10. المنتقى النفيس
قال سلام بن أبي مطيع رحمه الله : أتى الحسن بكوز من ماء ليفطر عليه، فلما أدناه إلى فيه بكى وقال : ذكرت أمنية أهل النار قولهم {أن أفيضوا علينا من الماء} [الأعراف: 50] وذكرت ما أجيبوا {إن الله حرمهما على الكافرين} [الأعراف: 50] .
قال رياح القيسي رحمه الله : لا أجعل لبطني على عقلي سبيلا أيام الدنيا فكان لا يشبع إنما كان يأكل بلغه بقدر ما يمسك الرمق .
قال رياح القيسي رحمه الله : كما لا تنظر الأبصار إلى شعاع الشمس كذلك لا تنظر قلوب محبي الدنيا إلى نور الحكمة أبدا .
قال الحسن رحمه الله : إن هذا الحق جهد الناس وحال بينهم وبين شهواتهم فوالله ما صبر عليه إلا من عرف فضله ورجا عاقبته .
قال حوشب بن مسلم رحمه الله : سألت الحسن قلت يا أبا سعيد رجل آتاه الله مالا فهو يحج منه ويصل منه ويتصدق منه أله أن يتنعم فيه فقال الحسن : لا لو كانت الدنيا له ما كان له إلا الكفاف ويقدم فضل ذلك ليوم فقره وفاقته إنما كان المتمسك من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن أخذ عنهم من التابعين كانوا يكرهون أن يتخذوا العقد والأموال في الدنيا ليركنوا إليها ولتشتد ظهورهم فكانوا ما آتاهم الله من رزق أخذوا منه الكفاف وقدموا فضل ذلك ليوم فقرهم وفاقتهم ثم حوائجهم بعد في أمر دينهم ودنياهم وفيما بينهم وبين الله عز وجل .
قال الحسن رحمه الله : ابن آدم إنك إن قرأت هذا القرآن ثم آمنت به ليطولن في الدنيا حزنك وليشتدن في الدنيا خوفك وليكثرن في الدنيا بكاؤك .
قال سعيد الجريري رحمه الله : كانوا يجعلون أول نهارهم لقضاء حوائجهم وإصلاح معايشهم وآخر النهار لعبادة ربهم وصلاتهم .
قال فضل الرقاشي رحمه الله : ما تلذذ المتلذذون ولا استطارت قلوبهم بشيء كحسن الصوت بالقرآن، وكل قلب لا يجب على حسن الصوت بالقرآن فهو قلب ميت ، قال الفضل : وأي عين لا تهمل على حسن الصوت إلا عين غافل أو لاه .
كان كهمس رحمه الله يصلي ألف ركعة في اليوم والليلة، فإذا مل قال لنفسه : قومي يا مأوى كل سوء فوالله ما رضيتك لله ساعة قط .
قال صالح المري رحمه الله : قلت لعطاء السليمي ما تشتهي فبكى ؟ فقال : أشتهي والله يا أبا بشر أن أكون رمادا لا يجتمع منه سفه أبدا في الدنيا ولا في الآخرة قال صالح : فأبكاني والله وعلمت أنه إنما أراد النجاة من عسر يوم الحساب .
قال عبد الواحد بن زيد رحمه الله : دخلنا على عطاء السليمي وهو في الموت فنظر إلي أتنفس فقال: ما لك؟ فقلت: من أجلك، فقال: والله لوددت أن نفسي بقيت بين لهاتي وحنجرتي تتردد إلى يوم القيامة مخافة أن تخرج إلى النار .
قال رياح القيسي رحمه الله : قال لي عتبة الغلام : يا رياح إن كنت كلما دعتني نفسي إلى الكلام تكلمت فبئس الناظر أنا، يا رياح إن لها موقفا تغتبط فيه بطول الصمت عن الفضول .
قال عتبة الغلام رحمه الله : لولا ما قد نهينا عنه من تمني الموت لتمنيته، قلت : ولم تتمنى الموت؟ قال: لي فيه خلتان حسنتان قلت: وما هما؟ قال: الراحة من معاشرة الفجار ورجاء لمجاورة الأبرار، قال: ثم بكى، وقال: أستغفر الله وما يؤمنني أن يقرن بيني وبين الشيطان في سلسلة من حديد ثم يقذف بي في النار، ثم غشي عليه .
