فوائد من كتاب اليقين
حكمــــــة
عن بكر بن عبد الله المزني قال: فقد الحواريون نبيهم عيسى عليه السلام فقيل لهم: توجه نحو البحر، فانطلقوا يطلبونه، فلما انتهوا إلى البحر إذا هو قد أقبل يمشي على الماء، يرفعه الموج مرة ويضعه أخرى، وعليه كساء مرتد بنصفه ومتزر بنصفه حتى انتهى إليهم فقال له بعضهم - قال أبو هلال أظنه من أفاضلهم -: ألا أجيء إليك يا نبي الله؟، قال: بلى فوضع إحدى رجليه في الماء ثم ذهب ليضع الأخرى، فقال: غرقت يا نبي الله، قال: « أرني يدك يا قصير الإيمان لو أن لابن آدم من اليقين قدر شعيرة مشى على الماء ».
حكمــــــة
عن موسى بن عيسى قال: اجتمع حذيفة المرعشي، وسليمان الخواص، ويوسف بن أسباط فتذاكروا الفقر والغنى، وسليمان ساكت فقال بعضهم: « الغني من كان له بيت يكنه، وثوب يستره، وسداد من عيش يكفه عن فضول الدنيا »، وقال بعضهم: « الغني من لم يحتج إلى الناس »، فقيل لسليمان ما تقول أنت يا أبا أيوب؟ فبكى ثم قال: رأيت جوامع الغنى في التوكل ورأيت جوامع الشر من القنوط، والغني حق الغنى، من أسكن الله قلبه من غناه يقينا، ومن معرفته توكلا، ومن عطاياه وقسمه رضى، فذاك الغني حق الغنى وإن أمسى طاويا وأصبح معوزا ». فبكى القوم جميعا من كلامه.
حكمــــــة
قال عون بن عبد الله: قال لقمان الحكيم لابنه: « الإيمان سبع حقائق، ولكل حقيقة منها حقيقة، اليقين، والمخافة، والمعرفة، والهدى، والعمل، والتفكر، والورع، فحقيقة اليقين الصبر وحقيقة المخافة الطاعة، وحقيقة المعرفة الإيمان وحقيقة الهدى البصيرة، وحقيقة العمل النية وحقيقة التفكر الفطنة، وحقيقة الورع العفاف ».
حكمــــــة
عن عبيد الله بن أبي جعفر: « أن رجلا أصابه مرض فمنعه من الطعام والنوم، فبينا هو ليلة ساهر سمع وجبة في حجرته، فإذا هو يسمع كلاما فوعاه فتكلم به فبرأ مكانه: » اللهم إني أعبدك ولك أصلي، فاجعل الشفاء من جسدي، واليقين في قلبي والنور في بصري، والشكر من صدري وذكرك بالليل والنهار في لساني، أبدا ما أبقيتني، وارزقني منك رزقا غير ممنوع ولا محظور.
حكمــــــة
عن عون بن خالد،: قال: وجدت في بعض الكتب: إن آدم عليه السلام ركع إلى جانب الركن اليماني ركعتين ثم قال: « اللهم إني أسألك إيمانا تباشر به قلبي، ويقينا صادقا حتى أعلم أنه لن يصيبني إلا ما كتبت لي، ورضني بما قسمت لي »، فأوحى الله عز وجل إليه: « يا آدم إنه حق علي أن لا يلزم أحد من ذريتك هذا الدعاء إلا أعطيته ما يحب ونجيته مما يكره، ونزعت أمل الدنيا والفقر من بين عينيه وملأت جوفه حكمة ».
حكمــــــة
عن الحسن قال: قال لقمان لابنه: « يا بني العمل لا يستطاع إلا باليقين، ومن يضعف يقينه يضعف عمله »، قال: وقال لقمان لابنه: « يا بني: إذا جاءك الشيطان من قبل الشك والريبة فاغلبه باليقين والصحة، وإذا جاءك من قبل الكسل والسآمة فاغلبه بذكر القبر والضمة، وإذا جاء من قبل الرغبة والرهبة فأخبره أن الدنيا مقارفة ومتروكة ».
حكمــــــة
عن الحسن، قال: « من علامات المسلم قوة في دين، وحزم في لين، وإيمان في يقين، وحلم في علم، وكيس في رفق، وإعطاء في حق، وقصد في غنى، وتجمل في فاقة وإحسان في قدرة، وطاعة معها نصيحة، وتورع في رغبة، وتعفف في جهد، وصبر في شدة لا ترديه رغبته، ولا يبدره لسانه، ولا يسبقه بصره، ولا يغلبه فرجه، ولا يميل هواه، ولا يفضحه بطنه، ولا يستخفه حرصه، ولا تقصر به نيته ».
حكمــــــة
عن عمرو بن قيس قال: « كان رجل من التابعين خيارا يقال له زيد الأعسم وقعت عليه صرة وهو قائم يصلي فنظر فإذا فيها: اللهم إني أسألك يقين الصادقين، وصدق الموقنين وعمل الطائعين، وخوف العاملين، وعبادة الخاشعين، وخشوع العابدين، وإنابة المخبتين، وإخبات المنيبين، وإلحاقا برحمتك بالأحياء المرزوقين ».
حكمــــــة
قال بلال بن سعد، يقول: « عباد الرحمن، أما ما وكلكم الله به فتضيعونه، وأما ما تكفل لكم به فتطلبونه، ما هكذا نعت الله عباده الموقنين أذووا عقول في طلب الدنيا وبله عما خلقتم له؟، فكما ترجون رحمة الله بما تؤدون من طاعة الله عز وجل، فكذلك اشفقوا من عذاب الله بما تنتهكون من معاصي الله عز وجل ».
حكمــــــة
عن فضيل بن عياض قال: « قيل لعيسى: بأي شيء تمشي على الماء؟ قال: » بالإيمان واليقين «، قالوا: فإن آمنا كما آمنت وأيقنا كما أيقنت، قال: » فامشوا إذا «، قال: فمشوا معه فجاءهم الموج فغرقوا، قال لهم عيسى: » ما لكم؟ «، قالوا: خفنا الموج، قال: » ألا خفتم رب الموج «، قال: فأخرجهم ثم ضرب بيديه إلى الأرض فقبض بهما ثم بسطهما فإذا من إحدى يديه ذهب ومن الأخرى مدد أو حصا فقال: » أيهما أحلا في قلوبكم؟ « قالوا: هذا الذهب قال: » فإنهما عندي سواء.