من أقوال السلف في رمضان
حكمــــــة
قال العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله: الواقع أن المسلمين يفرحون برمضان على وجهين:
الوجه الأول: مَن يفرَح برمضان؛ لأنه يَنْشَطُ في رمضان على العبادة، ويُكثِرُ من العبادة، وهذا لا شكَّ هو الأصل، وهو المقصود، وهو الطيِّب.
الوجه الثاني: من يفرح برمضان؛ لكثرة خيراته، وكثرة نِعَم الله عز وجل، وعفوه عن عباده، ولِما فيه من الأسباب الكثيرة التي يَغفِر الله بها للإنسان كالصيام مثلًا.
والذي ينبغي للإنسان أن يفرح برمضان للأمرين معًا فيفرَح لأنه ينشَط على العبادة ويُكثِر منها ويتعبَّد الله عز وجل بقدر ما يستطيع ويفرح به أيضًا لِما فيه الخيرات والبركات ونِعَم الله عز وجل، فإن فيه ليلة القدر التي هي خيرٌ من ألف شهر.
حكمــــــة
قال الإمام ابن رجب رحمه الله: لما سُلسل الشيطان في شهر رمضان، وخمدت نيران الشهوات بالصيام...لم يبق للعاصي عذر. يا غيوم الغفلة عن القلوب تقشعي، يا شموس التقوى والإيمان اطلعي....كم يتوالى علينا شهر رمضان وحالنا فيه كحال أهل الشقوة: لا الشباب منا ينتهي عن الصبوة، ولا الشيخ ينزجر عن القبيح فيلتحق بالصبوة، أين نحن من قوم إذا سمعوا داعي الله أجابوا الدعوة.
حكمــــــة
قال العلامة العثيمين رحمه الله: المعاصي التي تقع في رمضان لا تُنافي ما ثبت من أن الشياطين تُصَفَّد في رمضان؛ لأن تصفيدها لا يمنع من حركتها؛ ولذلك جاء في الحديث: (تُصَفَّد فيه الشياطينُ، فلا يَخْلُصون إلى ما يَخْلُصون إليه في غيره)، وليس المراد أن الشياطين لا تتحرَّك أبدًا، بل هي تتحرَّك، وتُضِلُّ مَنْ تُضِلُّ، ولكنَّ عملَها في رمضان ليس كعملها في غيره.
حكمــــــة
قال الإمام ابن الجوزي رحمه الله: أيها الغافل عن الثواب الكبير، والساهي عن الملك الكبير، واللاهي عن لباس السندس والحرير...أتاك شهر رمضان، المتضمن للرحمة والرضوان، وأنت مصر على الذنوب والعصيان، مقيم على الآثام والعدوان، متمادٍ في الجهالة والطغيان، متكلم بالغيبة والبهتان، متعرض لسخط الرحمن، قد تمكن من قلبك الشيطان، فألقى فيه الغفلة والنسيان، فأنساك نعيم الخلد والجنان، فظلت تعمل أعمال أهل النيران فإن كنت...كذلك، فكيف ترجو الفوز بالرضوان، والحلول في دار الخلد والأمان، والخلاص من دار العقوبة والهوان...فخمص بطنك عن أكل الربا والحرام، وأحبس لسانك عن الوقوع في جماعة الإسلام، وغض طرفك عما هو عليك من أعظم الآثام، وهو النظر إلى ما لا يحل لك من حرم الأنام، وامتثل ما أمرك به أحكم الحكام.
حكمــــــة
قال العلامة العثيمين رحمه الله: الإنسان إذا ربَّى نفسه طيلة شهر رمضان على ترك المحرَّمات، فسوف تتربَّى نفسه على ذلك في المستقبل، فهو مدرسة للنفس، تتمرَّن فيه على ترك المحبوب بمحبَّة الله عز وجل؛ أي: لأن الله يحِبُّ ذلك، فإذا مرَّن الإنسان نفسَه في هذا الشهر كاملًا على ترك المألوف والمحبوب لنفسه، تبعًا لرضا الله عز وجل ومحبَّته، فإن النفس سوف تتربَّى، وسوف تتغيَّر، وسوف يكون رمضانُ بمنزلة النار لصَهْر الحديد والذهب والفضَّة، حتى يخرج خالصًا نقِيًّا من الشوائب.
ينبغي للإنسان أن يَنتبهَ إلى أن مواسمَ الخيرات أوقاتُ رِبْحٍ للإنسان الموفَّق، فالموفَّق ينتهزها بالعمل الصالح المقرِّب إلى الله عز وجل، ولا سيما في رمضان، فيتمرَّن في هذا الشهر على العبادة وعلى مكارم الأخلاق والإقبال على الله وما هي إلا أيام معدودة
حكمــــــة
قال الإمام ابن القيم رحمه الله: كان من هديه صلى الله عليه وسلم أن لا يدخل صوم رمضان إلا برؤية محققة، أو بشهادة شاهدٍ واحد.
* كان من هديه صلى الله عليه وسلم في شهر رمضان، الإكثار من أنواع العبادات، فكان جبريل عليه الصلاة والسلام يُدارسه القرآن في رمضان، وكان إذا لقيه جبريل أجود بالخير من الريح المرسلة، وكان أجود الناس، وأجود ما يكون في رمضان، يكثر فيه من الصدقة، وتلاوة القرآن، والصلاة، والذكر، والاعتكاف.
* وكان يخصُّ رمضان من العبادة بما لا يخص غيره به من الشهور، حتى إنه كان ليواصل فيه أحياناً ليوفر ساعات ليله ونهاره على العبادة.
* وسافر في رمضان، فصام وأفطر، وخيَّر الصحابة بين الأمرين.
حكمــــــة
قال العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله: إنني بهذه المناسبة أزُفُّ إلى إخواني الذين ابتُلوا بشُرْب الدُّخان نصيحة باستقبال هذا الشهر المبارك: أن يحاولوا ترك الدخان؛ لأنه يسهل عليهم ذلك في هذا الشهر أكثر من غيره؛ إذ إنهم سيكونون في النهار مُمتنعين بحُكْم الصيام، وفي الليل يتلهَّون عنه بالقراءة، أو بأيِّ شيءٍ، فيتصبَّرون في الليل، فإذا مضى شهرٌ كاملٌ وهم لم يتناولوا الدخان، انقطع عنهم بإذن الله، فهي فرصةٌ أن يتوب الإنسان من شرب الدخان، ومَنِ استعان بالله أعانه، ومن اتَّقى الله جعل له مخرجًا، ومَنِ اتَّقى الله جعل له من أمره يُسْرًا، أسأل الله أن يجعلني وإيَّاكم من المتقين
حكمــــــة
يقول الإمام ابن الجوزي رحمه الله: اغتنم شهر رمضان المتضمن بالرحمة والرضوان...وانتبه من نومك...فإن ربك كريم غفور. إلى أي وقت تعانق حوبتك، ولأي يوم تؤخر توبتك، إلى حول حائل، أو إلى عام قابل، كلا والله ما إليك الأقدار، ولا بيدك المقدار، لعلك إذا انقضى عنك شهر الصوم، لم يبق من عمرك إلا يوم. أين من كان معكم في رمضان الماضي؟ أما أفنته آفات المنون القواضي، أيها الغافل عن فضيلة هذا الشهر اعرف زمانك، يا كثير الحديث فيما يؤذي أحفظ لسانك يا مسئولا عن أعماله أعقل شانك واطلب في هذا الشهر الرضا