فوائد من كتاب التهجد وقيام الليل 3
عن معاوية بن إسحاق قال لقيت سعيد بن جبير عند الميضأة بمكة فرأيته ثقيل اللسان فقلت له مالي أراك ثقيل اللسان قال قرأت القرآن البارحة مرتين ونصف .
عن حماد أن سعيد بن جبير قرأ القرآن في ركعة في الكعبة وقرأ في الركعة الثانية ب ( قل هو الله أحد ) وكان سعيد بن جبير يبكي بالليل حتى عمش وفسدت عيناه .
عن عطية قال أدركت المصلين ومنهم من له العروة يدخل فيها يده فإذا نعس استرخت يده فأوجعه ومنهم المتوسد شماله أو يمينه فإذا أخدرت نهض إلى صلاته ومنهم من يجعل المهراس تحت فراشه فإذا أوجعه قام إلى صلاته .
عن معاوية بن قرة أنه حـدث القوم فقرأ هذه الآيـة " إن ناشئة الليل " ( المزمل : الآية 6 ) فقال أتدرون ما ناشئة الليل قال قيام الليل .
لما مات عمرو بن عتبة بن فرقد دخل بعض أصحابه على أخته فقال خبرينا عنه قالت قام ذات ليلة فاستفتح سورة ال ( حم ) فأتى على هذه الآية " وأنذرهم يوم الآزفة " ( غافر : 18 ) قالت فما جاوزها حتى أصبح .
عن سعيد بن عامر عن جار له يقال له العلاء قال أتيت مسجد واسط فأذن المؤذن الظهر وجاء منصور بن زاذان فافتتح الصلاة فرأيته سجد إحدى عشرة سجدة قبل أن تقام الصلاة .
قال حبيب أبو محمد ليزيد الرقاشي كلاما بالفارسية معناه بأي شيء تقر عيون العابدين في الدنيا وبأي شيء تقر عيونهم في الآخرة قال له يزيد يا أبا محمد أما الذي يقر عيونهم في الدنيا فما أعلم شيئا أقر لعيون العابدين في دار الدنيا من التهجد في ظلم الليل وأما الذي تقر عيونهم به في الآخرة فما أعلم شيئا من نعيم الجنان وخيرها وسرورها ألذ عند العابدين ولا أقر لعيونهم من النظر إلى ذي الكبرياء العظيم إذا رفعت تلك الحجب وتجلى لهم الكريم قال فصاح حبيب عند ذلك صيحة خر مغشيا عليه .
عن الحسن قال كان عمر بن الخطاب رضوان الله عليه يمر بالآية من ورده بالليل فيسقط حتى يعاد منها كما يعاد من المرض .
عن كرز بن وبرة قال بلغني أن كعبا قال إن الملائكة ينظرون من السماء إلى الذين يصلون بالليل في بيوتهم كما تنظرون انتم إلى نجوم السماء .
قال عيسى بن مريم طوبى للذين يتهجدون من الليل أولئك الذين يرثون النور الدائم من أجل أنهم قاموا في ظلمة الليل فتمشوا على أرجلهم والتمسوا بأيديهم مساجدهم في بيوتهم يتضرعون في سواد الليل إلى ربهم زرعوا في مساجدهم وكان سقي زرعهم دموع أعينهم حتى أنبتوا وأدركوا الحصاد ليوم فقرهم فوجدوا عاقبة ذلك قلوبهم عند ربهم معلقة وأجسادهم في الدنيا منتصبة قد غلبهم النوم فخروا على وجوههم لما رهبوا منه يرجون رحمته ويخافون عذابه .
عن الحسن أنه قعد ليلة حتى الصبح فقيل له فقال غلبتني نفسي عن الصلاة فقلت لها فاقعدي فلم يدعها تنام حتى الصبح .
عن عثمان بن أبي العاتكة أن أبا مسلم الخولاني كان يعلق سوطا في مسجده يخوف به نفسه فإذا دخلته الفترة تناوله فضرب به ساقيه ثم قال أنت أحق بالضرب من دابتي فإذا غلبه النوم قال منك لا مني .
