من أقوال السلف في الرُّؤى
حكمــــــة
قال الإمام القرطبي رحمه الله: الرؤيا الصادقة قد تكون منذرة من قبل الله تعالى، لا تسرّ رائيها، وإنما يريها الله تعالى المؤمن رفقاً به ورحمة، ليستعد لنزول البلاء قبل وقوعه، فإن أدرك تأولها بنفسه، وإلا سأل عنها من له أهلية ذلك. وقد رأى الشافعي وهو بمصر رؤيا لأحمد بن حنبل، تدل على محنته، فكتب إليه بذلك ليستعد لذلك.
حكمــــــة
قال الإمام ابن العربي رحمه الله: إذا كنت بشرى أو شككت فيها فلا تحدّث بها إلا عالمُا ناصحًا...العالم يعبرها له على خير إذا أمكنه، والناصح يرشده إلى ما ينفعه ويعنيه عليه...أما الحبيب فإذا عرف قال، وإن جهل سكت، وأما اللبيب وهو العاقل العارف بتأويلها فإنه ينبئك بما تعول عليه فيها وإن ساءته سكت عنك وتركها
حكمــــــة
قال العلامة ابن القيم رحمه الله: صحَّ عنه صلى الله عليه وسلم: (الرؤيا الصالحة من الله، والحلمُ من الشيطان، فمن رأى رؤيا يكره منها شيئاً، فلينفث عن يساره ثلاثاً، وليتعوذ بالله من الشيطان، فإنها لا تضره، ولا يخبر بها أحداً، وإن رأى رؤيا حسنة فليستبشر، ولا يُخبرُ بها إلا من يُحبُّ) وأمر من رأى ما يكرهه أن يتحول عن جنبه الذي كان عليه وأمره أن يصلى، فأمره بخمسة أشياء: أن ينفث عن يساره، وأن يستعيذ بالله من الشيطان، وأن لا يخبر بها أحد، وأن يتحول عن جنبه الذي كان عليه وأن يقوم فيصلى، ومتى فعل ذلك لم تضره الرؤيا المكروهة، بل هذا يدفع شرها
حكمــــــة
قال العلامة ابن القيم رحمه الله: نهي من رأى رؤيا يكرهها أن يتحدث بها، فإنه ذريعة إلى انتقالها من مرتبة الوجود اللفظي إلى الوجود الخارجي، كما انتقلت من الوجود الذهني إلى اللفظي، وهكذا عامة الأمور تكون في الذهن أولًا، ثم تنتقل إلى الذكر، ثم تنتقل إلى الحس، وهذا من ألطف سدِّ الذرائع وأنفعها، ومن تأمل عامة الشر رآه متنقلًا في درجات الظهور طبقًا بعد طبقٍ من الذهن إلى اللفظ إلى الخارج