فوائد من كتاب ثلاثون خطوة عملية لتربية الأبناء على العمل لهذا الدين لسالم صالح بن ماضي
حكمــــــة
الخطوة «1» صلاح الأم والأب: أولى تلك الخطوات وأهمها وعمادها، هو «صلاح الوالدين»؛ فبصلاحهما يصلح الأبناء، وينشأ ناشئ الفتيان منا على ما كان عوَّده أبوه.. وقد بدأت بالأمِّ قبل الأب؛ لأنَّ العبء الأكبر في تربية الأبناء يقع على عاتق الأم من خلال طول مكثها معهم، وانشغال الأب في طلب الرزق، وحتى ينشأ الأبناء على حبِّ هذا الدين والعمل له، لا بدَّ لتلك الزهرة من تربة صالحة نافعة فهي المدرسة الأولى التي يتخرَّج فيها العلماء والدعاة والمجاهدون الأبطال.. لذا لَمَّا كان للأم الصالحة (الزوجة) أهمية كبرى في بناء المجتمع وتخريج الأفذاذ؛ فقد حثَّ ورغَّب فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: «تُنكح المرأة لأربع: لِمالها، ولِحَسبها، وجمالها، ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك». صحيح البخاري.
حكمــــــة
على الوالدين أن يراعوا بعض القضايا المهمة، والتي تؤثِّر تأثيرًا كبيرًا في شخصية الأبناء، ألا وهي تعامل الوالدين فيما بينهم، فهي دروس يومية يشاهدها الأبناء أمام أعينهم، فينبغي عليهم ما يلي: 1- أن يكون تقدير كلٍّ من الأب والأم لبعضهما تقديرًا عظيمًا، خاصة أمام أعين الأبناء. 2- ألاَّ يُظهِرا خلافاتهما أمام الأبناء. 3- اتِّباع الهدي النبوي في حقوق المعاشرة، والتزام كلٍّ من الأب والأم بحقوق الآخر.
حكمــــــة
مثال عملي على أهمية صلاح الأب والأم في بناء شخصية الأبناء: تُبادر الأمُّ دائمًا فور سماعها المؤذِّن يؤذن للصلاة بترك كلِّ ما في يديها وتطلب من الأبناء ذلك، وتُخبِرهم أنَّ الله سيُحبُّنا متى ما حرصنا على أداء الصلاة في وقتها، فتهرع للصلاة فتتوضَّأ وتصلِّي. عند هذا سينشأ الأبناء منذ نعومة أظفارهم على أداء الصلاة في وقتها.. لماذا؟ لأنهم تعلَّموا منذ الصغر أنَّ من أدَّى الصلاة في وقتها فإنَّ الله سيُحِبه، وهي معانٍ يسهل على الأبناء إدراكها.
حكمــــــة
شَجَاعَـة أَب: قصة تأثُّر عبد الله بن الزبير بشجاعة أبيه وأمه رضي الله عنهما واكتسابه لها: روى الليث عن أبي الأسود عن عروة قال: أسلم الزبير، ابن ثمان سنين، ونفحت من الشيطان أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ بأعلى مكة، فخرج الزبير وهو غلام، ابن اثنتي عشرة سنة، بيده السيف، فمن رآه عجب وقال: «الغلام معه السيف»، حتى أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: «ما لك يا زبير؟» فأخبره وقال: أتيت أضرب بسيفي من أخذك.
حكمــــــة
شَجَاعَـة أُم:قصة شجاعة أسماء بنت أبي بكر أمّ عبد الله بن الزبير رضي الله عنهم: قال الإمام الذهبي: حدَّثنا أبو المحياة بن يعلى التيمي عن أبيه قال: دخلت مكة بعد قتل ابن الزبير بثلاث وهو مصلوب، فجاءت أمه عجوز طويلة عمياء، فقالت للحجَّاج: أمَا آن للراكب أن ينـزل؟ فقال: المنافق؟ قالت: والله ما كان منافقًا، كان صوَّامًا قوَّامًا برًّا. قال: انصرفي يا عجوز، فقد خرفت. قالت: لا والله ما خرفت منذ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «في ثقيف كذاب ومبير...». سنن الترمذي.
