فوائد من كتاب لا تستوحش لهم الغبراء
حكمــــــة
قال محمد بن كعب القرظي: ثلاث خصال إن استطعت أن لا تترك شيئاً منها أبداً فافعل: لا تبغينَّ على أحد فإن الله تعالى يقول: " إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ " (يونس الآية: 23)، ولا تمكرنَّ على أحد مكراً فإن الله تعالى يقول: " وَلا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلا بِأَهْلِهِ " (فاطر الآية: 43) ولا تنكثنَّ عهداً أبداً فإن الله تعالى يقول: " فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّمَا يَنْكُثُ عَلَى نَفْسِهِ " (الفتح الآية: 10).
حكمــــــة
قال بعض الحكماء: أمرُ الدنيا كلها عجب ولكني أتعجَّب من ابن آدم المغرور في خمسة أشياء: أولها: أتعجب من صاحب فضول الدنيا كيف لا يقدم فضوله ليوم فقره وحاجته إليه؟والثاني: من لسان ناطق كيف يطاوع نفسه؟ ويعرض عن ذكر الله تعالى وعن تلاوة القرآن؟والثالث: أتعجب من صحيح فارغ رأيته مفطراً أبداً كيف لا يصوم من كل شهر ثلاثة أيام أو نحوه، وكيف لا يتفكر في عاقبة الصوم إذا استقبله؟والرابع: أتعجب من الذي يمهَّد فراشه وينام إلى الصبح كيف لا يتفكر في فضل صلاة ركعتين في الليل فيقوم ساعة من الليل؟والخامس: أتعجب من الذي يجترئ على الله ويرتكب ما نهاه عنه وهو يعلم أنه يُعرض عليه يوم القيامة فكيف لا يتفكر فى عاقبة أمره لينـزجر عنه (تنبيه الغافلين).
حكمــــــة
قال ابن الجوزي: رأيت كثيراً من الناس يتحرزون من رشاش نجاسة، ولا يتحاشون من غيبة، ويكثرون من الصدقة، ولا يبالون بمعاملات الربا، ويتهجدون بالليل، ويؤخرون الفريضة عن الوقت، وفي أشياء يطول عددها من حفظ فروع وتضييع أصول. فبحثت عن سبب ذلك، فوجدته من شيئين: أحدهما: العادة، والثاني: الهوى في تحصيل المطلوب، فإنه قد يغلب، فلا يترك سمعاً ولا بصراً.
حكمــــــة
قال الحسن: إن أيسر الناس حساباً يوم القيامة، الذين حاسبوا أنفسهم لله في الدنيا فوقفوا عند همومهم وأعمالهم، فإن كان الذي هَمُّوا به لله، مضوا فيه، وإن كان عليهم أمسكوا، وإنما يثقل الحساب يوم القيامة على الذين جازفوا الأمور في الدنيا، أخذوها على غير محاسبة، فوجدوا الله قد أحصى عليهم مثاقيل الذر، ثم قرأ " يَا وَيْلَتَنَا مَا لِهَذَا الْكِتَابِ لا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً إِلا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا " (الكهف الآية: 49).
حكمــــــة
قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين: فالورع والاحتياط ألا تطلب شيئاً من ترقية أو انتداب أو غير ذلك، إن أُعطيت فَخُذْ، وإن لم تُعْطَ فالأحسن والأورع والأتقى ألا تطالب، فكل الدنيا ليست بشيء، وإذا رزقك الله رزقاً كفافاً لا فتنة فيه، فهو خير من مال كثير تفتتن فيه. نسأل الله السلامة (شرح رياض الصالحين).
حكمــــــة
قال قتادة: كان معيقيب على بيت مال عمر رضى الله عنه فكنس بيت المال يوماً فوجد فيه درهماً، فدفعه إلى ابن لعمر، قال معيقيب: ثم انصرفت إلى بيتي، فإذا رسول عمر قد جاءني يدعوني، فجئت فإذا الدرهم في يده فقال لي: ويحك يا معيقيب! أَوَجَدت عليَّ في نفسك شيئاً؟! قال: قلت: ماذا يا أمير المؤمنين؟ قال: أردت أن تخاصمني أمةُ محمد صلى الله عليه وسلم في هذا الدرهم (الورع لابن أبي الدنيا).