من البعثة إلى الهجرة
فائدة
الخلاصة البهية فى ترتيب أحداث السيرة النبوية للشيخ وحيد عبدالسلام
4 - ثم أمر - صلى الله عليه وسلم - بالجهر فجهر فعاداه قومه. بدأ رسول الله صلى الله عليه و سلم يعلن دعوته بعد أن تنزل عليه قوله تعالى:وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ * وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وقوله تعالى: فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ ولم يتوان رسول الله صلى الله عليه و سلم بعد ذلك فى تبليغ دعوته فدعا إليها ليلا ونهارا سرا وجهرا، يتبع قريش فى أنديتهم ومجامعهم ومحافلهم وفى مواسم حجهم وكان يدعوا كل من لقيه حرا أو عبدا ضعيفا أو قويا غنيا أو فقيرا
فائدة
الخلاصة البهية فى ترتيب أحداث السيرة النبوية للشيخ وحيد عبدالسلام
5 - قام كفار قريش بتعذيب من علموا بإسلامه ليردوهم عن دينهم لكنهم صبروا وثبتوا. لما رأى ذلك أبو طالب دعا بنى هاشم وبنى المطلب إلى حماية الرسول صلى الله عليه و سلم ونصرته ومنعه من قريش فأجابوه كلهم مسلمهم وكافرهم إلا أبا لهب فإنه أمعن فى غيه وضلاله
فائدة
الخلاصة البهية فى ترتيب أحداث السيرة النبوية للشيخ وحيد عبدالسلام
6 - عقد النبي - صلى الله عليه وسلم - اجتماعات سرية بالمسلمين في دار الأرقم ليعلمهم شرائع الإسلام. و من أسباب اختيارها أن الأرقم رضي الله عنه كان من السابقين الأولين دخولاً في الإسلام فهو سابع سبعة دخلوا فيه، وقد كانت داره على الصفا مما يعني جودة ومناسبة موقعها، كما أن الأرقم رضي الله عنه كانت له مكانته وهيبته في المجتمع القرشي، إلى غير ذلك من الأسباب.
فائدة
الخلاصة البهية فى ترتيب أحداث السيرة النبوية للشيخ وحيد عبدالسلام
7 - وفي السنة الخامسة من البعثة: هاجر جماعة من الصحابة إلى الحبشة - بإذن رسول الله صلى الله عليه وسلم - حفاظا على دينهم، منهم: عثمان بن عفان والزبير بن العوام وعبد الرحمن بن عوف وجعفر بن أبي طالب، فأقاموا بها عشر سنين. ولم تكن الحبشة غريبة عن أهل مكة فكانوا يتاجرون معها وكان لأهل مكة في نفوس أهل الحبشة تقديس خاص فهم في نظرهم " أهل الله " الذين يتمتعون بالحماية الإلهية، ومازالت في أذهاتهم حادثة الفيل وكيف كان للعناية الإلهية أثرها في هزيمة جيش أبرهة وإنقاذ مكة وبيت الله الحرام من خطر جيش أبرهة
فائدة
الخلاصة البهية فى ترتيب أحداث السيرة النبوية للشيخ وحيد عبدالسلام
8 - وفي السنة السادسة من البعثة: أسلم حمزة بن عبد المطلب وعمر بن الخطاب - رضي الله عنهما -، فعز الإسلام بإسلامهما. كان لعمر بن الخطاب من الصفات ما يجعله أحد رجلين في الجاهلية عناهما صلى الله عليه و سلم بقوله " اللهم أيد الإسلام بأحب العمرين إليك عمرو بن هشام (أبو جهل) أو عمر بن الخطاب، وقد استجاب الله دعوة نبيه فاعتنق عمر بن الخطاب الإسلام
فائدة
الخلاصة البهية فى ترتيب أحداث السيرة النبوية للشيخ وحيد عبدالسلام
9 - وفي السنة السابعة من البعثة: تعاهدت قريش على قطيعة بني هاشم إلا أن يسلموا إليهم النبي - صلى الله عليه وسلم-، وكتبوا بذلك صحيفة وعلقوها في الكعبة. اراد الله للمحنة الرهيبة أن تزول وللغمة أن تنكشف وأن يجتاز المسلمون الابتلاء بنجاح، فاطلع جبريل النبي صلى الله عليه و سلم على أن صحيفة المقاطعة التي كتبتها قريش قد أكلت الأرضة كل ما فيها من ألفاظ القطيعة والظلم ولم يبق بها إلا أسماء الله فأخبر النبي عمه أبا طالب بذلك فخرج إلى قريش وأخبرهم بما قاله النبي وقال: فإن كان صادقا علمتم أنكم ظالمون لنا، قاطعون لأرحامنا، وإن كان كاذباً دفعته لتقتلوه