حكمــــــة
شَجَاعَـة الابن: قصة شجاعة الابن عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما: عن إسحاق بن أبي إسحاق قال: حضرت قتل ابن الزبير، جعلت الجيوش تدخل عليه من أبواب المسجد، فكلَّما دخل قومٌ من باب حمل عليهم حتى يُخرجهم، فبينا هو على تلك الحال إذ وقعت شرفة من شرفات المسجد على رأسه فصرعته وهو يتمثَّل: أَسْمَاءُ يَا أَسْمَاءُ لاَ تَبْكِينِي... لَمْ يَبْقَ إلاَّ حَسْبِي وَدِينِي.....وَصَارِمٌ لاَثَتْ بِهِ يَمِينِي.
حكمــــــة
خِشيَةُ أَب: قصة في خوف الأب «الفضيل بن عياض» رحمه الله، وخشيته من الله عز وجل: عن محمد بن ناحية قال: صلَّيتُ خلف الفضيل فقرأ «الحاقة» في الصبح، فلمَّا بلغ إلى قوله {خُذُوهُ فَغُلُّوهُ} غلبة البكاء... وعن إسحاق بن إبراهيم الطبري قال: ما رأيت أحدًا أخوف على نفسه ولا أرجى للناس من الفضيل، كانت قراءته حزينة شهية بطيئة مترسِّلة، كأنه يخاطب إنسانًا، وكان إذا مرَّ بآية فيها ذكر الجنة يردِّد فيها.
حكمــــــة
خِشْيَةُ ابن: قصة الخوف وخشية الابن «علي بن الفضيل بن عياض» رحمهما الله: عن أبي بكر بن عياش قال: صلَّيت خلف فضيل بن عياض المغرب وابنه علي إلى جانبي فقرأ: {أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ * حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ * كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ * ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ * كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ * لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ * ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ * ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ} فلما قال: {لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ} سقط على علي وجهه مغشيًّا عليه، وبقى فضيل عند الآية. وقال أبو سليمان الداراني: كان علي بن الفضيل لا يستطيع أن يقرأ {الْقَارِعَةُ} ولا تُقرأ عليه.
حكمــــــة
تضحية الأب: عن أنس قال: لَمَّا كان يوم أُحُد انهزم الناس عن النبي صلى الله عليه وسلم وأبو طلحة بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم مجوِّبٌ به عليه بحجفةٍ له، وكان أبو طلحة رجلاً راميًا شديد القدّ، يكسر يومئذ قوسين أو ثلاثًا، وكان الرجل يَمُرُّ معه الجعبة من النبل، فيقول: انثرها لأبي طلحة.. فأشرف النبي صلى الله عليه وسلم ينظر إلى القوم، فيقول أبو طلحة: بأبي أنت وأمي، لا تشرف يصيبك سهم من سهام القوم، نحري دون نحرك.
حكمــــــة
الخطوة «2»: اخْتِيَـار الاسْـم الحَسَـن: إنَّ للأسماء عاملاً مهمًّا في بناء شخصية المرء وسلوكه، بل وحتى المجتمعات، فهذا النبي صلى الله عليه وسلم حينما قدم المدينة كان اسمها في السابق «يثرب» فأبدلها بـ«طابة» أو «المدينة»، وهي أسماء كلّها تدلُّ على الحُسن في معناها، وذلك لِما للاسم الحسن من دلالته النفسية في بداء حياة جديدة مصدرها الفأل الحسن.. لذا كان لزامًا على الوالدين اختيار الاسم المناسب حتى ينعكس إيجابًا على الأبناء.