عن عبيد بن عمير أنه كان إذا دخل الشتاء قال يا أهل القرآن طال الليل لصلاتكم وقصر النهار لصيامكم فاغتنموا .
كان عبد الله بن الزبير يحيي الدهر أجمع فكان يحيي ليلة قائما حتى يصبح وليلة يحييها راكعا حتى الصباح وليلة يحييها ساجدا حتى الصباح
قال أبو بكر بن عياش : من قام من الليل لم يأت فاحشة ألا تسمع إلى قول الله " إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر " ( العنكبوت : 45 )
قال عبد الله بن مسعود بحسب الرجل من الخيبة أو قال من الشر أن يبيت ليلته لا يذكر الله حتى يصبح فيصبح وقد بال الشيطان في أذنه .
قال ثابت البناني : الصلاة خدمة الله في الأرض ولو علم الله شيئا افضل من الصلاة ما قال " فنادته الملائكة وهو قائم يصلي في المحراب " (آل عمران : 39 )
عن الحسن " والذين يبيتون لربهم سجدا وقياما "( الفرقان : 64 ) قال هذا ليلهم خلوا إذا فيما بينهم وبين ربهم يراوحون بين أطرفهم .
عن الحسن قال قد والله تعجبت من كان قبلكم كانوا إذا جنهم الليل فقيام على أطرافهم يفترشون وجوههم تجري دموعهم على خدودهم يناجون الذي خلقهم في فكاك رقابهم فنعتهم في كتابه أحسن النعت فقال " وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا " والهون في كلام العرب السكينة والوقار " وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما والذين يبيتون لربهم سجدا وقياما " ( الفرقان 63 - 64 )هذه والله صفتهم وهذه والله حليهم والله ما سلموا من الذنوب ولا نجوا إلا بالمغفرة .
عن عباد بن كثير قال للمصلي ثلاث تحف به الملائكة من قدميه إلى عنان السماء ويتناثر عليه البر من عنان السماء إلى مفرق رأسه وينادي مناد لو يعلم المصلي من يناجي ما انفتل .
عن عبد الرحمن بن أبي ليلى أن رجلا تزوج امرأة عبد الله بن رواحة فقال لها إني لم أتزوجك التماس الباءة ولكني أردت أن تخبريني بما كان يخلو عليه عبد الله بن رواحة من العمل لعلي أقتدي به قالت كان إذا توضأ صلى صلاة وإذا دخل بيته صلى وإذا خرج من بيته إلى حجرته صلى وإذا رجع صلى في الحجرة وإذا دخل بيته صلى في بيته .
قال علي رضي الله عنه : ما كان فينا فارس يوم بدر غير المقداد ولقد رأيتنا تلك الليلة وما من أحد من القوم إلا نائم غير رسول الله فإنه قائم إلى سمرة أو شجرة بين يديه يصلي في جوف الليل حتى أصبح .
قال عمرو بن عون سمعت هشيما يقول مكث منصور بن زاذان يصلي الفجر بوضوء العشاء الآخرة عشرين سنة قال عمرو ومكث هشيم يصلي الفجر بوضوء عشاء الآخرة قبل أن يموت عشر سنين.
عن أبي معبد جار المعتمر قال زففنا عروسا إلى بني سليم وكان الناس إذ ذاك يزفون في جوف الليل قال وسليمان التيمي يصلي وهو يقرأ هذه الآية " وترى كل أمة جاثية " ( الجاثية :28 ) " وترى كل أمة جاثية " وترى قال فذهبنا بالعروس إلى بني سليم ورجعنا وهو يقرأ هذه الآية " وترى كل أمة جاثية )" وترى
كان وهب ربما صلى الصبح بوضوء العشاء وكان يقول ما أحدثت لرمضان شيئا قط يعني أنه زاد في عمله وكان يقول إذا دخل عليه ثقل كأنه أثقل علي من الجبل الجاني .
