فوائـد من كتـاب العقل وفضله
حكمــــــة
عن وهب بن منبه قال: مكتوب في حكمة آل داود عليه السلام: حق على العاقل ألا يغفل عن أربع ساعات ساعة يناجي فيها ربه وساعة يحاسب فيها نفسه وساعة يخلو فيها مع إخوانه الذين خبرونه بعيوبه ويصدق عن نفسه وساعة يخلو فيها بين نفسه وبين لذتها فيما يحل ويجمل فإن في هذه الساعة عونا على تلك الساعة واجمادا للقلوب وحق على العاقل ألا يرى ظاعنا في غير ثلاث: زاد لمعاد أو مرمة لمعاش أو لذة في غير محرم وحق على العاقل أن يكون عارفا بزمانه حافظا للسانه مقبلا على شأنه
حكمــــــة
قال الضحاك بن مزاحم: ما بلغني عن رجل صلاح فاعتدت بصلاحه حتى أسأل عن خلال ثلاث فإن تمت تم له صلاحه وإن نقصت منه خصلة كانت وصمة عليه في صلاحه أسأل عن عقله فإن الأحمق إنما هلك وأهلك فئاما من الناس يمر بالمجلس فلا يسلم فإذا قيل له قال من أهل دنيا ويترك عيادة الرجل من جيرانه فإذا قيل له قال من أهل دنيا ويدع الجنازة لا يتبعها لمثل ذلك ويدع طعام أبيه يبرد فإذا هو قد صار عاقا واسأل عن النعمة العظيمة التي لا نعمة أعظم منها ألا وهي الإسلام إن كان أحسن احتمال النعمة ولم يدخلها بدعة ولا زيغ وإلا لم أعتد به فيما سوى ذلك وأسال عن وجه معاشه فإن لم يكن له وجه معاش لم آمن عليه وأظل بخلافه أقرب ما يكون من أجله.
حكمــــــة
عن ميمون بن مهران قال: قلت لعمر بن عبد العزيز رحمه الله ليلة بعد ما نهض جلساؤه يا أمير المؤمنين ما بقاؤك على ما أرى: أما أول الليل فأنت في حاجات الناس وأما في وسط الليل فأنت مع جلسائك وأما آخر الليل فالله أعلم ما تصير إليه؟ قال: فعدل عن جوابي وضرب على كتفي وقال: ويحك يا ميمون إني وجدت لقى الرجال تلقيحا لألبابهم.
حكمــــــة
عن أبي إسماعيل مؤذن البراجم قال: كنا نجالس منصور بن المعتمر فإذا أراد أن يقوم من مجلسه قال: اللهم اجمع على الهدى أمرنا واجعل التقوى زادنا واجعل الجنة مآبنا ورازقنا شكرا يرضيك عنا وورعا يحجزنا عن معاصيك وخلقا نعيش به في الناس وعقلا تنفعنا به فكان إذا العقل يأخذني من الضحك قال لي ذات يوم: يا بن إسماعيل لأي شيء تضحك؟ إن الرجل يكون عنده كذا ويكون عنده كذا فلا يكون له عقل فلا يكون له شيء.