حكمــــــة
مثال عملي وقصة في أهمية اختيار الاسم في بناء شخصية الأبناء: ا- في الجانب الإيجابي للاسم الحسن: عن عبد الرحمن بن عوف قال: كان اسمي «عبد عمرو»، فلمَّا أسلمت سمَّاني رسول الله صلى الله عليه وسلم: «عبد الرحمن». ورُوي أنَّ عبد الرحمن بن عوف رضى الله عنه باع أرضًا له، فقسَّم ريعها في فقراء بني زهرة وفي المهاجرين وأمَّهات المؤمنين.. وقال المسور: فأتيت عائشة بنصيبها، فقالت: من أرسل بهذا؟ قلت: عبد الرحمن بن عوف، قالت: أما أنِّي سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «لا يحنو عليكنَّ بعدي إلا الصابرون». فـ«عبد الرحمن» مأخوذ من «الرحمن» الذي يُشتق منه صفة الرحمة، وكان النبيُّ صلى الله عليه وسلم لمس فيه صفة الرحمة والشفقة فسمَّاه «عبد الرحمن».
حكمــــــة
ب- الجانب المقابل للاسم غير الحسن: عن ابن المسيب عن أبيه أنَّ أباه جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: «ما أسمك؟» قال: حزن، قال: «أنت سهل» قال: لا أُغيِّر اسمًا سمَّانيه أبي. قال ابن المسيب: فما زالت تلك الحُزونة فينا بعد. قال الداودي: يريد الصعوبة في أخلاقهم، إلاَّ أنَّ سعيدًا أفضى به ذلك إلى الغضب في الله..وقال غيره: ُيشير إلى الشدَّة التي بقيت في أخلاقهم. وهكذا متى أردنا صلاح أبنائنا فعلينا القيام بالخطوة الثانية، وهي اختيار الأسماء الحسنة لهم، لِما لها من تأثير في شخصية الأبناء كما رأينا في النموذجين السابقين.
حكمــــــة
الخطوة «3»: تعليمه أمور الشرع التي لا بدَّ منها: يجب أن يتعلَّم الأبناء منذ نعومة أظفارهم أمور الشرع التي لا بدَّ منها، كالصلاة والصيام ونحوها، وذلك حتى ينشئوا نشأةً صالحة، وكما قيل: التعلم في الصغر كالنقش في الحجر. مثال عملي: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مروا أولادكم للصلاة وهم أبناء سبع سنين، واضربوهم عليها وهم أبناء عشر، وفرِّقوا بينهم في المضاجع» سنن أبي داود.
حكمــــــة
الخطوة «4»:انقش على ابنك العلم «التعلُّم في الصِّغَـر»: الأمَّة بحاجةٍ إلى العلماء الأقوياء والدعاة المتبصِّرين بنور الكتاب والسنة، ولا يتأتَّى ذلك إلا بطلب العلم منذ الصِّغر.. ولا تقل إنَّ هذا صعبٌ أو مستحيل. وقال ابن مفلح: والعلم في الصغر أثبت؛ فينبغي الاعتناء بصغار الطلبة، لاسيَّما الأذكياء المتيقِّظين الحريصين على أخذ العلم، فلا ينبغي أن يجعل – على ذلك – صغرهم أو فقرهم وضعفهم مانعًا من مراعاتهم والاعتناء بهم.
حكمــــــة
مثال عملي وقصص على أهمية طلب العلم منذ الصغر وأهميته في بناء الشخصية: عن ابن عباس قال: لَمَّا تُوفِّي رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت لرجل من الأنصار: هلمّ نسأل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فإنهم اليوم كثير، فقال: وا عجبًا لك يا ابن عباس؛ أترى الناس يحتاجون إليك، وفي الناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم من ترى؟! فتركت ذلك، وأقبلت على المسألة، فإن كان ليبلغني الحديث عن الرجل، فآتيه وهو قائلٌ فأتوسَّد ردائي على بابه، فتسفي الريح عليّ التراب، فيخرج فيراني فيقول: يا بن عمِّ رسول الله؟ ألا أرسلت إليّ فآتيك؟ فأقول: أنا أحقُّ أن آتيك فأسألك.. قال: فبقى الرجل حتى رآني وقد اجتمع الناس عليّ فقال: هذا الفتى أعقل مني.