قال سيار رأيت ضيعم صلى نهاره وليله حتى بقي راكعا لا يقدر أن يسجد فرأيته رفع رأسه إلى السماء ثم قال قرة عيني ثم خر ساجدا فسمعته يقول وهو ساجد إلهي كيف عزفت قلوب الخليقة عنك قال وربما أصابته فترة فإذا وجد ذلك اغتسل ثم دخل بيتا وأغلق بابه وقال إلهي إليك جئت قال فيعود إلى ما كان عليه من الركوع والسجود .
عن بديل بن ميسرة قال إن الرجل إذا صلى الصلاة لا يتم ركوعها ولا سجودها تلف كما يلف الرداء ثم يضرب بها وجهه .
عن زيد بن وهب قال رأى حذيفة رجلا لا يقيم صلبه في ركوعه وسجوده فقال لو مت لمت على غير الفطرة .
قام مالك بن دينار في الليل يصلي فأخذ بلحيته فقال ( ارحم شيبتي من النار فلم يزل في هذا حتى طلع عمود الفجر )
قال أبو كنود قال عبد الله : ما من عبد يحدث نفسه بساعة من الليل يقومها إلا أتاه آت فقال قم فاذكر ربك وصل ما قدر لك قال فيقول الشيطان نم فإن عليك ليلا هل تسمع صوتا قال فيختصم الشيطان والملك قال يقول الملك فاتح خير ويقول الشيطان فاتح بشر فإن قام فصلى أصاب خيرا وإن نام حتى يصبح أتاه الشيطان ففاج حتى يبول في أذنيه فينظر الصبح فيصبح حزينا مهموما .
قام عمر خطيبا فقال والله أن الرجل ليشيب عوارضه في الإسلام لا يأتي الله بصلاة تامة فقام إليه رجل يسأله فأشار إليه بيده أن اجلس ثم قال عمر اللهم لا يتم ركوعها ولا سجودها ولا خشوعها ولا رغبتها ولا رهبتها .
عن هشام بن عروة أن أباه كان إذا دخل على أحد من أهل الدنيا فرأى من دنياهم ما يرى ذهب إلى منزله فقرأ ( وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ ")(طه : 131 )إلى قوله " وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا " ( طه : 132 ) ويقول الصلاة الصلاة .
عن أبي العالية " كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ " ( الذاريات : 17 )قال قليلا ما ينامون .
عن أبي سعيد مولى عبد الله بن عامر بن كريز قال ما نام داود وسليمان بن داود الليل حتى فرق الموت بينهما قال داود لسليمان إما أن تكفيني أول الليل وأكفيك آخره وإما أن تكفيني آخره وأكفيك أوله فكان القائم يقوم فإذا فرغ قام الآخر .
عن عون قال كان لبني إسرائيل قيم يقوم عليهم يقول لا تأكلوا كثيرا فإنكم إن أكلتم كثيرا نمتم كثيرا وإن نمتم كثيرا صليتم قليلا .
عن أبي الدرداء قال من قرأ عشر آيات في ليلة لم يكتب من الغافلين ومن قرأ خمسين آية كتب من الذاكرين ومن قرأ مائة آيه كتب من القانتين ومن قرأ ألف آيه كتب له قنطار .
عن صدقة بن يسار سمع أبا سلمة بن عبد الرحمن يقول كانوا يعدون الهجير جوف الليل فمن فاته شيء من صلاة الليل فأدركه بالهجير ما بينه وبين الظهر فقد أدرك .
قال وقاء بن إياس سمعت سعيد بن جبير يردد آية حتى أصبح " فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ (70) إِذِ الْأَغْلَالُ فِي أَعْنَاقِهِمْ وَالسَّلَاسِلُ يُسْحَبُونَ (71) فِي الْحَمِيمِ ثُمَّ فِي النَّارِ يُسْجَرُونَ " ( غافر 70 - 72 )
عن يحيى بن سعيد سمعت القاسم بن محمد يقول خصلتان كانتا في الناس ذهبتا منهم الجود بما رزقهم الله وقيام الليل .