1. فوائد من كتاب أطايب الجنى لعبد الملك القاسم
ما التزم امرؤ توحيد الله عز وجل، ودعا إليه، وسعى في نشره إلا رفع الله قدره في الدنيا والآخرة, وأَوضح مثال لذلك رسل رب العالمين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، فكُن على الأثر.
كم من نِعم الله وألطافه عليك وأنت نائم في فراشك، فما تسوَّر عليك متسور، ولا تحرك منك عرق ساكن، ولا أرقك خوف أو آلمَّك جوع، أو صوت غير مسموع، لا حرّ يؤذيك، ولا برد يشقيك، فاللهم لك الحمد على نعمك وآلائك.
قال تعالى: ﴿وَقَدْ أَفْضَى بَعْضُكُمْ إِلَى بَعْضٍ﴾ [النساء: 21] إفضاء الزوج إلى زوجته وإن كان الإفضاء الجسدي هو أحد معانيه، إلا أن الأمر أوسع، إفضاء للمشاعر، وللروح، وللنفس، وللهموم .
قال ابن القيم:" سائرُ خِطَاب الأنبياء لأمتهم في القرآن إذا تأملته وجدته ألين خِطَاب وألطفه، بل خِطَاب الله لعباده ألطف خِطَاب وألينه، كقوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾ [البقرة: 21]".
أبرُّ أخٍ بأخيه هو موسى بهارون عليهما السلام حيث دعا الله عزَّ وجل أن يكون معه حاملاً للرسالة، ومشعلًا للهداية ﴿هَارُونَ أَخِي * اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي * وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي﴾ [طه: 30-32] فانظر ما لأخيك عندك من واجبات الخير والرعاية والإحسان.
قال الشيخ محمد بن إبراهيم رحمه الله : يُسَنُّ انتظار الدَّاعي الإجابة، فسؤاله عبادة، وانتظاره عبادة أخرى.
﴿يَا بُنَيَّ ارْكَبْ مَعَنَا﴾ [هود: 42] دعوة من أب مكلوم إلى ابنه، لماذا لا نقولها لأولادنا .. يا بُنَيَّ اركب معنا نسمع صوتك، ونأنس بقربك ونَشُمُّ أنفاسك، يا بُنَيَّ إننا نحبك.
قال هشام بن حسان: قلت للحسن: إني أتعلم القرآن، وإن أمي تنتظرني بالعشاء، قال الحسن: تَعَش العشاء مع أمك تُقَرَّ به عينها، أحب إليَّ من حَجة تحجها تطوعًا.
قال تعالى لموسى عليه السلام: ﴿وَاضْمُمْ إِلَيْكَ جَنَاحَكَ مِنَ الرَّهْبِ﴾ [القصص: 32] قال ابن عباس: المعنى اضمم يدك إلى صدرك ليذهب عنك الخوف. وقال مجاهد: كل من فزِع فضم جناحه (أي يده) إليه ذهب عنه الروع. قال ابن كثير: وربما إذا استعمل أحد ذلك على سبيل الاقتداء فوضع يده على فؤاده؛ فإنه يزول عنه ما يجد أو يخفُّ إن شاء الله.
بعض القلوب لا تعرف قيمة من تحب إلا بعد أن تفقده، والمُوَفَّق يحافظ على من يحب حتى لا يفقده.
لفظ "المغفرة" أكمل من لفظ "التكفير" للذنوب؛ ولهذا كانت المغفرة من الكبائر، والتكفير مع الصغائر؛ فإن لفظ "المغفرة" يتضمن الوقاية والحفظ، ولفظ "التكفير" يتضمن الستر والإزالة.
من حسن عِشرة العلماء أنهم يشركون زوجاتهم معهم في وصاياهم (كالأضحية له ولوالديه ولزوجته). وهذا امتداد لرعاية حَقِّها ومُعَاشرتها بالمعروف في الدنيا، وفي الحديث: «خيركم خيركم لأهله» وأحسب أن قارئ الرسالة منهم.
قالت بنت عبد الله بن مطيع لزوجها طلحة بن عبد الرحمن بن عوف, وكان أجود قريش في زمانه: ما رأيت قومًا أَلْأَم من إخوانك؟ قال لها: مَه ولِمَ ذلك؟ قالت: أراهم إذا أيسرت لزموك، وإذا أعسرت تركوك، فقال لها: هذا واللهِ من كرم أخلاقهم؛ يأتوننا في حال قدرتنا على إكرامهم، ويتركوننا في حال عجزنا عن القيام بحقهم!