حكمــــــة
الخطوة «5» القُـدوَة العَمَلِيَّـة: هو أحد أهمِّ الخطوات وأكثرها نفعًا وغرسًا في نفوس أبنائنا، وذلك لِما يتميَّزون به من شدَّة في التقليد في مراحلهم الأولى، فترى الطفل يُقلِّد أمه في صلاتها، فهو يركع عندما تركع وتسجد حين تسجد، إلى غير ذلك من صور التقليد التي نلحظها صباح مساء، فعلينا أن نُوجِّه ذلك التقليد ونستغلَّ تلك الفترة بما يُحيي في نفوسهم حبَّ العمل لهذا الدين، وذلك بما يلي: 1- نحكي له حكايات الصحابة والصالحين والعلماء. 2- نصطحبه في كلِّ ما هو حسن ليُقلِّده كالذهاب معه إلى المساجد. 3- إسماعه الشرائط الإسلامية المفيدة التي تناسب عمره. 4- أداء بعض العبادات أمام عينيه مثل الصلاة والصدقة.
حكمــــــة
قصَّة تدل على أهمية القدوة العلمية في بناء شخصية الأبناء: عن كريب مولي ابن عباس أنَّ ابن عباس – رضي الله عنهما – أخبره أنه بات عند ميمونة زوج النبي صلى الله عليه وسلم وهي خالته قال: فاضطجعت في عرض الوسادة، واضطجع رسول الله صلى الله عليه وسلم وأهله في طولها، فنام رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى إذا انتصف الليل أو قبله بقليل أو بعده بقليل، استيقظ رسول الله فجعل يمسح النوم عن وجهه بيده، ثم قرأ العشر الآيات الخواتم من سورة آل عمران، ثم قام إلى شنٍّ مُعلَّقة فتوضَّأ منها فأحسن وضوءه، ثم قام يُصلِّي. قال ابن عباس: فقمت، فصنعتُ مثل ما صنع، ثم ذهبت فقمت إلى جنبه فوضع يده اليمنى على رأسي وأخذ بأذني اليمنى يفتلها، فصلَّى ركعتين ثم ركعتين ثم ركعتين ثم ركعتين ثم ركعتين ثم ركعتين، ثم أوتر، ثم اضطجع حتى جاءه المؤذن، فقام فصلَّى ركعتين خفيفتين، ثم خرج فصلَّى الصبح.
حكمــــــة
مثال عملي على أهمية القدوة العملية في بناء شخصية الأبناء:الصَّدَقَـة: فإذا رأيت مسكينًا، وكان ابنك معك فأعطِ ابنك ريالاً واحدًا، واطلب منه أن يتصدَّق به على ذلك المسكين، وفي حال قيامه بهذا العمل اشكره وأثنِ عليه كثيرًا أمام إخوانه، عندها سيغرس حبّ هذا العمل في نفسه، وعلى ذلك قس فينشأ جيل يحب الصدقة ومد يد العون للمحتاج الضعيف.
حكمــــــة
الخطوة «6» دعه يلعب، ولكن أحي معاني الدين فيه: وبما أنَّ اللعب وكثرة الحركة أحد خصائص الأبناء، فقم بتوجيه ذلك اللعب بما يصبُّ في مصلحة العمل لهذا الدين. فكثرة حركة الأبناء وعدم استقرارهم هذا ليس عيبًا أو خطأ أو سلوكًا غير مرغوب فيه، بل له فوائد عدَّة، ومن ذلك أنه يزيد من صحَّة الأبناء وذكائهم وخبرتهم بعد أن يكبروا. أمَّا الأبناء الذين لا يتحرَّكون إمَّا بأنفسهم أو بإرغامٍ من آبائهم وأمَّهاتهم فبتعويدهم على هذا النمط من الحياة تجد أنَّ ذلك الابن أو تلك الفتاة غير أسوياء، وغالبًا ما سيُصاب بعد ذلك بالانطواء والكبت والخوف والخجل أو ضعف في الصحَّة نتيجة لذلك السلوك.
