من أقوال السلف في أهل السنة والجماعة
قلّة أهل السنة وغربتهم بين الناس
قال العلامة ابن القيم رحمه الله: أهل الإسلام في الناس غرباء، والمؤمنون في أهل الإسلام غرباء، وأهل العلم في المؤمنين غرباء، وأهل السنة الذين يميزونها من الأهواء والبدع فيهم غرباء، والداعون إليها الصابرون على أذى المخالفين لهم أشدُّ هؤلاء غربةً، ولكن هؤلاء هم أهل الله حقاً، فلا غربة عليهم، وإنما غربتهم بين الأكثرين الذين قال الله فيهم: ﴿ وإن تطع أكثَرَ من في الأرض يُضلُّوك عن سبيل الله ﴾ [الأنعام:116]
من سمات أهل السنة والجماعة
من سمات أهل السنة والجماعة
قال العلامة ابن القيم رحمه الله: قوله صلى الله عليه وسلم: (فإنه من يعش منكم بعدي، فسيرى اختلافًا كثيرًا) هذا ذم للمختلفين، وتحذير من سلوك سبيلهم، وإنما كثُر الاختلاف وتفاقم أمره بسبب التقليد، وأهلُه هم الذين فرَّقوا الدين وصيروا أهله شيعًا، كل فرقة تنصر متبوعها وتدعو إليه، وتذمُّ من خالفها ولا يرون العمل بقولهم، حتى كأنهم ملة أخرى سواهم، يدأبون ويكدحون في الرد عليهم، ويقولون: كتبُهم وكتبنا، وأئمتهم وأئمتنا، ومذهبهم ومذهبنا، هذا والنبي واحد والقرآن واحد والدين والرب واحد، فالواجب على الجميع أن ينقادوا إلى كلمة سواء بينهم كلهم ألا يطيعوا إلا الرسول، ولا يجعلوا معه من تكون أقواله كنصوصه، ولا يتخذ بعضهم بعضًا أربابًا من دون الله، فلو اتفقت كلمتهم على ذلك، وانقاد كل منهم لمن دعاه إلى الله ورسوله، وتحاكموا كلُّهم إلى السنة وآثار الصحابة لقلَّ الاختلاف، وإن لم يعدم من الأرض، ولهذا تجد أقل الناس اختلافًا أهل السنة والحديث، فليس على وجه الأرض طائفة أكثر اتفاقًا وأقل اختلافًا منهم لما بنوا على هذا الأصل، وكلما كانت الفرقةُ عن الحديث أبعد كان اختلافهم في أنفسهم أشدَّ وأكثر، فإن من ردَّ الحق مرِجَ عليه أمرهُ واختلط عليه، والتبس عليه وجه الصواب فلم يدر أين يذهب كما قال تعالى: ﴿ بَلْ كَذَّبُوا بِالْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُمْ فَهُمْ فِي أَمْرٍ مَرِيجٍ ﴾
من سمات أهل السنة والجماعة
قال العلامة عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين رحمه الله: من خصال أهل السنة والجماعة أنهم يرون أن المسلم عليه أن ينصح للمسلمين، وأن يكون مخلصاً لهم وناصحًا، والنصح هو صفاء المودة، ومن آثاره: الدلالة على الخير الذي يعلمه خيرًا، واتقاء الشر الذي يعلمه شرًا، والبعد عن الغش، وذلك بأن تحب للمسلمين ما تحبه لنفسك، وتدلهم على ما تحب أن تفعله، فإذا كان هناك مصلحة دنيوية فلا تستبد بها، وتحرم إخوانك المسلمين، وإذا رأيت مسلماً قد أقبل على هلكة، فإياك أن تتركه بل حذره من أسباب هذا الهلاك ونحو ذلك
من سمات أهل السنة والجماعة
قال الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ: قال بعض الأئمة: علامة أهل السنة: الدعاء للأئمة يعني للسلاطين، وعلامة أهل البدعة الوقيعة في السلاطين، وهذا ظاهر لمن تأمل هدى أهل السنة والجماعة وتأمل أصولهم وممن ذكر هذا ابن بطه في " الإبانة " والبربهاري في " شرح السنة " وهو من أئمة أهل السنة والجماعة فقد فصل القول في ذلك تفصيلًا بينًا لأجل ما ظهر في زمنه من كثرة المخالفين في هذا الأصل العظيم
ثبات أهل السنة والجماعة حتى يأتي أمر الله
قال الإمام الشاطبي رحمه الله: لا تجتمع الفرق كلها على مخالفة السنة عادة وسمعًا بل لا بد أن تثبت جماعة أهل السنة حتى يأتي أمر الله غير أنهم لكثرة ما تناوشهم الفرق الضالة وتناصبهم العداوة والبغضاء استدعاء إلى موافقتهم، لا يزالون في جهاد ونزاع، ومدافعة وقراع آناء الليل والنهار، وبذلك يضاعف لهم الأجر الجزيل ويثيبهم الثواب العظيم
أهل السنة والجماعة عندهم الثبات واليقن
قال الشيخ سعد بن ناصر الشثري: أهل السنة عندهم من اليقين والثبات ما ليس عند غيرهم، فالمبتدعة عندهم من التردد والشكوك الشيء الكثير، وكلما ازداد الإنسان في التعمق في علم بدعته كثرت الشكوك عنده، ولذلك تجد أرباب هذه الفرق لولا ما يستفيدونه من أمور دنيوية من مال، وشهرة، أو نحو ذلك، لتركوا طريقهم، لأن عندهم من الشك والحيرة الشيء الكثير، بخلاف أهل السنة والجماعة كلما ازداد الإنسان منهم علماً ازداد بصيرة، وازداد يقيناً وثباتاً وطمأنينة
