فوائد من كتاب نزهة الأخيار فى رياض الفوائد والأسرار 2
حكمــــــة
قال الشافعي رَحمه الله: مَا شبعت منذ ست عَشرة سنَة، وَسبب ذَلك أن كَثرة الأكل جَـالبة لكثرَة الشرب، وَكثرته جَالبة للنوم والبلادة وَقصور الذهن وَفتور الحوَاس وَكسل الجِسم، هَذا مَع مَا فيه مِن الكرَاهية الشرعية وَالتعرّض لخطر الأسقَام البَدنية. (تذكرة السامع والمتكلم في أدب العالم والمتعلم، لابن جماعة).
حكمــــــة
قال الخليل بن أحمد: الرّجَــال أربـعَــة: رجُل يَدري وَيدري أنهُ يدري فذلـكَ عَـالِـم فاتبـعُــوه، وَرجُل يَدرِي وَلا يَدري أنهُ يدري فذلـكَ نَائـم فأيقـظُــوه، وَرَجُل لا يَدرِي وَيدري أنهُ لا يدري فَذلـكَ مسـتـرشـد فَأرشــدوه، وَرجُل لا يَدري وَلا يدْرِي أنهُ لا يَدري فذلـكَ جَـاهِـل فَارفـضــوه.
حكمــــــة
قيــل: مَن كَـان شيـخه كتَابـه فإنّ خطــأه أكثر من صَــوابـه. فَلابد للإنسَــان أن يتخـذ لهُ مرْجعــا فِي العِـلم يثـق بِه، ليُحسن تَوجيهه، وَإلا تخبـط فِي إيـرَاده للمسَــائـل وَكثـر خطـأه. فَقـد تفقـه ابن وَهـب علَى الإمَام مَالـك مَا يقـارب 25 سنــة " ربْع قـرن "، ثُـم قال: رَضيــت بمَالـك حُجّــة بَيـني وَبين الله سُبحانه وتعالى.
حكمــــــة
يقول ابن القيـم رحمه الله تعالى: وَقد أجمع عُقـلاء كُل أمة عَلى أن النّعيم لا يـدرك بِالنّعيم وَأن من آثـر الرّاحـة فَاتتـه الرّاحـة، وَأن بحسب ركُوب الأهْـوال واحتـمال المشـاق تكُـون الفَرحـة وَاللـذة،فلا فـرحة لِمَن لا هَـمَّ له، وَلا لذة لِمَن لا صَبـر لَه، وَلا نَعـيـم لمن لا شقَـاء له، وَلا رَاحـة لِمَن لا تَـعـب لَه، بَل إذا تَعـب العَبـد قليلاً، استـرَاح طويلاً، وإذا تحمل مشقة الصّبـر سَـاعـة قـاده لحيَاة الأبَـد، وكُل ما فيـهِ أهل النّعـيـم المقيـم فهُـو َصبـر سَـاعـة وَالله المستعان، وَلا قوة إلا بالله. (مفتاح دار السعادة).
حكمــــــة
ذُكــر عن الكسائي إمَام أهل الكوفة فِي النحـو، أنهُ طلــب عِلـم النّــحو، فَلَـم يتمـكن، وَفِي يَوم من الأيّـام وَجـد نَملـة تحمل طَعاما لَها وَتصعد بِه إلَى الجدار، وَكلما صعدت سَقطـت، وَلكنها ثابرت حَتى تخلصت من هذه العقبة وَصعدت الجدَار،فقَال الكسائـــي: هَذه النملة ثابرت حَتى وصلـت الغايَـة، فثــابَـر حَتّى صَــار إماما فِي النّـحــو.
حكمــــــة
الأدب في السّـؤال منْ لَـوازم طَـالب العلْـم، فَلا يسْـأل إلاّ طـلبـا للعِـلـم والفِـهْـم، وبَحثـاً عَن الـحَـق، لَكن هنـاك من يطرح السؤال بهدف التعْجِـيز، والتعنت، وتعمّـد الإحرَاج للمسؤول، وَإيقاعه في الزلل وإظهَـار ضعفـه، والتقلِيل من شـأنِه، فَهذا النوع ممّـا لا ينبغي، وقد حذّر العُلماء من إجابـة هؤلاء أَو الإصغَاء إليـهِم؛ لأنّهم يسألون عمّـا لا يعنـيهم.
حكمــــــة
يقول ابن جماعة الكناني: يَنبغي لطـالب العِـلـم أن يتـأوَّل أفعـال شيخـه التي يظـهَـر أَن الصّـواب خلافـهـا علَى أحْسـن تــأوِيـل، وَيبـدأ هُو عنْـد جفْـوَة الشّيـخ بالاعتِـذار وَالتـوبـة ممّـا وَقـع وَالاستغـفـار، وَينسـب الموجـب إليـه، وَيجعـل العتـب علَيـه، فَإنّ ذلك أبقَـى لـموَدة شَيخـه، وَأحفـظ لقلبـه، وأَنفـع للطّـالب فِي دنيَـاه وَآخرتـه.