حكمــــــة
مثال عملي وقصة تدل على أهمية الألعاب في بناء شخصية الأبناء: ومن أمثلة ذلك الفروسية والسباحة والرماية، كما ورد ذلك في الأثر، أو الألعاب التي تُنمِّي المدارك العقلية فهي وسيلة لاكتساب المهارات وتجميع الخبرات وتنمية الذكاء. فعندما تُوجِّه لعب أبنائك مثلاً للألعاب التي تُربِّى فيهم الشجاعة بالنسبة للبنين - كالفروسية والسباحة والرماية - فهذه سيُفيد الأمة مستقبلاً بأن يكون أفرادها لديهم الشجاعة والإقدام في تحدِّي الخطوب: إذا دعونا نلعب مع أبنائنا كلٌّ بما يناسبه.
حكمــــــة
عن عبد الله بن شدَّاد بن الهاد بن أبيه: خرج علينا النبي صلى الله عليه وسلم وأمامة بنت العاص على عاتقه فصلَّى، فإذا ركع وضعها وإذا رفع رفعها. قال ابن حجر: واستنبط منه بعضهم عظم قدر رحمه الولد، لأنه تعارض حينئذ المحافظة على المبالغة في الخشوع والمحافظة على مراعاة خاطر الولد فقدم الثاني ويحتمل أن يكون صلى الله عليه وسلم إنما فعل ذلك لبيان الجواز.
حكمــــــة
قال أبو قتادة رضى الله عنه: خرج علينا سول الله صلى الله عليه وسلم في إحدى صلاتَي العشاء وهو حامل حسنًا أو حسينًا، فتقدَّم رسول الله صلى الله عليه وسلم فوضعه ثم كبَّر للصلاة فصلَّى، فسجد بين ظهراني صلاته سجدة أطالها، قال أبي: فرفعت رأسي، وإذا الصبي على ظهر رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ساجد، فرجعت إلى سجودي، فلمَّا قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم الصلاة قال الناس: يا رسول الله، إنك سجدت بين ظهراني صلاتك سجدةً أطلتها حتى ظنَّنا أنه قد حدث أمر أو أنه يُوحَى إليك! قال: «كل ذلك لم يكن، ولكن ابني ارتحلني فكرهت أن أعجله حتى يقضي حاجته». فهذا في أمور العبادة أشفق عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى يقضوا حاجتهم من اللعب، فكيف إذا كان الوقت غير وقت عبادة!.
حكمــــــة
قصة تدلُّ على أهمية التشجيع والتحفيز في الإقدام على معالي الأمور: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الناس فحرَّض الناس على القتال، وقال: «والذي نفس محمد بيده لا يقاتلهم اليوم رجل، فيقتل صابرًا محتسبًا مقبلاً غير مدبر إلا أدخله الله الجنة». قال عمير بن الحمام أخو بني سلمة، وكان في يده تمرات يأكلهن: بخٍ بخ، أفما بيني وبين أن أدخل الجنة إلاَّ أن يقتلني هؤلاء؟.. قال: ثم قذف التمرات من يده، وأخذ معه سيف فقاتل القوم حتى قُتل رحمه الله ورضي عنه.
حكمــــــة
قالت الخنساء لأبنائها الأربعة قبل معركة القادسية: يا بَنِي، إنكم أسلمتم طائعين وهاجرتم مختارين، والله الذي لا إله إلا هو إنكم لبنو رجل واحد كما أنكم بنو امرأة واحدة، ما هجنت حسبكم وما غيرت نسبكم، واعلموا أنَّ الدار الآخرة خيرٌ من الدار الفانية، اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلَّكم تفلحون، فإذا رأيتم الحرب قد شمرت عن ساقها، وحللتم نارًا على أرواقها، فيمِّموا وطيسها وجالدوا رسيسها، تظفروا بالغنم والكرامة في دار الخلد والمقامة.. فلمَّا كشرت الحرب عن نابها تدافعوا عليها، وكانوا عند ظنِّ أمِّهم بهم حتى قُتِلوا واحدًا في إثر واحد..ولَمَّا وافتها النعاة بِخَبَرِهم لم تزد على أن قالت: «الحمد الله الذي شرفني بقتلهم، وأرجو من الله أن يجمعني بهم في مستقر رحمته».