إن البركة إذا دخلت على قليل كثَّرته، وإذا أتت على كثير أبقته ونمته، وهي من الله عزَّ وجلَّ تُستجلب بالتقوى وطاعة الرَّحمن .. تأمل في بركة الأعمار والأوقات، فقد أخرج الشيخ عبد الرحمن بن قاسم كتاب "الدرر السنية" وعمره لم يتجاوز (35) عامًا، والشيخ عبد الرحمن أتَمَّ تفسيره وعمره (37) عامًا، والإمام النووي صاحب المؤلفات المشهورة توفي وعمره (45) عامًا، والإمام الشافعي توفي وعمره (55) عامًا رحمهم الله، وهناك من تجاوز عمره المائة وهو كَلٌّ على مولاه.
قال يحيى بن معين: ما رأيت مثل أحمد بن حنبل؛ صحبناه خمسين سنة، ما افتخر علينا بشيء مما كان فيه من الصلاح والخير، وكان رحمه الله يقول:" نحن قوم مساكين" رحم الله ضعفنا وطهَّر قلوبنا وأقوالنا وأعمالنا.
كانوا تسعة نفر ﴿وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآَنَ﴾ [الأحقاف: 29] فإذا الإنصاف وكلمة الحق: ﴿إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآَنًا عَجَبًا﴾ [الجن: 1] ففتح الله لهم أبواب الهداية ﴿فَآَمَنَّا بِهِ﴾ [الجن: 2] ومن آمن بشيء قام به ونهض ﴿وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ﴾ [الأحقاف: 29] دعاة حق وهدى ﴿يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ﴾ هؤلاء الجن فأين الإنس من هذا القيام؟!
قَدِم إلى مجاهل إفريقيا يدعو إلى النصرانية، واجتمع برئيس قبيلة وثنية، وذكر لهم أن عيسى يغفر الخطيئة ويخلص من العذاب, فقال رئيس القبيلة: ومن هو عيسى هذا؟ قال: هو ابن الله, وتشاور الرئيس مع وجهاء القوم، وسألوا المُنَصِّر: هل والد عيسى موجود؟ قال: نعم، قالوا: رَأينا من غير اللائق أن نُقدِّم الابن على أبيه وهو حيٌّ موجود.
كبرتُ وكبرتْ معي أحلامي وعشت فكثرت عَقَباتي .. ظننت أن الدنيا مثل أمي عندما كنت صغيرًا؛ أُغْضبها وتُرْضيني، وأبكي فترحمني وتواسيني، (خلق الإنسان في كَبَد) اطلب خير الدنيا وخَفِّفْ من قسوتها بالدعاء والصلاة والاستغفار.
ذكر أن سليل بيت النبوة علي بن الحسين رضي الله عنهما,كان يحمل جرب الدقيق على ظهره يتبع المساكين في ظلمة الليل، ولمَّا مات وجدوا خطوطًا سوداء في ظهره من ثقل ما يحمل .. ولمَّا مات انقطع عنهم ما يأتيهم فعلموا أنها منه!
صلَّى أبو عبد الله النباحي يومًا بأهل طرطوس، فَصِيح النفير، فلم يخفف الصلاة، فلما فرغوا قالوا: أنت جاسوس, قال: ولِمَ؟ قالوا: صِيح بالنفير وأنت في الصلاة فلم تُخَفِّف. قال: ما حسبت أن أحدًا يكون في الصلاة فيقع في سمعه غير ما يخاطبه به الله عز وجل [صفة الصفوة ] .
ما أشبه فعل المعروف بحال موسى عليه السلام فقد أُلقي في اليَّم رضيعًا في مهده، لا يأبه به أحد، ثم آل أمره إلى النبوة، فكذلك فِعْل المعروف فإنه مهما كان صغيرًا مستصغرًا فإن مآله إلى ارتفاع وسمو في الدنيا والآخرة، وفي الحديث: «لا تحقرن من المعروف شيئًا»!
إن الحجاب سِتْر ، قال صلى الله عليه وسلم : «إن الله حييّ ستير، يحب الحياء والستر» فأحبي ما أحبه الله.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:" الرَّبُّ يُحِب أن يُحَب" - الحاء الأولى مكسورة والثانية مفتوحة – [مجموع الفتاوى 1/54].
قال تعالى : ﴿وَإِنْ تَعَاسَرْتُمْ فَسَتُرْضِعُ لَهُ أُخْرَى﴾ فيه عتاب للأم لطيف على المُعاسرة؛ أتترك صغيرها لدراهم معدودة يستأجر بها مُرضعة لوليدها .. أيُترك الصغير تتقاذفه الأيدي فاقدًا للرعاية والحنان؟! كم من الأمهات تنازلت بدون مُعاسرة بل بطيب خاطر وفرح وألقت الصغير للخادمة؟! .