فائدة
الخلاصة البهية فى ترتيب أحداث السيرة النبوية للشيخ وحيد عبدالسلام
10 - وفي هذه السنة: اعتزل بنو هاشم بن عبد مناف وتبعهم إخوانهم بنو المطلب بن عبد مناف مع أبي طالب إلى شعب أبي طالب، فأقاموا به ثلاث سنين، إلى أن سعى المطعم بن عدي بن نوفل بن عبد مناف، وزمعة بن الأسود بن عبد المطلب بن أسد في نقض الصحيفة، فخرج بنو هاشم وبنو المطلب من الشعب في أواخر السنة التاسعة. وعلى الرغم من قسوة الحصار وشدة وطأته على المسلمين، فقد عاد بالخير عليهم وعلى الإسلام إذ عابت القبائل العربية على قريش سلوكها الشائن مع بني هاشم فلم يحدث أن سلكت قبيلة عربية مع أحد بطونها هذا السلوك الغريب
فائدة
الخلاصة البهية فى ترتيب أحداث السيرة النبوية للشيخ وحيد عبدالسلام
11 - وفي السنة العاشرة من البعثة: مات أبو طالب، ثم ماتت خديجة - رضي الله عنها - بعده بثلاثة أيام، فحزن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لموتهما حزنا شديدا، ونالت قريش منه - صلى الله عليه وسلم - ما لم تنله في حياة عمه أبي طالب. اشتد إيذاء قريش لرسول الله صلى الله عليه و سلم بعد موت أبي طالب حتى قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ما نالت قريش مني شيئاً أكرهه حتى مات أبو طالب
فائدة
الخلاصة البهية فى ترتيب أحداث السيرة النبوية للشيخ وحيد عبدالسلام
12 - وفي شوال من هذه السنة: عقد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على عائشة وهي بنت ست سنين، ولم يبن بها إلا في السنة الأولى من الهجرة، وهي بنت تسع سنين - رضي الله عنها -. وهي – أي عائشة - البكر الوحيدة التي تزوجها صلى الله عليه وسلم. وقد دخل بها وهي بنت تسع سنين. وكان من فضائلها رضي الله عنها أنه ما نزل الوحي في لحاف امرأة غيرها، وكانت من أحب الخلق إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وكانت من أفقه نسائه وأعلمهن، بل أفقه نساء الأمة وأعلمهن على الإطلاق، وكان الأكابر من أصحاب النبي يرجعون إلى قولها ويستفتونها
فائدة
الخلاصة البهية فى ترتيب أحداث السيرة النبوية للشيخ وحيد عبدالسلام
13 - وفي شوال من هذه السنة: تزوج النبي - صلى الله عليه وسلم - سودة بنت زمعة - رضي الله عنها -. لقد هاجرت سودة هي وزوجها إلى الحبشة، لكن زوجها مات هناك فتذوقت مرارة الترمل ومرارة الغربة، الإنسان أحياناً يتزوج امرأةً لجمالها، وقد يتزوّجها لمالها، وقد يتزوجها لدينها، وقد يتزوجها جبراً لخاطرها. وهكذا فعل النبي.
فائدة
الخلاصة البهية فى ترتيب أحداث السيرة النبوية للشيخ وحيد عبدالسلام
14 - وفي هذه السنة: خرج النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى الطائف يدعوهم إلى الإسلام، فأبوا، وآذوه، فرجع مهموما، فثبته الله بأمرين: أرسل إليه ملك الجبال، وأسلم على يديه مجموعة من الجن، ثم دخل مكة في جوار المطعم بن عدي. أقام بها شهرا يدعو ثقيفا إلى الله تعالى فردوا عليه قوله وأغروا به عند انصرافه سفهاءهم فرجع إلى (مكة)
فائدة
الخلاصة البهية فى ترتيب أحداث السيرة النبوية للشيخ وحيد عبدالسلام
15 - وفي السنة الحادية عشرة من البعثة: عرض نفسه الكريمة على القبائل في موسم الحج كعادته، فآمن به ستة من رؤساء الأنصار، ورجعوا إلى المدينة ففشا فيهم الإسلام. هم ستَّة نفر جميعهم من الخزرج: 1- أسعد بن زرارة بن عُدَي، أبو أُمامة. 2- عوف بن الحارث بن رفاعة، وهو ابن عفراء. 3- رافع بن مالك بن العَجْلان. 4- قطبة بن عامر بن حَديدة. 5- عقبة بن عامر بن نابي. 6- جابر بن عبدالله بن رِئَاب.