حكمــــــة
الخطوة «8» التفكير الخيالي والتوجيه المناسب:يتميَّز الأبناء في مراحلهم الأولى بالتفكير غير الواقعي والتخيُّلات الكثيرة، لذا علينا ألاَّ نتهمهم بالكذب أو تحطيم خيالاتهم أو السخرية منهم، لِما في ذلك من نتائج سلبية على شخصياتهم، بل نقوم بتوجيه ذلك الخيال من خلال مجموعة من القصص الهادفة التي تُشبِع تلك الخاصية في نفوسهم، والمتوفِّرة في المكتبات الإسلامية، فتسري تلك الأخلاق بأسلوب غير مباشر ومُحبَّب في ذات الوقت لنفوسهم.
حكمــــــة
مثال عملي وقصة تدلُّ على أهمية التفكير الخيالي والتوجيه المناسب في بناء شخصية الأبناء: عن عائشة رضي الله عنها أنَّها خرجت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة، وكانت في حجرة عليها عباءة، فدخل إليها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهبَّت ريح كشفت عن بناتٍ لعائشة لعب فقال: «ما هذا يا عائشة؟» قالت: بناتي، ورأى بين ظهرانيهنَّ فرسٌ له جناحان، قال: «فرس له جناحان؟» قالت: أو ما سمعت أنَّ لسليمان خيلاً لها أجنحة، فضحك صلَّى الله عليه وسلَّم حتى رأت نواجذه.
حكمــــــة
الخطوة «9» التوجيه عند الخطأ مباشرة: يصعب على الأبناء في مراحلهم الأولى التمييز بين الصواب والخطأ، وذلك لقلَّة معرفتهم وعملهم بالأمور، وهذا يدعونا لتوجيههم عند الأخطاء وتحصينهم من بعض الشرور، من مثل: «الغزو الفكري» أو «الغزو الثقافي»، وعليهم إيجاد البديل المناسب بما يخدم الدين في ظلِّ هذه الحملة الشرسة من أعداء الدين في العالم كلِّه.
حكمــــــة
قال أنس رضى الله عنه: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم من أحسن الناس خُلقًا، فأرسلني يومًا لحاجة فقلت: والله لا أذهب، وفي نفسي أن أذهب لِما أمرني به نبيّ الله صلى الله عليه وسلم، فخرجت حتى أمرَّ على صبيان وهم يلعبون في السوق، فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم قد قبض بقفاي من ورائي.. قال: فنظرت إليه وهو يضحك، فقال: «يا أُنَيس، أذهبت حيث أمرتك؟»، قال: قلت نعم، أنا أذهب يا رسول الله. قال أنس: والله لقد خدمته تسع سنين ما علمته قال لشيء صنعته لِمَ فعلت كذا أو كذا، أو لشيء تركته: هلا فعلت كذا وكذا. سنن أبي داود.
حكمــــــة
الخطوة «10» الإجابة على جميع الأسئلة وتوجيه المناسب منها: مِمَّا يتميَّز به الأبناء في مراحلهم الأولى هي أسئلتهم الكثيرة والمملَّة، فعلى جميع الآباء والأمهات ألاَّ ينهروا أبناءهم في ذلك، لِما فيه من فوائد كثيرة منها: 1- تفتيح مدارك الأبناء العقلية. 2- قرب الأبناء من الوالدَين أكثر. 3- معرفة ميول الأبناء من خلال أسئلتهم.
حكمــــــة
مثال عملي على أهمية الإجابة عن جميع الأسئلة وتوجيه المناسب منها في بناء شخصية الأبناء: يسأل ابنك عن النار فتجيب وتقول: النار خلقها الله، والله إذا أراد شيئًا يا بني يقول له كن فيكون، وتقوم بتوجيه هذا السؤال بأن تسأل ابنك وتقول: هل تعلم يا بني من يعصي الله أين يذهب؟ سيُجيب ابنك طبعًا بعدم المعرفة إلى أين يذهب؟.. فتخبره أنه يذهب إلى نارٍٍ أشدّ من هذه النار.
