فوائد من كتاب سلاح اليقظان لطرد الشيطان
حكمــــــة
عن ابن عباس أنه قال إن الشياطين قالوا لإبليس يا سيدنا إنا لنفرح بموت العالم ما لا نفرح بموت العابد والعالم لا نصيب منه. قال انطلقوا فانطلقوا إلى عابد وأتوه في عبادته فقالوا نريد أن نسألك فقال سل. فقال إبليس هل يقدر ربك أن يجعل الدنيا في جوف بيضة قال لا أدري قال أترونه كفر في سماعه. ثم جاء إلى رجل عالم في حلقة يضاحك أصحابه فقالوا إنا نريد أن نسألك فقال سل. فقال هل يقدر بك أن يجعل الدنيا في جوف بيضة قال نعم قال كيف. قال يقول كن فيكون، قال أترون ذلك لا يعدو نفسه هذا يفسد علي عالمًا كثيرًا.
حكمــــــة
قال أحد العلماء: اعلم أن القلب كالحصن وعلى ذلك الحصن سور وللسوء أبواب وفيه ثلم وساكنه العقل والملائكة تتردد إلى ذلك الحصن وإلى جانب الحصن ربض (وهو المكان يؤوى إليه). وفيه الهوى والشياطين تختلف إلى ذلك الربض من غير مانع والحرب قائم بين أهل الحصن وأهل الربض والشياطين لا تزال تدور حول الحصن تطلب غفلة الحارس والعبور من بعض الثلم وأن لا يفتر عن الحراسة لحظة فإن العدو لا يفتر.
حكمــــــة
قال ابن القيم رحمه الله أصل الأعمال الدينية حب الله ورسوله كما أن أصل الأقوال الدينية تصديق الله ورسوله وكل إرادة تمنع كمال حب الله ورسوله وتزاحم هذه المحبة فإنها تمنع كمال التصديق. فهي معارضة لأصل الإيمان أو مضعفة له، فإن قويت حتى عارضت أصل الحب والتصديق كانت كفرًا وشركًا أكبر وإن لم تعارضه قدحت في كماله وأثرت فيه ضعفًا وفتورًا في العزيمة والطلب، وهي تحجب الواصل وتقطع الطالب وتنكي الراغب. فلا تصلح الموالاة إلا بالمعاداة
حكمــــــة
قال بشر بن الحارث الزاهد المعروف سمعت عيسى بن يونس يقول إذا ختم العبد القرآن قبل الملك بين عينيه. فينبغي للإنسان الموفق أن يجعل القرآن كلام رب العزة والجلال ربيعًا لقلبه، يعمر به ما خرب من قلبه، يحرص كل الحرص على تلاوته وتفهمه والعمل به. فيتأدب بآدابه، ويتخلق بأخلاق شريفة، يتميز بها عن سائر الناس ممن لا يقرؤون القرآن. فأول ما ينبغي أن يستعمل تقوى الله في السر والعلانية باستعمال الورع في مطعمه، ومشربه، وملبسه، ومسكنه، ومعاملته، وييعه، وشرائه. وأن يكون بصيرًا بزمانه وفساد أهله، فيحذرهم على دينه، مقبلاً على شأنه مهتمًا بإصلاح ما فسد من أمره، حافظًا للسانه، مميزًا لكلامه.
حكمــــــة
المؤمن اليقظان فإنه لا يلتذ بها، لأنه عند التذاذه يقف بإزائه علمه بتحريمها وحذره من عقوبتها، فإن قويت معرفته رأى بعين علمه قرب الناهي وهو الله. فيتنغص عيشه في حال التذاذه فإن غلبه سكر الهوى كان القلب متنغصًا بهذه المراقبات وإن كان الطبع في شهوته فما هي إلا لحظة ثم خزي دائم وندم ملازم وبكاء متواصل وأسف على ما كان مع طول الزمان. حتى إنه لو تيقن العفو وقف بإزائه حذار العتاب فأف للذنوب ما أقبح آثارها وأسوء أخبارها
حكمــــــة
عن خوات بن خبير قال أصاب الناس قحط شديد على عهد عمر بن الخطاب. فخرجه بالناس فصلى بهم ركعتين وخالف بين طرفي ردائه فجعل اليمين على اليسار واليسار على اليمين. ثم بسط يده فقال اللهم إنا نستغفرك ونستسقيك فما برح مكانه حتى مطروا. فبينما هم كذلك إذا أعراب قدموا فأتوا عمر فقالوا يا أمير المؤمنين بينما نحن في بوادينا في يوم كذا في ساعة كذا. إذ أظلنا غمام فسمعنا بها صوتًا أتاك الغوث أبا حفص أتاك الغوث أبا حفص.
حكمــــــة
عن السرى بن يحيي قال بلغنا أن ملكًا من ملوك الأعاجم أقبل في جيش فلقي عصابة من المسلمين فلما رأوه اعتصموا بربوة فصعدوا فوقها. فقال ذلك الملك ما أجد لهؤلاء شيئًا أشد عليهم من أن نحيط بهم ثم نتركهم مكانهم حتى يموتوا من العطش. فأحاطوا بهم فأصابهم حر شديد وعطش فاستسقوا الله فأقبلت سحابة فجعل الرجل يحمل ترسه يتلقى به الماء حتى يمتلئ ثم يشرب حتى يروى. فقال ذلك الملك ارتحلوا فوالله لا أقتل قومًا سقاهم الله من السماء وأنا أنظر.
حكمــــــة
عن الشعبي أن قومًا من المهاجرين خرجوا متطوعين في سبيل الله فنفق حمار رجل منهم (أي مات الحمار). فأرادوا صاحب الحمار أن ينطلق معهم فأبى فانطلق أصحابه مترحلين وتركوه. فقام فتوضأ وصلى ثم رفع يديه فقال اللهم إني خرجت من الدفينة مجاهدًا في سبيلك وابتغاء مرضاتك. وأشهد أنك تحي الموتى وتبعث من في القبور. اللهم فأحي لي حماري ثم قام إلى الحمار فضربه فقام الحمار ينفض أذنيه. فأسرجه وألجمه ثم ركبه فأجراه حتى لحق بأصحابه فقالوا له ما شأنك قال شأني أن الله بعث لي حماري.
حكمــــــة
عن غيلان بن جرير قال حبس الحجاج مورقًا قال فطلبنا فأعيانا فلقيني مطرف فقال ما فعلتم في صاحبكم قلنا ما صنعنا شيئًا طلبنا فأعيانا قال تعالى فلندع فدعا مطرف وأمنا فلما كان من العشي أذن الحجاج للناس فدخلوا ودخل أبو مورق فيمن دخل فلما رآه الحجاج قال لحرسه أذهب مع هذا الشيخ إلى السجن فادفع إليه ابنه.