فوائـد من كتـاب المتمنين
حكمــــــة
عن مسروق بن الأجدع عن عبد الله بن مسعود قال سألناه عن هؤلاء الآيات " ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون " فقال أما إنا قد سألنا عنها فقيل لنا (إنه لما أصيب إخوانكم بأحد جعل الله تبارك وتعالى أرواحهم في أجواف طير خضر ترد أنهار الجنة فتأكل من وهادها وتأوي إلى قناديل من ذهب في ظل العرش فيقولون ربنا لا فوق ما أعطيتنا الجنة نأكل منها حيث شئنا ثم يطلع عليهم اطلاعة فيقول يا عبادي ما تشتهون فأزيدكم فيقولون ربنا لا فوق ما أعطيتنا الجنة نأكل منها حيث شئنا إلا أنا نحب أن ترد أرواحنا إلى أجسادنا ثم نرد إلى الدنيا فنقاتل حتى نقتل فيك مرة أخرى)
حكمــــــة
عن حميد بن عبد الرحمن الحميري حدثني حنظل بن ضرار وكان جاهليا فأسلم قال لقد أراني وأنا مع ملك من ملوك العرب يقال له الأسود وما جاءنا من نبي ولا نزل علينا من قرآن فقال لي يوما يا حنظل ادن مني أستتر بك من اللئام وأحدثك وتحدثني ما ابتنى المدن ولا سكن المدن أحد من الناس إلا ود أنه مكاني والله لوددت أني عبد لعبد حبشي مجدع وأني أنجو من شر يوم القيامة.
حكمــــــة
عن الحسن قال خرج هرم بن حيان وعبد الله بن عامر يريدان الحجاز فبينما هما يسيران على راحلتيهما إذ مرا على مكان فيه كلأ حلي ونصي فجعلت راحلتاهما تخالجان ذلك الشجر فقال هرم بن حيان يا ابن عامر أيسرك أنك شجرة من هذه الشجر أكلتك هذه الراحلة فقذفتك بعرا فاتخذت جلة قال لا والله لما أرجو من رحمة الله تعالى أحب إلي من ذلك فقال هرم بن حيان لكني والله وددت أني شجرة من هذه الشجر أكلتني هذه الناقة فقذفتني بعرا فاتخذت جلة ولم أكابد الحساب يوم القيامة إما إلى جنة وإما إلى نار ويحك يا ابن عامر إني أخاف الداهية الكبرى قال الحسن كان والله أفقههما وأعلمهما بالله عز وجل.
حكمــــــة
عن عكرمة بن خالد أنه دخل على نافع بن أبي علقمة الكناني وهو أمير على مكة يعوده فرآه ثقيلا فقال له اتق الله وأكثر ذكره فولى بوجهه إلى الجدار فلبث ساعة ثم أقبل علي فقال يا خالد ما أنكر ما تقول ولوددت أني كنت عبدا مملوكا لبني فلان من بني كنانة أشقى أهل بيت من كنانة وأني لم أل من هذا العمل شيئا قط.
حكمــــــة
لما حضرت عمرو بن العاص الوفاة قال له ابنه يا أبتاه إنك كنت تقول لنا يا ليتني كنت ألقى رجلا عاقلا عند نزول الموت حتى يصف لي ما يجد وأنت ذلك الرجل فصف لي الموت قال يا بني والله لكأن جنبي في تخت وكأني أتنفس من سم إبرة وكأن غصن شوك يجر به من قدمي إلى هامتي ثم قال (ليتني كنت قبل ما قد بدا لي... في قلال الجبال أرعى الوعولا) (والله ليتني كنت حيضا عركتني الإماء بدريب الإذحر...)
حكمــــــة
عن سعيد بن صدقة أبو مهلهل قال أخذ بيدي سفيان الثوري يوما فأخرجني إلى الجبان فاعتزلنا ناحية عن طريق الناس فبكى ثم قال يا أبا مهلهل وددت أني لم أكن كتبت من هذا العلم حرفا واحدا إلا ما لا بد للرجل منه قال ثم بكى ثم قال يا أبا مهلهل قد كنت قبل اليوم أكره الموت فقلبي اليوم يتمنى الموت وإن لم ينطق به لساني قلت ولم ذاك قال لتغير الناس وفسادهم.
حكمــــــة
عن أبي بردة قال قال لي ابن عمر أتدري ما قال أبي لأبيك قلت ما قال قال قال أيسرك أنه سلم لك صحبتك مع رسول الله وأنك انفلت من عملك هذا كفافا قال لا ما يسرني أتيت قوما عماة في الدين فبصرتهم وأقرأتهم القرآن وافتتحت لهم الأرض قال أبي لكني والله لوددت أنه سلم لي صحبتي مع رسول الله وأني انفلت من عملي هذا كفافا فقال أبو بردة إن أباك والله كان خيرا من أبي.