فائدة
الخلاصة البهية فى ترتيب أحداث السيرة النبوية للشيخ وحيد عبدالسلام
16 - وفي السنة الثانية عشرة من البعثة: أسري برسول الله - صلى الله عليه وسلم - من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، ثم عرج به إلى سدرة المنتهى ففرض الله عليه وعلى أمته الصلوات الخمس. كافأ الله - عزَّ وجلَّ - رسولَه - صلَّى الله عليه وسلَّم - وسرَّى عنه برحلة الإسراء والمعراج؛ فأراه من آياته الكبرى ما جعل قلبَه - صلَّى الله عليه وسلَّم - يطيب ويطمئنُّ ويثبت، وينكشف عنه ما ألَمَّ به من همٍّ وحزن وأسًى بعد وفاة عمِّه وزوجته - رضي الله عنها - وما لاقاه من إعراض قومه عن دعوته - صلَّى الله عليه وسلَّم.
فائدة
الخلاصة البهية فى ترتيب أحداث السيرة النبوية للشيخ وحيد عبدالسلام
17 - وفي موسم الحج من هذه السنة: وافاه اثنا عشر رجلا من الأنصار بعضهم ممن لقي النبي - صلى الله عليه وسلم - في الموسم السابق، فبايعوه عند العقبة فسميت ببيعة العقبة الأولى وأرسل معهم مصعب بن عمير يقرئهم القرآن فأسلم على يديه كثير من أهل المدينة. لمَّا كان موسمُ الحجِّ من العام الثاني عشر من البعثة؛ أيْ: بعد عامٍ فقط من التقاء النبيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - بالأنصاريِّين الستَّة، أقبل على رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - وفدٌ من الأنصار، قوامه اثنا عشر رجلاً: عشرة من الخزرج واثنان من الأوس
فائدة
الخلاصة البهية فى ترتيب أحداث السيرة النبوية للشيخ وحيد عبدالسلام
18 - وفي السنة الثالثة عشرة من البعثة في موسم الحج: وافاه سبعون رجلا من الأنصار فبايعوه عند العقبة أيضا على أن يمنعوه إن هاجر إليهم مما يمنعون منه أنفسهم ونساءهم وأبناءهم، فأخرجوا له اثنى عشر نقيبا، فقال - صلى الله عليه وسلم - للنقباء: أنتم على قومكم كفلاء. فسميت ببيعة العقبة الثانية.
فائدة
الخلاصة البهية فى ترتيب أحداث السيرة النبوية للشيخ وحيد عبدالسلام
19 - فأمر النبي - صلى الله عليه وسلم - حينئذ أصحابه بالهجرة إلى المدينة، وأقام - صلى الله عليه وسلم - ينتظر الإذن بالهجرة وحبس معه أبا بكر وعليا - رضي الله عنهما -. تأخَّر النبيُّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - وحبس معه أبا بكر وعليًّا أيضًا ؛ ليؤدِّي الودائع التي كانت عنده للناس، وكان رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - ليس بمكَّة أحدٌ عنده شيء يُخشى عليه إلاَّ وضَعَه عنده؛ لِمَا يعلم من صِدْقه وأمانتِه - صلَّى الله عليه وسلَّم
فائدة
الخلاصة البهية فى ترتيب أحداث السيرة النبوية للشيخ وحيد عبدالسلام
20 - واجتمعت قريش في دار الندوة للمشاورة في أمر النبي- صلى الله عليه وسلم - فأجمعوا على قتله، فنزل جبريل عليه السلام بالوحي من عند الله فأخبره بذلك، وأذن الله له بالهجرة فهاجر. يقول الله تعالى: ﴿ وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ ﴾ [الأنفال: 30].