فوائد من كتاب حفظ العمر
حكمــــــة
حفظ العمر | لابن الجوزي ص٣٠
«فإنِّي رأيتُ العمرَ بضاعةً للآدمي، فعجبتُ مِن تفريط النَّاسِ فيه، كأنهم ما علموا أنَّ الدنيا ميدانُ شقاق، وأنَّ غاية العمرُ الغاية، إلا أنَّ التفاضلَ في السباق على مقدار الهم، وتفاوتُ الهِمَمِ على قدرِ الإيمان بالآخرة، فمن صَدَقَ يقينُهُ جدَّ، ومن تيَقَّنَ طولُ الطريق استعدّ، ومن قلَّت معرفته تثبَّط، ومن لم يعرف المقصود تخبَّط»
حكمــــــة
حفظ العمر | لابن الجوزي ص٣٢
قال رسول الله ﷺ:
«بادروا بالأعمال سبعًا: هل تُنظرونَ إِلا فَقْرًا مُنْسِيًا، أَوْ غِنًى مُطْغِيًا، أَوْ مَرَضًا مُفْسِدًا، أَوْ هَرَمًا مُفَنِّدًا، أَوْ مَوْتًا مُجْهِزًا، أَوِ الدَّجَّالَ فَشَرُّ غائبٍ يُنْتَظَرُ، أَوِ السَّاعَةَ فَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ».
حكمــــــة
وقد صحَّ عن رسول ﷺ أنَّهُ قال:
«من قال سبحانَ اللهِ العظيمِ وبحمدهِ؛ غُرِسَت لهُ نخلةٌ في الجنَّة».
فالعجبُ لهذا يُضيِّع زمانهُ في غيرِ الغرس، ولو أنَّهُ ذاقَ طعم النَّخيلِ لاستكثرَ مِن غرس النَّخل، إنَّ مثل عمَلِ الخيرِ في العُمرِ كمثلِ رجلٍ قيلَ لهُ: كلَّما زرعتَ حبَّة أخرَجت لكَ ألف ألف كُرٍّ، فتراهُ يَفتُرُ مع سماعِ هذا الرِّبح!
وقد قال أبو هريرة رضي الله عنه:
إنَّ الله تعالى يَكتُبُ للمؤمنِ بالحسنةِ الواحدة ألفيْ ألفِ حَسَنَةٍ.
فهذا الذي حثَّ المجتهدينَ في الغالب، ومنهم مَنْ يَعملُ للحقِّ لا لطلبِ الأجر.
حكمــــــة
وليَتفكَّر الإنسان في صائمٍ جَلَسَ وقتَ العشاء ليُفطِرَ مع مَنْ كانَ مُفطرًا وكلاهما يشبعُ حينئذٍ، وقد ذهَبَ تَعَبُ الصَّومِ وراحةُ الإفطار وتباينَ الحالُ في الثَّوابِ.
وكذلك أخَوَان، طلَبَ أحدُهُما العلمَ مِن صِغَرِهِ وآثرَ الآخرُ البطالةَ، فاجتمعا عندَ عُلُوِّ السِّنِّ فقعدا في مكانٍ، فلاحَ على هذا أثرُ التَّعبِ وقد حصَّلَ العلمَ والتَّقوى، وليس بيدِ ذاك مِن آثار الرَّاحةِ شيء بل إن تفكَّر تحسَّر، فأُفٍ لعاقلٍ يستعجلُ البطالةَ وينسَى ما يجني.
حكمــــــة
عن خويل بن محمد بن محمد -وكان عابدًا- أنه قال:
كأنَ خويلًا قد وقَفَ للحسابِ فقيلَ له:
يا خويلُ بن محمد قد عمَّرناكَ ستينَ سنةً، فما صنعتَ فيها؟
فجمَعَ نومَ ستينَ سنةً مع قائلةِ النَّهار، وإذا قِطعةٌ مِن عمري نوم، وجمَعتُ ساعاتِ أكلي، فإذا قِطعةٌ مِن عمري قد ذهبت في الأكل، ثم جَمعتُ ساعاتِ وُضوئي، فإذا قِطعةٌ من عمري ذهَبت فيها، ثم نظرتُ في صلاتي، فإذا صلاةٌ منقوصةٌ وصومٌ منخرقٌ، فما هو إلا عَفوُ اللهِ أو الهَلَكَةُ