فوائـد من كتـاب الحلـم
عن الحسن " وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا " قال : حلماء وإن جهل عليهم لم يجهلوا .
قال معاوية : لا يبلغ الرجل مبلغ الرأي حتى يغلب حلمه جهله وصبره شهوته ولا يبلغ ذلك إلا بقوة الحلم .
عن أبي جعفر الخطمي أن جده عمير وكانت له صحبة أوصى بنيه يا بني إياكم ومجالسة السفهاء فإن مجالستهم دناءة من يحلم على السفيه يسر بحلمه ومن يجبه يندم ومن يصبر على ما يكره يدرك ما يحب وإذا أراد أحدكم أن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر فليوطن نفسه على الصبر على الأذى ويثق بالثواب من الله فإن من وثق بالثواب لم يجد مس الأذى .
عن الحسن في قوله تعالى " يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا " قال الهون في كلام العرب اللين والسيكنة والوقار .
قال الأفوه بن مالك الأزدي : الحلم معجزة عن الغيظ والفحش من العي والعي مهدمة للثناء ومن خير ما ظفر به الرجال اللسان الحسن وفي ترك المراء راحة البدن .
عن سفيان قال معاوية لعمرو بن الأهتم : أي الرجال أشجع قال من رد جهله بحلمه قال أي الرجال أسمى قال من بذل دنياه في صلاح دينه .
عن الحسن قال :لأهل التقوى علامات يعرفون بها صدق الحديث وأداء الأمانة والإيفاء بالعهد وقلة الفخر والخيلاء وصلة الرحم ورحمة الضعفاء وقلة المثافنة للنساء وحسن الخلق وسعة العلم واتباع العلم فيما يقرب إلى الله زلفى .
قال معاوية : يا بني أمية قارعوا قريشا بالحلم فوالله إن كنت لألقى الرجل من الجاهلية يوسعني شتما وأوسعه حلما فأرجع وهو لي صديق أستنجده فينجدني وأثيره فيثور معي وما دفع الحلم عن شريف ولا زاده إلا كرما .
قال عيينة بن حصن : ما يسرني بنصيبي من الذل حمر النعم قيل وكيف ذاك قال أسمع الكلمة فأكرهها فأحتلمها كرامة أن أجيب فتعاد علي .
قيل لبعض الحكماء أي عقاب الحلم أصعب قال أن تسمع صاحبك ما فيه فيكظم وليس الحليم من قرف ولكن من صدق فصبر .
قال معاوية لعرابة من أوس : بم سدت قومك ؟ قال : كنت أحلم عن جاهلهم وأعطي سائلهم وأسعى في حوائجهم .
قال رجل لجعفر بن محمد إنه وقع بيني وبين قومي منازعة في أمر وإني أريد تركه فيقال لي إن تركك ذل فقال جعفر إن الذليل هو الظالم
قال الخليل بن أحمد : كان يقال من أساء فأحسن إليه حصل له حاجز من قلبه يردعه عن مثل إساءته .
قال أبو الدرداء : إنما العلم بالتعلم والحلم بالتحلم ومن يتحر الخير يعطه ومن يتوق الشر يوقه .
قال وهب بن منبه : من يرحم يرحم ومن يصمت يسلم ومن يجهل يغلب ومن يعجل يخطئ ومن يحرص على الشر لا يسلم ومن لا يدع المراء يشتم ومن لا يكره الشتم يأثم ومن يكره الشر يعصم ومن يتبع وصية الله يحفظ ومن يحذر الله يأمن ومن يتولى الله يمتنع ومن لا يسأل الله يفتقر ومن لا يكن مع الله يخذل ومن يستعن بالله يظفر .
قال لقمان لابنه : يا بني إني موصيك بخصال إن تمسكت بهن لم تزل سيدا ابسط حلمك للقريب والبعيد وأمسك جهلك عن الكريم واللئيم وصل أقرباءك وليكن إخوانك الذين إذا فارقوك وفارقتهم لم تعب بهم .