قال سليم النحيف رحمه الله : رمقت عتبة ذات ليلة فما زاد ليلته تلك على هذه الكلمات إن تعذبني فإني لك محب، وإن ترحمني فإني لك محب قال: فلم يزل يرددها ويبكي حتى طلع الفجر .
قال عتبة الغلام رحمه الله : من عرف الله أحبه، ومن أحب الله أطاعه، ومن أطاع الله أكرمه، ومن أكرمه أسكنه في جواره، ومن أسكنه في جواره فطوباه وطوباه وطوباه وطوباه، فلم يزل يقول وطوباه حتى خر ساقطا مغشيا عليه .
قال بشر بن منصور رحمه الله : أقل من معرفة الناس فإنك لا تدري ما يكون، قال: فإن كان كل شيء - يعني فضيحة في القيامة - كان من يعرفك قليلا .
قال سهل بن منصور رحمه الله : كان بشر يصلي يوما فأطال الصلاة ورأى رجلا ينظر إليه ففطن له بشر فقال للرجل: لا يعجبك ما رأيت مني فإن إبليس قد عبد الله مع الملائكة كذا وكذا .
قال عبد الرحمن بن مهدي رحمه الله : قلت لبشر بن منصور: إنا لنجلس مجلس خير وبركة قال: نعم المجلس، قال: قلت له: إنه ربما لم يجلس إلي فكأني أغتم، قال: إن كنت تشتهي أن يجلس إليك اترك هذا المجلس .
قال محمد بن عبد العزيز بن سلمان رحمه الله : كنت أسمع أبي يقول: عجبت ممن عرف الموت كيف تقر في الدنيا عينه أم كيف تطيب بها نفسه أم كيف لا يتصدع قلبه فيها قال: ثم يصرخ هاه هاه حتى يخر مغشيا عليه .
قال عبد الله بن غالب الحداني رحمه الله لما برز إلى العدو : على ما آسى من الدنيا فوالله ما فيها للبيت جذل، ووالله لولا محبتي لمباشرة السهر بصفحة وجهي وافتراش الجبهة لك يا سيدي، والمراوحة بين الأعضاء والكراديس في ظلم الليل رجاء ثوابك وحلول رضوانك لقد كنت متمنيا لفراق الدنيا وأهلها - قال: ثم كسر جفن سيفه ثم تقدم فقاتل حتى قتل فحمل من المعركة وإن له لرمقا فمات دون العسكر .
قال صعدي بن أبي الحجر رحمه الله : كنا ندخل على المغيرة فنقول كيف أصبحت؟ قال: أصبحنا مغرقين في النعم موقرين من الشكر يتحبب إلينا ربنا وهو عنا غني، ونتمقت إليه ونحن إليه محتاجون .
قال مالك بن دينار رحمه الله للمغيرة بن حبيب : ما لا أحصي من المرات - وكان ختنه -: يا مغيرة كل أخ وجليس وصاحب لا تستفيد منه في دينك خيرا فانبذ عنك صحبته .
قال عبد الرحمن بن مهدي رحمه الله : لو قيل لحماد بن سلمة إنك تموت غدا ما قدر أن يزيد في العمل شيئا .
قال موسى بن إسماعيل رحمه الله : لو قلت لكم إني ما رأيت حماد بن سلمة ضاحكا قط صدقتكم، كان مشغولا بنفسه إما أن يحدث، وإما أن يقرأ وإما أن يسبح، وإما أن يصلي، كان قد قسم النهار على هذه الأعمال .
عاد حماد بن سلمة سفيان الثوري رحمهما الله : فقال سفيان: يا أبا سلمة أترى يغفر الله لمثلي؟ فقال حماد: والله لو خيرت بين محاسبة الله إياي وبين محاسبة أبوي لاخترت محاسبة الله على محاسبة أبوي، وذلك أن الله تعالى أرحم بي من أبوي .
قال زياد النميري رحمه الله : لو كان لي من الموت أجل أعرف مدته لكنت حريا بطول الحزن والكمد حتى يأتيني وقته فكيف وأنا لا أعلم متى يأتيني الموت صباحا أو مساء؟ ثم خنقته عبرته فقام .
قال الحسن رحمه الله : والله لقد أدركت أقواما ما طوي لأحدهم في بيته ثوب قط، وما أمر في أهله بصنعة طعام قط، وما جعل بينه وبين الأرض فراشا قط، وإن كان أحدهم ليقول: لوددت أني أكلت أكلة تصير في جوفي مثل الآجرة قال: ويقول: بلغنا أن الآجرة تبقى في الماء ثلاثمائة سنة .
