فوائد من تفسير العثيمين
فوائد من تفسير العثيمين
من يوصف بالتبشير إنما هم الرسل، وأتباعهم ؛ وأما ما تسمى به دعاة النصرانية بكونهم مبشرين فهم بذلك كاذبون ؛ إلا أن يراد أنهم مبشرون بالعذاب الأليم، كما قال تعالى: (فبشرهم بعذاب أليم) ؛ وأحق وصف يوصف به هؤلاء الدعاة أن يوصفوا بالمضللين أو المنصرين ؛ وما نظير ذلك إلا من اغتر بتسمية النصارى بالمسيحيين ؛ لأن لازم ذلك أنك أقررت أنهم يتبعون المسيح، كما إذا قلت: (فلان تميمي) إذاً هو من بني تميم ؛ والمسيح ابن مريم يتبرأ من دينهم الذي هم عليه الآن كما قال تعالى: (وإذ قال الله يا عيسى بن مريم أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين من دون الله قال سبحانك ما يكون لي أن أقول ما ليس لي بحق). إلى قوله تعالى (ما قلت لهم إلا ما أمرتني به أن اعبدو الله ربي وربكم) الآيتين ؛ ولأنهم ردوا بشارة عيسى بمحمد صلى الله عليه وسلم، وكفروا بها ؛ فكيف تصح نسبتهم إليه؟ ! والحاصل أنه ينبغي للمؤمن أن يكون حذراً يقظاً لا يغتر بخداع المخادعين، فيجعل لهم من الأسماء، والألقاب ما لا يستحقون.