عن ابن عباس قال : الحلم من الخلال التي ترضي الله وهو يجمع لصاحبه شرف الدنيا والآخرة ألم تسمعوا الله تعالى وصف خليله بالحلم فقال " إِإِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ مُنِيبٌ "
قال أبو الدرداء : ليس الخير أن يكثر مالك وولدك ولكن الخير أن يعظم حلمك ويكثر علمك وأن تنادي الناس في عبادة الله فإذا أحسنت حمدت الله وإذا أسأت استغفرت الله .
عن الحسن قال : المؤمن حليم لا يجهل وإن جهل عليه حليم لا يظلم وإن ظلم غفر لا يقطع وإن قطع وصل لا يبخل وإن بخل عليه صبر .
عن عمر مولى عفره قال : المتذلل للحق أقرب إلى العز من المعتز بالباطل من يبغ عزا بغير حق يجزه الله الذل جزاء بغير ظلم .
قال سعيد بن المسيب لأبي بكر بن عبد الرحمن ولأبي بكر بن سليمان بن أبي خيثمة وقد ذكروا بني أمية فقال : لا يكون هلاكهم إلا منهم قالوا كيف قال يهلك حلماؤهم ويبقى سفهاؤهم فيتنافسونها ثم تكثر الناس عليهم فيهلكوهم .
ذكر يوسف بن حبيب قال : لاحى رجل من المسلمين مجوسيا فسفه عليه فقال له المجوسي أن الحليم ليقصر لسانه عندما يتذكر من اختراق الدود منه قال فأبكى والله من حضر .
عن وهب بن منبه قال : مكتوب في الحكمة قصر الغايات ثلاث قصر السفه الغصب وقصر الحلم الراحة وقصر الصبر الظفر .
كان يقال من لم ينفعك ظنه لم تنفعك نفسه . وقال بعض الحكماء لا ينفع بعقله من لم ينتفع بظنه .
قال بعض الحكماء : زين المرء الإسلام وزين الإسلام العقل وزين العقل الحلم و زين الحلم الكظم وزين الكظم التدبر و التفكر و زين التدبر التصبر وزين التصبر الوقوف عند الطاعة والمعصية .
عن وهب بن منبه قال : في حكمة لقمان أنه قال لأبنه : يا بني العلم حسن وهو مع الحلم أحسن والصمت حسن وهو مع الحكمة أحسن يا بني إن اللسان هو ناب الجسد فاحذر أن يخرج من لسانك ما يهلك جسدك أو يسخط عليك ربك .
عن أسماء بن عبيد قال بلغنا أن لقمان قال لابنه : حليم كلما لقيك قرعك بعصاه خير سفيه كلما لقيك سرك .
عن محمد بن كنانة قال : إن أهل الجاهلية لم يكونوا يسودون رجلا حتى يكون حليما وإن كان شجاعا سخيا .
قال يزيد بن صعصعة بن صرخان لابن زيد : أنا كنت أحب إلى أبيك منك وأنت أحب إلي من ابني خصلتان أوصيك بهما فاحفظهما خالق المؤمن وخالق الفاجر فإن الفاجر يرضى منك بالخلق الحسن وإنه يحق عليك أن تخالق المؤمن .
عن محمد بن الحنفية قال : ليس بحكيم من لم يعاشر بالمعروف من لا يجد من معاشرته بدا حتى يجعل الله له فرجا قال أو مخرجا .
قال أسماء بن خارجة ما شتمت أحدا قط لأن الذي يشتمني أحد رجلين كريم كانت منه ذلة وهفوة فأنا أحق من غفرها وأخذ الفضل فيها أو لئم فلم أكن لأجعل عرضي وكان يتمثل : وأغفر عوراء الكريم وأعرض عن شتم اللئيم تكرما
عن قتيبة بن سعيد قال : مر رجل بقوم فشتمه سفيههم فقال : يا أم عمرو ألا تنهوا سفيهكم إن السفيه إذا لم ينه مأمور .
قال عمر بن الخطاب : من كثر ضحكه قلت هيبته ومن مزح استخف به ومن أكثر من شيء عرف به ومن كثر كلامه كثر سقطه ومن كثر سقطه قل حياؤه ومن قل حياؤه قل ورعه ومن قل ورعه قل خيره ومن كثر أكله لم يجد لذكر الله لذة ومن كثر نومه لم يجد في عمره بركة ومن كثر كلامه في الناس سقط حقه عند الله وخرج من الدنيا على غير الإستقامة .