إن الهُموم والغُموم التي تُخَيِّم على الطالب وأُسرته – أيام الاختبارات – هي مما يؤجر عليه إذا احتسب ذلك، فيجمع الله لهم جمعيًا بين فضيلة تعلمّ العلم، والصبر عليه. وإن فات شيء من درجات الدنيا فلا تفوت منازل ودرجات الآخرة. وفي الحديث: «ما يُصيب المسلم من نصب ولا وصَب ولا هَمٍّ ولا حُزن ولا أذى ولا غَمٍّ، حتى الشوكة يُشاكها إلا كفَّر الله بها من خطاياه». متفق عليه.
يقول ابن الجوزي في كتاب "اللطائف":" شجرة الصنوبر تثمر في ثلاثين سَنَة، وشجرة الدباء تصعد في أُسبوعين فتدرك الصنوبر، فتقول شجرة الدباء: إن الطريق التي قطعت في ثلاثين سَنَة، قد قطعتها في أُسبوعين، فيقال لك: شجرة، ويقال لي: شجرة، فتقول شجرة الصنوبر: مهلاً إلى أن تهب رياح الخريف" يعني أنها لن تثبت لها.
إن كتاب البخاري أصحُّ كتاب في الإسلام بعد كتاب الله عزَّ وجلَّ. سبب تأليفه كلمة واحدة في مجلس واحد، وقعتْ في أُذُن الإمام البخاري حيث إنه كان في حلقة إسحاق بن راهوية رحمهما الله، فقال: لو أن أحدكم يجمع كتابًا فيما صحَّ من سُنَّة الرسول صلى الله عليه وسلم فكان كذلك، وكم من كلمة قِيلَت.. فغيرت مجرى حياة أناس.
قال ابن تيمية رحمه الله:" عامة الفتن التي وقعت من أعظم أسبابها قلة الصبر، إذ الفتنة لها سببان: إمَّا ضعف العلم، وإمَّا ضعف الصبر، فإن الجهل والظلم أصل الشر، وفاعل الشر إنما يفعله لجهله بأنه شر، وتكون نفسه تريده، فبالعلم يزول الجهل، وبالصبر يحبس الهوى والشهوة فتزول تلك الفتنة" [المستدرك على الفتاوى].
إن أيام الامتحانات صورة مُصغرة لأهوال يوم العرض .. يوم الامتحان يوم يملأه الخوف ويلفُّه القلق والترقب .. ويوم العرض: ﴿يَوْمًا يَجْعَلُ الْوِلْدَانَ شِيبًا﴾ [المزمل: 17]، ﴿يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ * وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ * وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ﴾ [عبس: 34-36] هَانَ الأول عند الثاني!!
إن نكاح الصالحات من أسباب حصول الرزق ونزول البركة فيه، قال سبحانه وتعالى: ﴿وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ﴾ [النور: 32]. قال أبو بكر رضي الله عنه: «أطيعوا الله فيما أمركم به من النكاح، يُنجز لكم ما وعدكم من الغنى». وقال علي رضي الله عنه: «التمسوا الغنى بالنكاح».
قال ابن تيمية: وإذا دخل أطفال المؤمنين الجنة فأرواحهم وأرواح غيرهم من المؤمنين في الجنة, وإن كانت درجاتهم متفاضلة، والصغار يتفاضلون بتفاضل آبائهم، وتفاضل أعمالهم – إذا كانت لهم أعمال - فإن إبراهيم بن النبي صلى الله عليه وسلم ليس هو كغيره ، والأطفال الصغار يثابون على ما يفعلونه من الحسنات ، وإن كان القلم مرفوعًا عنهم في السيئات ؛ كما ثبت في الصحيح : أن النبي صلى الله عليه وسلم رفعتْ إليه امرأة صبيًّا من مَحَفَّة فقالت : ألهذا حج ؟ قال : « نعم ولك أجر » رواه مسلم في صحيحه [مجموع الفتاوى ].
قال الإمام مالك رحمه الله تعالى : أدركت بهذه البلدة – يعني المدينة – أقوامًا ليس لهم عيوب فعابوا الناس فصارت لهم عيوب، وأدركت بهذه البلدة أقوامًا كانت لهم عيوب فسكتوا عن عيوب الناس فنُسيت عيوبهم. [الإعلان بالتَّوبيخ للسخاوي].
(وأصلحنا له زوجه) مِنَّة من الله عزَّ وجلَّ ونعمة على من شاء من عباده، تُستجلب بالدعاء وكثرة التضرع إليه، مع حسن التبعل والسعي في الإصلاح، والترفق واللطف واللين. هنيئًا لمن كانت له تلك، والدعاء موصول (اللهم اجعلها قرة عين لي).
