2. فوائد من كتاب روض الأخيار
حكمــــــة
سأل الثوريّ جعفر بن محمد عن الدّعاء عند البيت الحرام فقال: إذا بلغت البيت ضع يدك على الحائط ثم قل: يا سابق الفوت، ويا سامع الصوت، ويا كاسي العظام لحما بعد الموت، ثم ادع بما شئت، ثم قال: إذا جاءك ما تحبّ فأكثر من «الحمد لله» وفيما تكره أكثر من «لا حول ولا قوة إلا بالله» وإذا استبطأت الرزق فأكثر من الاستغفار.
حكمــــــة
قال الأحنف: شكوت إلى عمّي صعصعة بن معاوية وجعا في بطني فنهرني ثم قال: يابن أخي إذا نزل بك شيء فلا تشكه إلى أحد، فإنما الناس رجلان: صديق تسوءه وعدوّ تسرّه، والذي بك لا تشكه إلى مخلوق مثلك، فإنه لا يقدر على دفع مثله عن نفسه، ولكن إلى من ابتلاك به وهو قادر على أن يفرّج عنك، يا بن أخي إحدى عينيّ هاتين ما أبصر بها سهلا ولا جبلا منذ أربعين سنة وما أطلعت على ذلك امرأتي ولا أحدا من أهلي.
حكمــــــة
قال المزنيّ: دخلت على الشافعي في مرض موته، فقلت: كيف أصبحت؟ فقال: أصبحت من الدنيا راحلا، وللإخوان مفارقا، ولسوء عملي ملاقيا، ولكأس المنية شاربا، وعلى الله واردا، فلا أدري أروحي تصير إلى الجنة فأهنّيها أم إلى النار فأعزّيها، ثم أنشأ يقول: ولما قسا قلبي وضاقت مذاهبي... جعلت رجائي نحو عفوك سلّما
تعاظمني ذنبي فلما قرنته... بعفوك ربي كان عفوك أعظما