قال الحسن رحمه الله : والله لقد أدركت أقواما إن كان أحدهم ليرث المال العظيم، قال: وإنه والله لمجهود شديد الجهد، قال: فيقول لأخيه: يا أخي إني قد علمت أن ذا ميراث وهو حلال ولكني أخاف أن يفسد علي قلبي وعملي فهو لك لا حاجة لي فيه، قال: فلا يزرأ منه شيئا أبدا، قال: وهو والله مجهود شديد الجهد .
قال الحسن رحمه الله : والله لقد أدركت أقواما كان أحدهم يخلف أخاه في أهله أربعين عاما ينفق عليهم .
قال الحسن رحمه الله : ما الدنيا كلها من أولها إلى آخرها إلا كرجل نام نومة فرأى في منامه ما يحب ثم انتبه .
قال الحسن رحمه الله : إنكم أصبحتم في أجل منقوص وعمل محفوظ والموت في رقابكم والنار بين أيديكم، وما ترون والله ذاهب، فتوقعوا قضاء الله كل يوم وليلة ولينظر امرؤ ما قدم لنفسه .
قال الحسن رحمه الله : والله ما أحد من الناس بسط له دنيا ولم يخف أن يكون قد مكر به فيها إلا كان قد نقص علمه وعجز رأيه وما أمسكها الله، عن عبد مسلم يظن أنه قد خير له فيها إلا كان قد نقص علمه وعجز رأيه .
قال الحسن رحمه الله : لا تخرج نفس ابن آدم من الدنيا إلا بحسرات ثلاثة: أنه لا يتمتع بما جمع، ولم يدرك ما أمل، ولم يحسن الزاد لما قدم عليه .
قال مسلم بن إبراهيم رحمه الله : كان هشام الدستوائي لا يطفئ السراج إلى الصبح وقال: إذا رأيت الظلمة ذكرت ظلمة القبر .
قال مالك بن دينار رحمه الله : إن لله عقوبات في القلوب والأبدان: ضنك في المعيشة، ووهن في العبادة، وما ضرب عبد بعقوبة أعظم من قسوة القلب .
قال مالك بن دينار رحمه الله : إن القلب إذا لم يحزن خرب كما أن البيت إذا لم يسكن خرب، قال: وسمعته يقول: لو أن قلبي يصلح على كناسة لذهبت حتى جلست عليها .
قال مالك بن دينار رحمه الله : إن العالم إذا لم يعمل بعلمه زلت موعظته عن القلوب كما تزل القطرة عن الصفا .
قال مالك بن دينار رحمه الله : إن صدور المؤمنين تغلي بأعمال البر، وإن صدور الفجار تغلي بالفجور والله يرى همومكم فانظروا ما همومكم رحمكم الله .
قال عبد الله الداري رحمه الله : كان أهل العلم بالله والقبول منه يقولون: إن الزهد في الدنيا يريح القلب والبدن وإن الرغبة في الدنيا تكثر الهم والحزن وإن الشبع يقسي القلب ويفتر البدن .
قال أبو عمران الجوني رحمه الله : لم ينظر الله إلى إنسان قط إلا رحمه، ولو نظر إلى أهل النار لرحمهم، ولكن قضى أن لا ينظر إليهم .
قال محمد بن واسع رحمه الله : ما بقي في الدنيا شيء ألذه إلا الصلاة في الجماعة ولقاء الإخوان .
قال الربيع بن برة رحمه الله : عجبت للخلائق كيف ذهلوا، عن أمر حق تراه عيونهم وشهد عليه معاقد قلوبهم إيمانا وتصديقا مما جاء به المرسلون، ثم ها هم في غفلة عنه سكارى يلعبون، ثم يقول: وايم الله ما تلك الغفلة إلا رحمة من الله لهم، ونعمة من الله عليهم، ولولا ذلك لألفي المؤمنون طائشة عقولهم طائرة أفئدتهم محلقة قلوبهم، لا ينتفعون مع ذكر الموت بعيش أبدا حتى يأتيهم الموت وهم على ذلك أكياس مجتهدون قد تعجلوا إلى مليكهم بالاشتياق إليه بما يرضيه عنهم قبل قدومهم عليه، فكأني والله أنظر إلى القوم قد قدموا على ما قدموا من القربة إلى الله تعالى مسرورين والملائكة من حولهم يقدمونهم على الله مستبشرين يقولون: سلام عليكم ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون .
قال الربيع بن برة رحمه الله : قطعتنا غفلة الآمال عن مبادرة الآجال، فنحن في الدنيا حيارى لا ننتبه من رقدة إلا أعقبتنا في أثرها غفلة، فيا إخوتاه نشدتكم بالله هل تعلمون مؤمنا بالله أغر ولنقمه أقل حذرا من قوم هجمت بهم الغير على مصارع النادمين فطاشت عقولهم وضلت حلومهم عندما رأوا من العبر والأمثال ثم رجعوا من ذلك إلى غير عقله ولا نقله، فبالله يا إخوتاه هل رأيتم عاقلا رضي من حاله لنفسه بمثل هذه حالا والله عباد الله لتبلغن من طاعة الله تعالى رضاه أو لتنكرن ما تعرفون من حسن بلائه وتواتر نعمائه، إن تحسن أيها المرء يحسن إليك وإن تسئ فعلى نفسك بالعتب فارجع فقد بين وحذر وأنذر فما للناس على الله حجة بعد الرسل: {وكان الله عزيزا حكيما} [النساء: 158] .
قال الربيع بن برة رحمه الله : كم عاملته تبارك اسمه بما يكره فعاملك بما تحب؟ قلت: ما أحصي ذلك كثرة، قال: فهل قصدت إليه في أمر كربك فخذلك؟ قلت: لا والله ولكنه أحسن إلي وأعانني، قال: فهل سألته شيئا قط فما أعطاك؟ قلت: وهل منعني شيئا سألته؟ ما سألته شيئا قط إلا أعطاني ولا استعنت به إلا أعانني قال: أرأيت لو أن بعض بني آدم فعل بك بعض هذه الخلال ما كان جزاؤه عندك؟ قلت: ما كنت أقدر له على مكافأة ولا جزاء قال: فربك تعالى أحق وأحرى أن تدأب نفسك في أداء شكر نعمه عليك وهو قديما وحديثا يحسن إليك والله لشكره أيسر من مكافأة عباده إنه تبارك وتعالى رضي بالحمد من العباد شكرا .
قال أبو عبد الله البراني رحمه الله : سمعت رجلا من العباد يبكي ويقول في بكائه: بكت قلوبنا إلى الذنوب ارتياحا إلى مواقعتها ثم بكت عيوننا حزنا على الذي أتينا منها، فليت شعري أيها المصيب برحمته من يشاء أحد البكائين مستولى علينا غدا في عرصة القيامة عندك، لئن كنت لم تقبل التوبة يا كريم لقد حانت لنا إليك الأوبة يا رحيم، ولئن أعرضت بوجهك الكريم عنا فبحق أعرضت عن المعرضين عنك، ولئن تطولت بمنك ومننت بطولك علينا فلقديما ما كان ذلك منك على المذنبين، قال: وسمعته يقول: أوثقتنا عقد الآثام فنحن في الدنيا حيارى قد ضلت عقولنا عن الله عز وجل .
قال الربيع بن عبد الرحمن رحمه الله : إن لله عبادا أخمصوا له البطون عن مطاعم الحرام، وغضوا له الجفون عن مناظر الآثام وأهملوا له العيون لما اختلط عليهم الظلام رجاء أن ينير ذلك لهم قلوبهم إذا تضمنتهم الأرض بين أطباقها، فهم في الدنيا مكتئبون وإلى الآخرة متطلعون نفذت أبصار قلوبهم بالغيب إلى الملكوت فرأت فيه ما رجت من عظم ثواب الله فازدادوا والله بذلك جدا واجتهادا عند معاينة أبصار قلوبهم ما انطوت عليه آمالهم فهم الذين لا راحة لهم في الدنيا وهم الذين تقر أعينهم غدا بطلعة ملك الموت عليهم، قال: ثم بكى حتى بل لحيته بالدموع .
قال الربيع بن برة رحمه الله : سمعت الحسن، تلا: {يا أيتها النفس المطمئنة} [الفجر: 27] وقال الحسن: النفس المؤمنة اطمأنت إلى الله واطمأن إليها وأحبت لقاء الله وأحب الله لقاءها ورضيت عن الله ورضي الله عنها، فأمر بقبض روحها فغفر لها وأدخلها الجنة وجعلها من عباده الصالحين .