في المِعْصم ساعة، وفي الجوال ساعة، وفي حوائط الغرف ساعات، ولها عُقد يتدلى من الرقبة تُجَمِّله ساعة! اهتمام لا مثيل له تراه من أول وهلة! لكن الأمر عكس ذلك تمامًا .. تضيع الساعات وتُهدر الأوقات وتنقضي الأعمار ولا تزال الساعات في كل مكان! والسؤال يوم القيامة كما في الحديث: «... وعن عمره فيما أفناه؟» [رواه الترمذي].
(لا تنسانا من صالح دعائك) يقولها البعض للمُسافر مُستدلاً بأن الرسول صلى الله عليه وسلم طلب من عُمر أن يدعو له عندما هَمَّ بالسفر للعمرة. ذكر الألباني رحمه الله, هذا الحديث في السلسلة الضعيفة. وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله:" الحقيقة أنه ضعيف، وأنه لا يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم". وفي السنة الصحيحة قول: «أستودع الله دينك وأمانتك وخواتيم أعمالك» [رواه أحمد].
بنظرة سريعة أمام أبواب المدارس يتبدى لك الفرح والحزن على وجوه الطلاب, منهم من يمشي ويتأمل في شهادته الدراسية ويقلبها ذات اليمين وذات الشمال تتباطأ خطواته وتظهر حسرته وندامته, والآخر يجري فرحًا مسرورًا ليريها مَنْ حوله .. تأمل من يهتف وهو أشد فرحًا منه في موقفٍ عظيمٍ: ﴿فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ﴾ [الحاقة: 19].
قال رجل لسفيان بن عيينة رحمه الله: المزاح هجنة – أي: مستنكر! فأجابه قائلاً:" بل هو سُنَّة، لكن لمن يُحسنه ويضعه في مواضعه". والأمة اليوم وإن كانت بحاجة إلى زيادة المحبة بين أفرادها وطرد السَّأَم من حياتها، إلا أنها أغرقت في جانب الترويح والضحك والمِزاح فأصبح ديدنها وشغل مجالسها وسمرها. فتضيع الأوقات، وتفنى الأعمار. وليس لما بقي من عمرك ثمن!
إن النفوس المؤمنة الكريمة تفرح بالبنات، يقول محمد بن سليمان:" البنون نِعَمْ، والبنات حسنات، والله عزَّ وجلَّ يُحاسب على النِّعَم ويجازي على الحسنات". وفي الحديث قال صلى الله عليه وسلم: «من عال جاريتين – أي: قام عليهما في المؤونة والتربية – حتى تبلغا جاء يوم القيامة أنا وهو كهاتين» وضم أصابعه. رواه مسلم.
ذكي فطن تسأل وتستفسر عن كل بلد أنت متجه إليه، لك معلومة أخرى ضافية ووافية، عن مقر سترحل إليه وتمرُّ بأطواره وأيامه وتقلباته، قال صلى الله عليه وسلم : «من سره أن ينظر إلي يوم القيامة كأنه رأى العين فليقرأ: ﴿إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ﴾، و ﴿إِذَا السَّمَاءُ انْفَطَرَتْ﴾، و ﴿إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ﴾» رواه الترمذي.
قال ابن تيمية رحمه الله: "فاليهود – من حين - ﴿ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُوا إِلَّا بِحَبْلٍ مِنَ اللَّهِ وَحَبْلٍ مِنَ النَّاسِ﴾ [آل عمران: 112] لم يكونوا بمجردهم ينتصرون لا على العرب ولا غيرهم، و إنما كانوا يقاتلون مع حلفائهم قبل الإسلام، والذِّلة ضُربت عليهم من حيث بعث المسيح عليه السلام فكذبوه" [مجموع الفتاوى: 1/301].
فتاة متوسطة الجمال وقد يكون بها بعض النَّقص، لكنها مُصَلِّية صائمة، حَيِيَّة تقيَّة، طاهرة الثياب، حافظة للكتاب. أتترك لقصر في طولها، أو لسواد في بشرتها، أو لصغر في عينيها؟! يا شباب الإسلام: لا تحرموا أنفسكم جمال الروح، وصفاء النَّفس، وحسن الخلق. أين أنتم عن حديث النبي صلى الله عليه وسلم : «فاظفر بذات الدين تربت يداك» [متفق عليه].
ليس للقلوب طريقًا أقرب من حُسْن الأدب مع الناس والتزام الذَّوق الرَّفيع في المعاملة، واحترام الكبير والرَّفق بالصغير، وأحسن الأدب وأعلاه، وأرفع الذوق ومنتهاه، إفشاء السلام مع ابتسامة صادقة. وفي الحديث: «أَوَلَا أدُلُّكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم؟! أفشوا السلام بينكم» [رواه مسلم].
