من أقوال السلف في التجارة
حكمــــــة
قال الإمام الغزالي رحمه الله: تتم شفقة التاجر على دينه بمراعاة أمور:
الأول: حسن النية في ابتداء التجارة، فلينو بها الاستعفاف عن السؤال.
الثاني: أن يقصد القيام في صنعته أو تجارته بفرض من فروض الكفايات.
الثالث: أن لا يمنعه سوق الدنيا عن سوق الآخرة، وأسواق الآخرة المساجد، قال الله تعالى: ﴿ رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّـهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ﴾ [النور:37] وقال الله تعالى: ﴿ فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ ﴾ [النور:36] فينبغي أن يجعل أول النهار إلى وقت دخول السوق لآخرته، فيلازم المسجد، ويواظب على الأوراد. وكان صالحو السلف يجعلون أول النهار وآخره للآخرة والوسط للدنيا. فما يفوته من فضيلة التكبيرة الأولى مع الإمام في أول الوقت لا توازيها الدنيا بما فيها وقد كان السلف يبتدرون عند الآذان ويخلون الأسواق
الرابع: أن لا يقتصر على هذا، بل يلازم ذكر الله سبحانه في السوق، ويشتغل بالتهليل والتسبيح، فذكر الله في السوق بين الغافلين أفضل.
ـــــــــــــــ
الخامس: أن لا يكون شديد الحرص على السوق والتجارة، وذلك بأن يكون أول داخل وآخر خارج.
السادس: أن لا يقتصر على اجتناب الحرام بل يتقى مواقع الشبهات ومواطن الريب
السابع: ينبغي أن يراقب جميع مجارى معاملته...فإنه مراقب ومحاسب، فليعد الجواب ليوم الحساب والعقاب، في كل فعله وقوله، لِمَ أقدم عليها؟ ولأجل ماذا؟
حكمــــــة
قال الحسن بن عبدالوهاب بن عبد الحكم رحمه الله: كنتُ قد اعتزمت على الخروج إلى سر من رأي، في أيام المتوكل، فبلغ ذلك والدي فقال لي: يا حسن ما هذا الذي بلغني عنك؟ قلت: يا أبت ما أريد بذلك إلا التجارة، فقال لي: إنك خرجت لم أكلمك أبداً، فلم أخرج وأطعته، فجلست فرزقني الله بعد ذلك فأكثر، وله الحمد
حكمــــــة
قال العلامة السعدي رحمه الله: تجارة ربحها الجنات. وهي تجارة الإيمان والجهاد في سبيل الله، قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنجِيكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ * تُؤْمِنُونَ بِاللَّـهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّـهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ. ﴾ إلى آخر الآيات [الصف:10-11] فهؤلاء هم الرابحون حقاً، وهم الذين تحققوا بالإيمان ظاهراً وباطناً فاجتهدوا في علوم الإيمان...في أعماله الباطنة كمحبة الله ورسوله وخشية الله وخوفه ورجائه، وفي أعماله الظاهرة كالأعمال البدنية والمالية والمركبة منهما- وجاهدوا أنفسهم على هذا، وجاهدوا أعداء الله بالحجة والبرهان، والسيف والسنان.... وأهل التجارة الرابحة إذا اشتغلوا بتجارة المعاش لم تكن قاطعة لهم عن تجارتهم، بل ربما كانت عوناً لهم عليها إذا أحسنوا فيها النية، وسلموا من المكاسب الرديئة، وأخذوا منها مقدار الحاجة، قال تعالى: ﴿ رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّـهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ﴾ [النور:37] فلم يقل: إنهم لا يتجرون ولا يبيعون، بل أخبر أنهم لو فعلوا ذلك لم يشغلهم عن المقصود وهو ذكر الله وأمهات العبادات- وعطف البيع على التجارة-وإن كان البيع داخلاً فيها- لأنه أعظم الأسباب التي تحصل بها التجارة وأنواع المكاسب وأبرُكها والله أعلم.
حكمــــــة
قال الله عز وجل: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ * لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ﴾ [فاطر: 29، 30]، قال الإمام ابن الجوزي رحمه الله: يرجون بفعلهم هذا تجارة لن تفسُد ولن تَهلِك ولن تكسد.
حكمــــــة
قال العلامة السعدي رحمه الله: تجارة ربحها الخسران وأصناف الحسرات، وهي كل تجارة مشغلة عن طاعة الله...قال تعالى: ﴿ وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِمًا قُلْ مَا عِندَ اللَّـهِ خَيْرٌ مِّنَ اللَّـهْوِ وَمِنَ التِّجَارَةِ وَاللَّـهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ ﴾ [الجمعة:11]