حكمــــــة
قصة تدلُّ على أهمية التشجيع والتحفيز في الإقدام على معالي الأمور: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الناس فحرَّض الناس على القتال، وقال: «والذي نفس محمد بيده لا يقاتلهم اليوم رجل، فيقتل صابرًا محتسبًا مقبلاً غير مدبر إلا أدخله الله الجنة». قال عمير بن الحمام أخو بني سلمة، وكان في يده تمرات يأكلهن: بخٍ بخ، أفما بيني وبين أن أدخل الجنة إلاَّ أن يقتلني هؤلاء؟.. قال: ثم قذف التمرات من يده، وأخذ معه سيف فقاتل القوم حتى قُتل رحمه الله ورضي عنه.
حكمــــــة
قالت الخنساء لأبنائها الأربعة قبل معركة القادسية: يا بَنِي، إنكم أسلمتم طائعين وهاجرتم مختارين، والله الذي لا إله إلا هو إنكم لبنو رجل واحد كما أنكم بنو امرأة واحدة، ما هجنت حسبكم وما غيرت نسبكم، واعلموا أنَّ الدار الآخرة خيرٌ من الدار الفانية، اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلَّكم تفلحون، فإذا رأيتم الحرب قد شمرت عن ساقها، وحللتم نارًا على أرواقها، فيمِّموا وطيسها وجالدوا رسيسها، تظفروا بالغنم والكرامة في دار الخلد والمقامة.. فلمَّا كشرت الحرب عن نابها تدافعوا عليها، وكانوا عند ظنِّ أمِّهم بهم حتى قُتِلوا واحدًا في إثر واحد..ولَمَّا وافتها النعاة بِخَبَرِهم لم تزد على أن قالت: «الحمد الله الذي شرفني بقتلهم، وأرجو من الله أن يجمعني بهم في مستقر رحمته».
حكمــــــة
الخطوة «8» التفكير الخيالي والتوجيه المناسب:يتميَّز الأبناء في مراحلهم الأولى بالتفكير غير الواقعي والتخيُّلات الكثيرة، لذا علينا ألاَّ نتهمهم بالكذب أو تحطيم خيالاتهم أو السخرية منهم، لِما في ذلك من نتائج سلبية على شخصياتهم، بل نقوم بتوجيه ذلك الخيال من خلال مجموعة من القصص الهادفة التي تُشبِع تلك الخاصية في نفوسهم، والمتوفِّرة في المكتبات الإسلامية، فتسري تلك الأخلاق بأسلوب غير مباشر ومُحبَّب في ذات الوقت لنفوسهم.
حكمــــــة
مثال عملي وقصة تدلُّ على أهمية التفكير الخيالي والتوجيه المناسب في بناء شخصية الأبناء: عن عائشة رضي الله عنها أنَّها خرجت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة، وكانت في حجرة عليها عباءة، فدخل إليها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهبَّت ريح كشفت عن بناتٍ لعائشة لعب فقال: «ما هذا يا عائشة؟» قالت: بناتي، ورأى بين ظهرانيهنَّ فرسٌ له جناحان، قال: «فرس له جناحان؟» قالت: أو ما سمعت أنَّ لسليمان خيلاً لها أجنحة، فضحك صلَّى الله عليه وسلَّم حتى رأت نواجذه.
حكمــــــة
الخطوة «9» التوجيه عند الخطأ مباشرة: يصعب على الأبناء في مراحلهم الأولى التمييز بين الصواب والخطأ، وذلك لقلَّة معرفتهم وعملهم بالأمور، وهذا يدعونا لتوجيههم عند الأخطاء وتحصينهم من بعض الشرور، من مثل: «الغزو الفكري» أو «الغزو الثقافي»، وعليهم إيجاد البديل المناسب بما يخدم الدين في ظلِّ هذه الحملة الشرسة من أعداء الدين في العالم كلِّه.