من ثمرات الدعوة إلى الله عزَّ وجلَّ رجاء صلاح الذرية في الحياة وبعد الممات. قال تعالى: ﴿وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافًا خَافُوا عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللَّهَ وَلْيَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا﴾ ومن أعظم القول الدعوة إلى الله عزَّ وجلَّ. وقد ذكر سبحانه في سورة الكهف قصة حفظ كنز اليتيمين بسبب صلاح الأب، فما بالك إذا كان مصلحًا وداعيًا إلى الله. ومن أبواب الدعوة الميسرة نشر الكتاب الإسلامي.
«إن الله يدافع عن الذين آمنوا» لا يحزنك قولهم ولا يفت عضدك حديثهم .. أمهموم ومغموم وصاحب العظمة والجبروت والذي عينه لا تنام يدافع عنك! أنسيت ماذا قالوا عن من خلقهم ورزقهم: إنه فقير، وأن يده مغلولة، وقالوا: اتخذ الله ولدًا، وقالوا عن نبينا: إنه ساحر وكاهن ومجنون! أتظن أنك تسلم .. لا تثريب عليك .. كن من الذين آمنوا وسترى.
إن للشيب مع الناس صحبة، فمنهم من تولَّى أمره وتعقبه وأخفاه، ومنهم من لم يأبه به ولم يلق له بالاً، وكأنه ما نزل بمفرق رأسه! ومنهم من رضي به واطمأن إليه وحمد الله أن مدَّ في عمره، وعدَّه نذيرًا واستعد لما بعده، قال صلى الله عليه وسلم : «من شاب شيبة في الإسلام كانت له نورًا يوم القيامة» [رواه مسلم].قال الغزالي: الشيب يحصل من الحزن والخوف، ولتطييب الخواطر: ذكر عن أبي شامة الفقيه أنه حصل له الشيب وهو ابن خمس وعشرين سَنَة.
دائم النظر إلى معصمه لأمر ينتظر قدومه، يطل بحرص بين الحين والآخر على عقارب الساعة، ألديه رحلة، أم أن موعدًا مهمًا قد اقترب؟ ولمَّا ارتفع صوت المؤذن قام فرحًا، فأحسن الوضوء، ثم لبس أنصع ثيابه وتطيب وتجمل وخرج بسكينة ووقار. فكان ذاك أهَمُّ موعد وأعظمه. لعله من السبعة الذين يظلهم الله في ظله «... ورجل قلبه مُعَلَّق في المساجد» رواه البخاري.
قال ابن القيم رحمه الله : "وشاهَدْتُ شيخ الإسلام ابن تيمية- قدَّسَ الله روحه- إذا خرج إلى الجُمْعة يأخذ ما وجد في البيت من خبز أو غيره فيتصدق به في طريقه سِرًا، وسمعته يقول: إذا كان الله قد أمرنا بالصدقة بين يدي مناجاة رسول الله صلى الله عليه وسلم فالصدقة بين يدي مناجته أفضل وأولى بالفضيلة" [المستدرك على فتاوى ابن تيمية].
قال شعيب بن حرب : لا تحقرن فِلْسًا تُطيع الله في كسبه، ليس الفِلْسُ يُراد، إنما الطاعة تُراد، عسى أن تشتري به بَقْلاً فلا يستقر في جوفك حتى يُغفر لك. [صفة الصفوة].
قال أحمد بن عاصم: "هذه غنيمة باردة، أَصْلِحْ ما بقي من عمرك، يغفر لك ما مضى". [الزهد للبيهقي].
إن بركة المال الحلال أثرها واضح وجلي في صلاح الذُّرِّية ، قال إسماعيل المحدث والد الإمام البخاري عند موته: "لا أعلم في جميع مالي درهمًا من شبهة". ويكفي هذا الأب فخرًا وعظم أجره إنجابه وتربيته لابنه صاحب أصحِّ الكتب بعد كتاب الله عزَّ وجلَّ: صحيح البخاري الذي تلقته الأمة بالقبول.
سُئِلَ الشيخ محمد بن إبراهيم رحمه الله في فتاواه عن قول من قال: تجب الثقة بالنفس؛ فأجاب: لا تجب ولا تجوز الثقة بالنفس، وفي الحديث: «ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين».
ذكر أن الفقيه نصر بن أبي حافظ لمَّا رحل من بيت المقدس في طلب العلم إلى الفقيه الكازروني في أرض العراق، قال له الكازروني: ألك والدة؟ قال: نعم، قال: فهل استأذنتها؟ قال: لا، قال: فوالله لا أقرأتك كلمة حتى ترجع إليها، فتخرج سخطها، قال: فرجعت إلهيا فأقمت معها إلى أن ماتت، ثم رحلت في طلب العلم.
