من أقوال السلف في التقوى
حكمــــــة
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: لله ضمن للمتقين أن يجعل لهم مخرجاً مما يضيق على الناس، وأن يرزقهم من حيث لا يحتسبون، فيدفع عنهم ما يضرهم، ويجلب لهم ما يحتاجون إليه، فإذا لم يحصل ذلك دلَّ على أن في التقوى خللاً، فليستغفر الله وليتب إليه. وقال: من لم يقف عند أمر الله ونهية، فليس من المتقين.
حكمــــــة
قال العلامة السعدي رحمه الله:
المتقون هم المنتفعون بالآيات القرآنية والآيات الكونية
أخبر تعالى أنه ﴿ مَعَ الْمُتَّقِينَ ﴾ أي: بالعون والنصر والتأييد والتوفيق، ومن كان الله معه حصل له السعادة الأبدية.
المتقون في أعلى الدرجات، متمتعين بأنواع النعيم والسرور، والبهجة والحبور، والكفار تحتهم في أسفل الدركات، معذبين بأنواع العذاب، والإهانة، والشقاء السرمدي الذي لا منتهى له.
حكمــــــة
قال العلامة العثيمين رحمه الله: كان بعض السلف إذا قيل له: اتق الله ارتعد، وربما سقط من مخافة الله عز وجل، وأدركنا من الناس من هذه حاله؛ أي: أنك إذا قلت له: اتقِ الله، اضطرب واحمرَّ وجهُه وخشع، والآن بالعكس، إذا قلت له: اتق الله، قال: ماذا فعلت؟ مع أنه منتهكٌ لحرمات الله عز وجل، فالواجب على العبد تقوى الله عز وجل امتثالًا لأمره تعالى.
حكمــــــة
قال العلامة السعدي رحمه الله: من لم يلزم التقوى تخلى عنه وليه، فوكله إلى نفسه، فصار هلاكه أقرب إليه من حبل الوريد.
وقال: ومن لم يتق الله، يقع في الآصار والأغلال، التي لا يقدر على التخلص منها، والخروج من تبعتها، واعتبر ذلك في الطلاق، فإن العبد إذا لم يتق الله فيه، بل أوقعه على الوجه المحرم، كالثلاث ونحوها، فإنه لا بد أن يندم ندامة لا يتمكن من استدراكها، والخروج منها.
حكمــــــة
قال الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ: صلاة الرجل في جوف الليل هذه من أعظم أبواب الخير، وبها يحصل للمرء النور في قلبه، وحسن تعامله مع ربه، وخشيته له، والزهد في الدنيا، والرغب في الآخرة، ما لا يدخل تحت وصف _ أعاننا الله وجميع المسلمين على ذلك _ فإن صلاة الرجل والمرأة في جوف الليل هذه يكون معها التدبر للقرآن، وحسن مناجاة الله، والدمعة التي تسيلُ من خشية الله عز وجل، إذ يكون المرء في ذلك على يقين من أنه إنما قام لله جل جلاله وحده، فتعظم الصلة، ويعظُم التعلق، ويعظُم إخبات القلب، والرجاء، والرهبة، والخوف، ويؤثر القرآن في القلوب تأثيراً عظيماً، فأصحاب الليل هم أهل التقوى.
حكمــــــة
قال العلامة ابن القيم رحمه الله: المتقي ميسر عليه أمور دنياه وآخرته، وتارك التقوى وإن يسرت عليه بعض أمور دنياه، تعسر عليه من أمور آخرته بحسب ما تركه من التقوى، وأما تيسير ما تيسر عليه من أمور الدنيا، فلو اتقى الله تعالى لكان تيسيرها عليه أتم، ولو قُدِّر أنها لم تُيسر له، فقد يسر الله له من الدنيا ما هو أنفع له مما ناله بغير التقوى؛ فإن طيب العيش ونعيم القلب ولذة الروح وفرحها وابتهاجها من أعظم نعيم الدنيا، وهو أجلُّ من نعيم أرباب الدنيا بالشهوات واللذات ونعيم أهل التقوى بالطاعات والقربات أعظم وأجل
حكمــــــة
قال الإمام ابن الجوزي رحمه الله: اعلم أن الزمان لا يثبت على حال، كما قال عز وجل: ﴿ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ ﴾ [آل عمران:140] فتارة فقر، وتارة غنى، وتارة عز، وتارة ذل، وتارة يفرح الموالي، وتارة يشمت الأعادي، فالسيد من لازم أصلاً واحداً كل حال، وهو تقوى الله عز وجل، فإنه إن استغنى زانته، وإن افتقر فتحت له أبواب الصبر، وإن عوفي تمت النعمة له، وإن ابتلي جملته، ولا يضره إن نزل به الزمان أو صعد، أو أعراه، أو أشبعه، أو أجاعه، لأن جميع تلك الأشياء تزول وتتغير، والتقوى أصل السلامة حارس لا ينام، يأخذ باليد عند العثرة...فلازم لتقوى في كل حال فإنك لا ترى في الضيق إلا السعة، وفي المرض إلا العافية، هذا نقدها العاجل، والآجل معلوم.
حكمــــــة
قال العلامة السعدي رحمه الله: من اتقى الله حصل أربعة أشياء كل واحد منها خير من الدنيا وما فيها
الأول: الفرقان، وهو العلم والهدى الذي يفرق به صاحبه بين الهدى والضلال والحق والباطل، الثاني والثالث: تكفير السيئات، ومغفرة الذنوب....الرابع: الأجر العظيم، والثواب الجزيل، لمن اتقاه، وآثر رضاه على هوى نفسه.
وقال: المعونة من الله، تنزل بحسب التقوى، فلازموا على تقوى الله، يُعنكُم وينصركم على عدوكم.
حكمــــــة
قال الإمام ابن الجوزي رحمه الله: لو أن شخصاً ترك معصية الله لأجل الله تعالى لرأى ثمرة ذلك...فيجد من يتقى الله تعالى...حسن الجزاء على التقوى عاجلاً، كما في حديث إمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم يقول الله تعالى: (النظر إلى المرأة سهم مسموم من سهام إبليس من تركه ابتغاء مرضاتي آتيته إيماناً يجد حلاوته في قلبه)
حكمــــــة
قال الإمام ابن الجوزي رحمه الله: ضاق بي أمر أوجب غماً لازماً دائماً، وأخذت أبالغ في الفكر في الخلاص من هذه الهموم بكل حيلة وبكل وجه، فما رأيت طريقاً للخلاص، فعرضت لي هذه الآية: ﴿ وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا ﴾ [الطلاق:2] فعلمت أن التقوى سبب للمخرج من كل غم، فما كان إلا أن هممت بتحقيق التقوى فوجدت المخرج