الواحدة ، هذا في السلام فكيف بالنصرة؟
(فلا تخضعن بالقول) صاحب الشهوات يطمع بكل عفيفة ولو كانت زوجة نبي ! : فحذر الله زوجات أنبيائه قائلاً ( فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض)
في أية (الأحزاب) ذكر الله الشيء ولازمه تأكيداً للعفة: (فلا تخضعن بالقول) ولازمه : (وقلن قولاً معروفاً) (وقرن)ولازمه : ( ولا تبرجن تبرج الجاهلية)
(قوماً لا يكادون يفقهون قولاً) من الأسباب التي اتخذها(ذو القرنيين) في فتح البلاد(الترجمة) (وجد من دونهما قوماً لا يكادون يفقهون قولاً) ومع هذا طلبوا بناء السد وتفاهموا معه .
(ما مكني فيه ربي خير) هل يعرف التاريخ جيشاً فاتحاً غير جيش أهل الإسلام تُعرَضُ عليه الأمول من المحتل فيقول ( ما مكني فيه ربي خير ) لأنه يرى أن فتحه البلاد من رسالته .
(قالوا ياذا القرنين إن يأجوج ومأجوج مفسدون في الأرض) ما لأسباب التي جعلت أهل السدين يطلبون من الجيش المحتل بلادهم أن يحميهم من جيرانهم (يأجوج ومأجوج) ؟! أغير العدل والأخلاق شيئ ؟! إنها أخلاق الفاتحين .
(أجعل بينكم وبينهم ردماً) بناء (ذو القرنيين) السد لحجز فساد المفسدين دليل على أن من علاجات الفساد (محاصرته) في بقعة معينة حين يتعذر إنهاؤه (أقل الضررين) فهذا من فقهه
(مؤمن آلِ يس) قصة نموذجية في الدعوة تقضي على كل أعذار المتقاعسين فليس من عِلية القوم ، ولامالٌ ، ولاقدمَ سبقٍ ، وبانفرداه ، وكل ما حوله ممنوع
(وجاء رجلٌ من أقصى المدينة) تنكير(مؤمن آلِ يس) : مقصودٌ حيث قال : ( وجاء رجلٌ ) لفظ نكرة لأنه لم يكن معروفاً في زمنه ، فالدعوة لا ترتبط بالأسماء وإنما بالأفعال .
الدعوه مع وجود (الأعلم) أعجب ما في قصة(مؤمن آلِ يس) قيامه بالدعوة مع وجود ( ثلاثة أنبياء) ليتربى سامع القصة على أن وجود الأعلم والأفضل لا يمنع من الدعوة .
(من أقصى المدينة) الداعية لا يمنعه بُعد المسافات عن دعوته ، فمؤمن آلِ يس قال الله عنه : (من أقصى المدينة) وهو لفظ مقصود لتنبيه الدعاة على المضي دون استصعاب المسافات .
(اتبعوا من لا يسألكم أجراً) الداعية متطوع في دعوته،فمؤمن آلِ يس مَدَحَ الرسل بقوله : ( اتبعوا من لا يسألكم أجراً) وهو أيضاً لم يطلب غير الأجر (الاحتساب ضرورة لنا)
قال مؤمن آل يس : (وإليه ترجعون) من قضايا الوعظ : التذكير بالبعث والنشور ولقاء الله والوقوف بين يديه والقيام من القبور،فمؤمن آلِ يس قال ( وإليه ترجعون) كم تهز هذه العبارة!
(أصحاب موسى وأصحاب محمد عليهما السلام) من يقرأ قصة السامري يدرك فضل الصحابة على جميع الأجيال فأصحاب موسى ارتدوا مع غياب النبي ، وأصحاب محمد ثبتوا بعد وفاة النبي .
( ولقد قال لهم هارون يا قوم إنما فُتنتم به) كان الموحدون الذين ثبتوا مع هارون هم الأقل ! والأكثر عبدوا العجل ، فالتوحيد عزيز فلا تغتر بالكثرة
(فأتبع سبباً) (ذو القرنيين) استفاد من الأسباب حوله ( ثم أتبع سببا) حين أهملها غيره ، فكم ضيعنا أسباباً حولنا تبلغنا مغرب الشمس ومطلعها ، (التقنية مثالاً) ؟
(كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون) لا يُستَعَدُ لمواسم الطاعات بمثل العفو والصفح والغفران ، فعبادة القلب على قدر خلوه من الأمراض .