قال ابن تيمية رحمه الله: "فكل من استقرأ أحوال العالم وجد أن المسلمين أحَدُّ وأسَدُّ عقلاً، وأنهم ينالون في المدة اليسيرة من حقائق العلوم والأعمال أضعاف ما يناله غيرهم في قرون وأجيال، وكذلك أهل السنة والحديث تجدهم كذلك متمتعين؛ وذلك لأن اعتقاد الحق الثابت يقوي الإدراك ويصححه، قال تعالى: ﴿وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى﴾ [محمد: 17].
حُكِي عن بعض السلف أنه قال لتلميذه: ما تصنع بالشيطان إذا سَوَّلَ لك الخطايا؟ قال: أجاهده، قال: فإن عاد.. قال: أجاهده، قال: فإن عاد .. قال: أجاهده .. قال: هذا يطول. أرأيت إن مررت بغنم فنبحك كلبها أو منعك من العبور ماذا تصنع؟ قال: أكابده وأردّه جهدي. قال: هذا يطول عليك، ولكن استعن بصاحب الغنم يَكُفُّه عنك [تلبيس إبليس].
قال الله عز وجل : ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ﴾ [الذاريات: 56]. قال الإمام النووي: "وهذا تصريح بأنهم خلقوا للعبادة، فحقٌّ عليهم الاعتناء بما خلقوا له، والإعراض عن حظوظ الدنيا بالزُّهادة، فإنها دار نفاد لا محل إخلاد، ومركب عبور لا منزل حبور، ومَشرع انفصام لا موطن دوام".
قال ابن عوف : لو أن رجلاً انقطع إلى هؤلاء الملوك في الدنيا لانتفع، فكيف من ينقطع إلى من له السموات والأرض وما بينها وما تحت الثرى؟!
قال الشافعي : "أُحِبُّ للرجل الزيادة بالجود في شهر رمضان؛ اقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولحاجة الناس فيه إلى مصالحهم، ولتشاغل كثير منهم بالعبادة عن مكاسبهم".
قال النبى صلى الله عليه وسلم : «فوالله لأن يهدي الله بك رجلاً خير لك من حُمُر النعم» [رواه البخاري] قال الحسن رحمه الله: فمَقام الدعوة إلى الله أفضل مقامات العبد.
من مواقف السلف مع ماء زمزم أن عبد الله بن المبارك لمَّا أتى زمزم، قال: اللهم إن ابن أبي الموالي حدثنا عن محمد بن المنكدر، عن جابر رضي الله عنه عن نبيك صلى الله عليه وسلم أنه قال: «ماء زمزم لمَا شرب له» وإني أشربه لظمأ يوم القيامة.
إن مكة بلد تضاعف فيه الحسنات والسيئات يعظم إثمها، وقد توعَّد الله عز وجل من يَرِدْ فيه الفساد بعذاب أليم ﴿وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ﴾ قال ابن كثير: أي يَهُمُّ بأمر فظيع من المعاصي الكبار. قال في فتح الباري: وظاهر سياق الحديث أن فعل الصغيرة في الحرم أشدُّ من فعل الكبيرة في غيره. وعن ابن مسعود رضي الله عنه مرفوعًا: «لو أن رجلاً هَمَّ فيه بإلحاد وهو بعدن أبين، لأذاقه الله عذابًا أليمًا» هذا فيمن هَمَّ فكيف بمن عمل؟!
قال ابن تيمية رحمه الله:" من يعزم على ترك المعاصي في شهر رمضان دون غيره فليس هذا بتائب مطلقًا، ولكنه تارك للفعل في شهر رمضان، ويثاب إذا كان ذلك الترك لله، وتعظيمًا لشعائر الله واجتنابًا لمحارمه في ذلك الوقت، ولكنه ليس من التائبين الذين يغفر لهم بالتوبة مغفرة مُطْلقة، ولا هو مُصِرّ مطلقًا» [الفتاوى].
قال الشيخ عبد الله بن حبرين رحمه الله عن حكم ذهاب المرأة إلى الأسواق: "لا يجوز الذهاب في كل الحالات إلا لضرورة شديدة بألَّا تجد من ينوب عنها في شراء حوائجها الخاصة أو لا يعرف ما تريده غيرها...".
قال ابن رجب عن مقاصد الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: "واعلم أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تارة يحمل عليه رجاء ثوابه، وتارة خوف العقاب في تركه، وتارة الغضب لله على انتهاك محارمه، وتارة النصيحة للمؤمنين والرحمة لهم ورجاء إنقاذهم مما أوقعوا أنفسهم فيه من التعرض لغضب الله وعقوبته في الدنيا والآخرة، وتارة يحمل عليه إجلال الله وإعظامه ومحبته، وأنه أهل أن يُطاع فلا يُعصَى ويُذكَّر فلا ينسى ويُشكَر فلا يُكفَر" [جامع العلوم والحكم].