من ائتمَّ بأهل السنة قبله ائتمَّ به مَن بعده ومن معه
قال العلامة ابن القيم رحمه الله: أثنى الله سبحانه على عباده المؤمنين الذين يسألونه أن يجعلهم أئمة يُهتدي بهم، فقال تعالى في صفات عباده: ﴿وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا ﴾ [الفرقان: 74]، قال مجاهد: اجعلنا مؤتمين بالمتقين، مقتدين بهم، وهذا من تمام فهم مجاهد رحمه الله، فإنه لا يكون الرجل إمامًا للمتقين حتى يأتم بالمتقين، فمن ائتمَّ بأهل السنة قبله، ائتم به من بعده ومن معه
أهل السنة والجماعة يعلمون الحق ويرحمون الخلق
قال ابن تيمية رحمه الله: أئمة السنة والجماعة...يعلمون الحق الذين يكونون به موافقين للسنة سالمين من البدعة، ويعدلون على من خرج منها ولو ظلمهم
وقال: أهل السنة المتبعين للرسول صلى الله عليه وسلم..يتبعون الحق، ويرحمون من خالفهم باجتهاده. وقال: أهل السنة والعلم والإيمان يعلمون الحق ويرحمون الخلق
أهل السنة والجماعة ألين قلوبًا
قال الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ: أهل الكلام وأهل البدع،...يعلمون مسائل الاعتقاد كمسائل عقلية، ينظرون إليها نظراً عقليًا برهانيًا، عقليًّا أو نقليًا، دون نظر في آثار ذلك، وهذا تجد لأجله فيهم من قسوة القلوب، ومن قلة العبادة، وترك التواضع، والكبر..إلى آخره من الصفات المذمومة ما فيهم، بخلاف أهل الحق من أهل السنة والحديث والعبادة، فإنهم ألين قلوبًا، لأجل ما معهم من العلم بالله عزوجل، وأكثر تواضعًا للخلق، ونفعاً للعباد، وخوفًا من الله عز وجل، لأن صحة العقيدة أثمرت في قلوبهم وفي أعمالهم كذلك
من أسماء أهل السنة والجماعة
قال العلامة عبدالعزيز بن عبدالله بن باز رحمه الله: الفرقة الناجية...وهم أهل السنة والجماعة، وهم أهل الحديث الشريف، السلفيون الذين تابعوا السلف الصالح.
قال الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ: أهل السنة والجماعة، وأهل الحديث، أهل الأثر، الطائفة المنصورة الفرقة الناجية هذه كلها مسماها واحد وهو أهل العلم وهم أهل الحديث الذين يعتقدون الاعتقاد الصحيح، وإن لم يكونوا من طلبة العلم
أسباب نفع الله بردود علماء أهل السنة والجماعة على أهل البدع
قال الشيخ سعد بن ناصر الشثري: نفع الله جل وعلا بعلماء أهل السنة والجماعة في رد البدع والضلالات نفعًا عظيمًا، وذلك لعدد من الأمور:
الأمر الأول: أنهم ينطلقون في معتقدهم وفي ردودهم من الكتاب والسنة، والكتاب والسنة تذعن لهما النفوس المؤمنة، وفيها الحجج العقلية المقنعة، والبراهين النقلية الواضحة، بخلاف غيرهم من أهل البدع فإنهم ينطلقون في ردودهم من مصادر أخرى
الأمر الثاني: أنهم يردون البدعة بالسنة، بخلاف غيرهم فإنهم يردون البدعة ببدعة.
الأمر الثالث: من مميزات كتابة أهل السنة والجماعة: أنهم يجتنبون المتشابه من القول، فالألفاظ والأقوال والجمل التي تحتمل معاني متعددة يتوقفون عن إطلاقها إثباتًا ونفيًا ويكتفون بما ورد في النصوص الشرعية
من لطف الله بعبده وإرادته به الخير أن يوفق لمعاشرة أهل السنة والجماعة
قال الإمام ابن مفلح المقدسي رحمه الله: قال أبو الفرج الشيرازي من أصحابنا رحمه الله في كتاب: التبصرة له: قال أحمد بن حنبل رضي الله عنه: وإذا رأيت الشاب أول ما ينشأ مع أهل السنة والجماعة فارجُه، وإذا رأيته مع أصحاب البدع فايأس منه، فإن الشاب على أول نشوئه
قال العلامة السعدي رحمه الله: ومن لطف الله بعبده..لو نشأ العبد في بلد أهله مذهب أهل السنة والجماعة فإن هذا لطف له. وكذلك: إذا قدر الله أن يكون مشايخه الذين يستفيد منهم _الأحياء والأموات _أهل سنةٍ وتقى، فإن هذا من اللطف الرباني.
متى يعلم الرجل أنه على السنة والجماعة
قال الإمام اللالكائي رحمه الله: قال عبدالجبار بن شيراز بن يزيد العبدي _ صاحب سهل بن عبدالله _ سمعت سهل بن عبدالله يقول: وقد قيل له متى يعلم الرجل أنه على السنة والجماعة؟
قال: إذا عرف من نفسه خصال: لا يترك الجماعة.
ولا يسب أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم.
ولا يخرج على هذه الأمة بالسيف.
ولا يكذب بالقدر.
ولا يشك في الإيمان.
ولا يماري في الدين.
ولا يترك الصلاة على من يموت من أهل القبلة بالذنب.
ولا يترك المسح على الخفين.
ولا يترك الجماعة خلف كل وال حار أو عدل