حكمــــــة
قال أنس رضى الله عنه: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم من أحسن الناس خُلقًا، فأرسلني يومًا لحاجة فقلت: والله لا أذهب، وفي نفسي أن أذهب لِما أمرني به نبيّ الله صلى الله عليه وسلم، فخرجت حتى أمرَّ على صبيان وهم يلعبون في السوق، فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم قد قبض بقفاي من ورائي.. قال: فنظرت إليه وهو يضحك، فقال: «يا أُنَيس، أذهبت حيث أمرتك؟»، قال: قلت نعم، أنا أذهب يا رسول الله. قال أنس: والله لقد خدمته تسع سنين ما علمته قال لشيء صنعته لِمَ فعلت كذا أو كذا، أو لشيء تركته: هلا فعلت كذا وكذا. سنن أبي داود.
حكمــــــة
الخطوة «10» الإجابة على جميع الأسئلة وتوجيه المناسب منها: مِمَّا يتميَّز به الأبناء في مراحلهم الأولى هي أسئلتهم الكثيرة والمملَّة، فعلى جميع الآباء والأمهات ألاَّ ينهروا أبناءهم في ذلك، لِما فيه من فوائد كثيرة منها: 1- تفتيح مدارك الأبناء العقلية. 2- قرب الأبناء من الوالدَين أكثر. 3- معرفة ميول الأبناء من خلال أسئلتهم.
حكمــــــة
مثال عملي على أهمية الإجابة عن جميع الأسئلة وتوجيه المناسب منها في بناء شخصية الأبناء: يسأل ابنك عن النار فتجيب وتقول: النار خلقها الله، والله إذا أراد شيئًا يا بني يقول له كن فيكون، وتقوم بتوجيه هذا السؤال بأن تسأل ابنك وتقول: هل تعلم يا بني من يعصي الله أين يذهب؟ سيُجيب ابنك طبعًا بعدم المعرفة إلى أين يذهب؟.. فتخبره أنه يذهب إلى نارٍٍ أشدّ من هذه النار.
حكمــــــة
مثال عملي وقصة تدل على أهمية التنافس في الطاعات في بناء شخصية الأبناء: عن سمرة بن جندب رضى الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعرض غلمان الأنصار في كلّ عام فإذا ظنَّ أنَّ أحدهم قد بلغ أمضاه إلى الغزو.. قال: فعرضت عامًا من تلك الأعوام، فأتاه غلامٌ في الأنصار فأمضاه وردَّني، فقلت: يا رسول الله، لقد أمضيت غلامًا لو صارعته لصرعته، قال: «فَصارعْهُ»(مسند الروماني).
حكمــــــة
عن عبد الرحمن بن عوف رضى الله عنه قال: إني لفي الصف يوم بدر إذا التفتُّ فإذا عن يميني وعن يساري فتيان حديثا السن، فكأني لم آمن بمكانهما، إذ قال لي أحدهما سرًّا من صاحبه: يا عمّ، أرني أبا جهل. فقلت: يا ابن أخي، وماذا تصنع به؟ قال: عاهدت الله إن رأيته أن أقتله أو أموت دونه، فقال لي الآخر سرًّا من صاحبه مثله، قال: فما سرَّني أنِّي بين رجلين مكانهما، فأشرت لهما إليه فشدَّا عليه مثل الصقرين حتى ضرباه وهما ابنا عفراء(صحيح البخاري).
حكمــــــة
أخرج ابن جرير في تاريخه من طريق سيف عن عبد الله ابن شبرمة عن شقيق قال: اقتحمنا القادسية صدر النهار فتراجعنا وقد أتى الصلاة، وقد أصيب المؤذِّن، فتشاح الناس في الأذان، أي أراد كلٌّ منهم أن يكون هو الغالب حتى كادوا أن يجتلدوا بالسيوف، فأقرع سعد رضى الله عنه بينهمى، فخرج سهم رجل، فأذن(حياة الصحابة).