إن الوقف من أعظم الأبواب وأوسعها نفعًا؛ اجعل لك وقفًا اجعل لك مثلاً: مصحفًا أو ثلاثة أو عشرة، في بعض المساجد خارج البلاد يتم توزيع المصاحف ورقة ورقة على المصلين لعدم وجود مصاحف لديهم، ثم قبل دخول الخطيب يتم جمعها وحفظها، قال صلى الله عليه وسلم : «إن مما يلحق المؤمن من عمله وحسناته بعد موته: علمًا عَلَّمه ونشره، وولدًا صالحًا تركه، ومصحفًا ورثه، أو مسجدًا بناه، أو بيتًا لابن السبيل بناه، أو نهرًا أجراه، أو صدقة أخرجها من ماله في صحته وحياته يلحقه به من بعد موته» [حسنه الألباني].
تقرب إلى الملك الكريم بالاهتمام بأمر الجيران، وتفقد أحوالهم، وإرسال الطعام لهم حتىَّ وإن كانوا أغنياء. سأل رجل النبي صلى الله عليه وسلم : أي الإسلام خير؟ قال: «تطعم الطعام وتقرئ السلام على من عرفت ومن لم تعرف» [رواه البخاري].
إن الزكاة عبادة مالية يُثَاب المرء على إخراجها، ويُعاقب على تركها، وفيها تثبيت أواصر المودة بين المسلمين، وتطهير للنفوس وتزكيتها من البخل والشُّح، قال تعالى: ﴿خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا﴾ [التوبة: 102]. وفي إخراج الزكاة استجلاب البركة والزيادة والخَلَف من الله ﴿وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ﴾ [سبأ: 39] وقد جاء الوعيد الشديد في حَقِّ من بخل بها، أو قصَّر في إخراجها.
كان بعض السلف يختم القرآن في رمضان في كل يوم، وبعضهم في كل ثلاثة أيام، وبعضهم في كلِّ خمسة أيام. قال ابن رجب: "إنما ورد النهي عن قراءة القرآن في أقلِّ من ثلاث على المداومة على ذلك، فأمَّا في الأوقات المفضلة كشهر رمضان خصوصًا الليالي التي يطلب فيها ليلة القدر، أو في الأماكن المفضلة كمكة لمن دخلها من غير أهلها؛ فيستحب الإكثار فيها من تلاوة القرآن اغتنامًا لفضيلة الزَّمان والمكان، وهو قول أحمد وإسحاق وغيرهما من الأئمة، وعليه يدل عمل غيرهم".
قال الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله: "صلاة النَّوافِل في البيت حتى في مكة والمدينة أفضل من صلاتها في المسجد وهو فضل قَدْر لا عدد".
قال ابن تيمية رحمه الله: "وحقيقة الأمر أن قنوت الوتر من جنس الدعاء السائغ في الصلاة مَنْ شاء فعله، ومَنْ شاء تركه، كما يُخير الرجل أن يوتر بثلاث، أو خمس، أو سبع، وكما يُخير إذا أوتر بثلاث إن شاء فصل، وإن شاء وصل". وكذلك يُخير في دعاء القنوت إن شاء فعله، وإن شاء تركه، وإذا صلى بهم قيام رمضان فإن قنت في جميع الشهر فقد أحسن، وإن قنت في النصف الأخير فقد أحسن، وإن لم يقنت بحال فقد أحسن".[مجموع الفتاوى].
لا يرد القضاء إلا الدعاء كما قال عليه الصلاة والسلام؛ وفي الدعاء من الذل والانكسار لله عزَّ وجلَّ معنى عظيم من أنواع العبودية وتخليص القلب وتفريغه من التعلق بغيره، والدعاء من أكرم الأشياء عند الله كما روى ذلك الترمذي: «ليس شيء أكرم على الله من الدعاء» [رواه الترمذي] وفي الدعاء ادخار الأجر والمثوبة عند الله إذا لم يجب الداعي في الدنيا، وهذا أنفع وأحسن.
إن الريال لا يضرك إخراجه، وهو ينفع الفقير ويسد حاجته! قال ابن القيم رحمه الله تعالى: "فإن للصدقة تأثيرًا عجيبًا في دفع البلاء، ولو كانت من فاجر أو ظالم بل من كافر، فإن الله يدفع بها عنه أنواعًا من البلاء، وهذا أمر معلوم عند الناس خاصتهم وعامتهم، وأهل الأرض كلهم مقرون به لأنهم جربوه".
