فوائد من كتاب التواضع والخمول 2
عن الحسن قال : من خصف نعليه ورقع ثوبه وعفر وجهه لله عز و جل فقد بريء من الكبر . وعن سليمان بن المغيرة قال قال عيسى بن مريم عليه السلام : طوبى لمن علمه الله عز و جل كتابه ثم لم يمت جبانا .
قال الحسن : العجب لابن آدم يغسل يده بالخرء مرتين ثم يتكبر يعارض الله عز و جل جبار السماوات والأرض .
عن أبي بن كعب قال : إن مطعم بن آدم ضرب للدنيا مثلا وإن قزحه وملحه فقد علم إلى ما يصير قال أبو بكر يعني الأبزار وملحه إلى ما يصير .
عن بن المرتفع : سمع بن الزبير في قوله تعالى وفي أنفسكم أفلا تبصرون قال سبيل الغائط والبول . عن ابن عباس : في قوله تعالى فلينظر الإنسان إلى طعامه قال إلى خرئه .
عن بكر بن عبد الله المزني أن رجلا أخبره : أنه صحب كعب الأحبار إحدى عشرة سنة فلما حضرته الوفاة قال إني صحبتك إحدى عشر سنة أريد أن أسألك عن شيء وأنا أهابك قال سل عما بدا لك قال أخبرني ما بال بن آدم إذا قام من طوفه رد بصره فنظر إليه قال والذي نفس كعب بيده لقد سألتني عن شيء أنزله عز و جل في التوراة على موسى انظر إلى دنياك التي تجمع .
قال محمد بن كناسة الأسدي : ( كل شيء ملحت من طعم الدنيا ... وقزحت في ظهر الخوان ) ( صائر بعد أن تلقمه لونا ... ولكن من أخبث الألوان ) ( فإذا حان وقت إخراجه منك ... ففكر في ذلة الإنسان ) ( وإذا ما وضعته في مكان ... فالتفت واعتبر بذاك المكان )
عن يحيى بن جعدة قال : من وضع وجهه لله عز و جل ساجدا فقد بريء من الكبر . وعن قتادة : ولا تصعر خدك للناس قال هو الإعراض أن يكلمك الرجل وأنت معرض عنه .
عن محمد بن حسين بن علي من ولد علي إنه قال : ما دخل قلب امرئ شيء من الكبر قط إلا نقص من عقله بقدر ما دخل من ذلك قل أو كثر .
قال الحسن : السجود يذهب بالكبر والتوحيد يذهب بالرياء . عن نافع بن جبير أنه قال : إن الناس يقولون فيه تيه والله لقد ركبت الحمار ولبست الشملة.
عن عبد الله بن هبيرة : أن سلمان سئل عن السيئة التي لا تنفع معها حسنة قال الكبر . وقال يونس بن عبيد : لا كبر مع السجود ولا نفاق مع التوحيد .
عن أبي بكر الهذلي قال : بينما نحن مع الحسن إذ مر عليه بن الأهتم يريد المقصورة وعليه جباب خز قد نضد بضعها فوق بعض على ساقه وانفرج عنها قباه وهو يمشي يتبختر إذ نظر إليه الحسن نظرة فقال أف لك شامخ بأنفه ثاني عطفه مصعر خده ينظر في عطفيه أي حميق أنت تنظر في عطفيك في نعم غير مشكورة ولا مذكورة غير المأخوذ بأمر الله عز و جل فيها ولا المؤدي حق الله منها والله إن يمشي أحدهم طبيعته أن يتخلج تخلج المجنون في كل عضو من أعضائه لله نعمة وللشيطان به لعنة فسمع بن الأهتم فرجع يعتذر فقال لا تعتذر إلي وتب إلى ربك عز و جل أما سمعت قول الله عز و جل ولا تمش في الأرض مرحا إنك لن تخرق الأرض ولن تبلغ الجبال طولا .
عن خالد بن أبي بكر : مر بالحسن شاب عليه بزة له حسنة فدعاه فقال بن آدم معجب بشبابه معجب بجماله كأن القبر قد وارى بدنك وكأنك قد لاقيت عملك يا ويحك داو قلبك فإن حاجة الله عز و جل إلى العباد صلاح قلوبهم .
حج عمر بن عبد العزيز قبل أن يستخلف فنظر إليه طاوس وهو يختال في مشيته فغمز جنبه بأصبعه وقال ليست هذه مشية من في بطنه خرء فقال عمر كالمعتذر يا عمر ضرب كل عضو مني على هذه المشية حتى تعلمتها.
عن ثابت أن صلة بن أشيم وأصحابه : أبصروا رجلا قد أسبل إزاره فأراد أصحابه أن يأخذوه بألسنتهم فقال صلة دعوني أكفيكموه قال يا بن أخي إن لي إليك حاجة قال وما ذاك يا عم قال ترفع إزارك قال نعم ونعمة عين فقال لأصحابه هذا كان أمثل لو أخذتموه قال لا أفعل وفعل .
رأى المعري العابد رجلا من آل علي يمشي يخطر فأسرع إليه فأخذه بيده فقال يا هذا إن هذا الذي أكرمك الله عز و جل به لم تكن هذه مشيته قال فتركها الرجل بعد .
عن محمد بن عبد الله الزراد قال : رأى محمد بن واسع ابنا له يخطر بيده فدعاه فقال تدري من أنت أما أمك فاشتريتها بمئتي درهم وأما أبوك فلا أكثر الله عز و جل في المسلمين ضربه
عن جميل بن زيد قال رأى ابن عمر رجلا يجر إزاره فقال : إن للشيطان إخوانا مرتين أو ثلاثا . وعن خالد بن معدان قال : إياكم والخطران فإن الرجل قد نبا فؤاده من سائر جسده .