قال الربيع بن برة رحمه الله : إنما يحب البقاء من كان عمره له غنما وزيادة في عمله، فأما من غبن عمره واستتر له هواه فلا خير له في طول الحياة .
قال الربيع بن صبيح رحمه الله : قلنا للحسن: يا أبا سعيد عظنا، فقال: إنما يتوقع الصحيح منكم داء يصيبه، والشاب منكم هرما يفنيه، والشيخ منكم موتا يرديه، أليس العواقب ما تسمعون؟ أليس غدا تفارق الروح الجسد؟ المسلوب غدا أهله وماله، الملفوف غدا في كفنه، المتروك غدا في حفرته، المنسي غدا من قلوب أحبته الذين كان سعيه وحزنه لهم، ابن آدم نزل بك الموت فلا ترى قادما ولا تجيء زائرا ولا تكلم قريبا ولا تعرف حبيبا، تنادى فلا تجيب، وتسمع فلا تعقل، قد خربت الديار وعطلت العشار وأيتمت الأولاد، قد شخص بصرك وعلا نفسك واصطكت أسنانك وضعفت ركبتاك وصار أولادك غرباء عند غيرك .
قال الربيع بن صبيح رحمه الله : قلت للحسن: إن ههنا قوما يتبعون االسقط من كلامك ليجدوا إلى الوقيعة فيك سبيلا فقال: لا يكبر ذلك عليك فلقد أطمعت نفسي في خلود الجنان فطمعت وأطمعتها في مجاورة الرحمن فطمعت، وأطمعتها في السلامة من الناس فلم أجد إلى ذلك سبيلا لأني رأيت الناس لا يرضون عن خالقهم فعلمت أنهم لا يرضون عن مخلوق مثلهم .
قال معاوية بن عبد الكريم رحمه الله : ذكروا عند الحسن الزهد، فقال بعضهم: اللباس، وقال بعضهم: المطعم، وقال بعضهم: كذا، وقال الحسن: لستم في شيء، الزاهد إذا رأى أحدا قال: هو أفضل مني .
قال عبد الله بن يوسف رحمه الله : سئل مالك بن أنس، عن الداء العضال، فقال: الخبث في الدين .
قال مالك بن أنس رحمه الله : وحق على من طلب العلم أن يكون له وقار وسكينة وخشية، والعلم حسن لمن رزق خيره وهو قسم من الله فلا تمكن الناس من نفسك فإن من سعادة المرء أن يوفق للخير، وإن من شقوة المرء أن لا يزال يخطئ، وذل وإهانة للعلم أن يتكلم الرجل بالعلم عند من لا يطيعه .
قال مالك بن أنس رحمه الله : وبلغني أن لقمان قال لابنه: يا بني ليس غناء كصحة، ولا نعيم كطيب نفس .
قال سعيد بن سليمان رحمه الله : قلما سمعت مالكا، يفتي بشيء إلا تلا هذه الآية: {إن نظن إلا ظنا وما نحن بمستيقنين} [الجاثية: 32] .
قال جعفر بن عبد الله رحمه الله : كنا عند مالك بن أنس فجاءه رجل فقال: يا أبا عبد الله الرحمن على العرش استوى كيف استوى ، فما وجد مالك من شيء ما وجد من مسألته فنظر إلى الأرض وجعل ينكت بعود في يده حتى علاه الرحضاء - يعني العرق - ثم رفع رأسه ورمى بالعود وقال: الكيف منه غير معقول، والاستواء منه غير مجهول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة، وأظنك صاحب بدعة وأمر به فأخرج .
قال سفيان الثوري رحمه الله : العلم طبيب الدين والدرهم داء الدين فإذا جذب الطبيب الداء إلى نفسه فمتى يداوي غيره .
قال سفيان الثوري رحمه الله : كان يقال أول العلم الصمت، والثاني الاستماع له وحفظه، والثالث العمل به، والرابع نشره وتعليمه .
قال سفيان الثوري رحمه الله : الحديث أكثر من الذهب والفضة وليس يدرك، وفتنة الحديث أشد من فتنة الذهب والفضة .
قال سفيان الثوري رحمه الله : إن هذا الحديث عز، من أراد به الدنيا فدنيا، ومن أراد به الآخرة فآخرة .
قال سفيان الثوري رحمه الله : إنما العلم عندنا الرخص عن الثقة فأما التشديد فكل إنسان يحسنه .