إن الاعتكاف من السنن المهجورة التي قلَّ العمل بها وغفل عنها كثير من الناس، قال الإمام الزُّهْري: "عجبًا للمسلمين! تركوا الاعتكاف مع أن النبي صلى الله عليه وسلم ما تركه منذ قدم المدينة حتى قبضه الله عَزَّ وجَلَّ" فبادِرْ أخي المسلم إلى إحياء هذه السنة العظيمة وحثّ الناس عليها والترغيب فيها؛ وابدأ بنفسك فإن الدنيا مراحل قليلة وأيام يسيرة، فتخلص من عوائق الدنيا وزخرفها ولا يفوتك هذا الخير العظيم، واجعل لك أيامًا يسيرة تتفرغ فيها من المشاغل والأعمال، وتتجه بقلبك وجوارحك إلى الله عَزَّ وجَلَّ في ذُلٍّ وخضوع وانكسار ودموع؛ لتلحق بركب المقبولين الفائزين.
قال ابن عباس في قوله سبحانه: ﴿فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ﴾ [الدخان: 4] يُكْتب من أمِّ الكتاب في ليلة القدر ما يكون في السنة من موت وحياة ورزق ومطر، حتى الحُجَّاج، يقال: يحج فلان ويحج فلان. وقال سعيد بن جُبير في هذه الآية: إنك لترى الرجل يمشي في الأسواق، وقد وقع اسمه في الموتى، وهذا التقدير السنوي في ليلة القدر كالتفصيل من القدر السابق.
قال عبد الله بن داود : كان أحدهم إذا بلغ أربعين سَنَة طوى فراشه، أي: كان لا ينام طوال الليل، يصلي ويسبح ويستغفر .. يستدرك ما مضى من عمره ويستعد لِمَا أقبل من أيامه؛ وكان الإمام الشافعي يختم في رمضان ستين مَرَّة، وذكر هذه الأيام أن امرأة تقرأ فيما بين المغرب والعشاء ثلاثة أجزاء.
قال ابن بطال : في تغييب خاتمة العمل عن العبد حكمة بالغة وتدبير لطيف؛ لأنه لو علم وكان ناجيًا أُعجب وكَسِل، وإن كان هالكًا ازداد عُتَّوًا، فحجب عنه [فتح الباري].
إن الاستغفار في الأسحار هو شعار الأخيار ، فقد أثنى الله عليهم: ﴿وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ﴾ [الذاريات: 18]. قال الشيخ السعدي رحمه الله:" للاستغفار بالأسحار فضيلة وخصيصة ليست لغيره" وهي مظن إجابة الدعاء، والله تعالى ينادي عباده: "من يدعوني فاستجيب له، من يسألني فأعطيه من يستغفرني فأغفر له" [رواه البخاري].
قال جعفر بن محمد لسفيان الثوري : لا يتم المعروف إلا بثلاثة : بتعجيله وتصغيره (في عينك حتى وإن كان كبيرًا) وستره[حلية الأولياء].
قال الحسن : أبى قوم المداومة، والله ما المؤمن بالذي يعمل شهرًا أو شهرين أو عامًا أو عامين، لا والله ما جعل لعلم المؤمن أجل دون الموت. [الزهد للإمام أحمد].
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "جَمْعُ الناس للطعام في العيدين وأيام التشريق سُنَّة، وهو من شعائر الإسلام التي سَنَّها رسول الله صلى الله عليه وسلم " [مجموع الفتاوى].
صيام سِتٍّ من شوال : عن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من صام رمضان ثم أتبعه ستًا من شوال كان كصيام الدهر» [رواه مسلم] وإن كان عليك قضاء فاقضه ثم صُمْهَا.
إن شهر رمضان فُرْصة ودُرْبة للمحافظة على تكبيرة الإحرام مع الجماعة، وقد وَرَد فيها الفضل العظيم، قال صلى الله عليه وسلم : «من صلى لله أربعين يومًا في جماعة، يُدْرِك التكبيرة الأولى، كُتِب له براءتان: براءة من النار، وبراءة من النفاق» [رواه الترمذي].
قال بلال بن سعد رحمه الله: يُقال لأحدنا تريد أن تموت؟ فيقول: لا، فيُقال له: لِمَ؟ فيقول: حتى أتوب وأعمل صالحًا، فيقال له: اعمل، فيقول: سوف أعمل، فلا يحب أن يموت ولا يحب أن يعمل، فيُؤَخِر عمل الله تعالى ولا يُؤَخِر عمل الدنيا. [العاقبة].
قال النبى صلى الله عليه وسلم : «ما على الأرض أحد يقول: لا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله إلا كُفِّرَت عنه خطاياه ولو كانت مثل زبد البحر» [صحيح الجامع].