فوائد من كتاب مكارم الاخلاق
حكمــــــة
قال مالك بن دينار: المؤمن كريم في كل حالة لا يحب أن يؤذي جاره ولا يفتقر أحد من أقربائه قال ثم يبكي مالك ويقول وهو والله مع ذلك غني القلب لا يملك من الدنيا شيئا إن أزلته عن دينه لم يزل وإن خدعته عن ماله انخدع لا يرى الدنيا من الآخرة عوضا ولا يرى البخل من الجود حظا منكسر القلب ذو هموم قد تفرد بها مكتئب محزون ليس له في فرح الدنيا نصيب إن أتاه منها شيء فرقه وإن زوى عنه كل شيء فيها لم يطلبه قال ثم يبكي ويقول هذا والله الكرم هذا والله الكرم.
حكمــــــة
عن أوسط بن إسماعيل بن أوسط سمع أبا بكر الصديق رضي الله عنه بعدما قبض رسول الله صلى الله عليه و سلم بسنة فقال: قام رسول الله صلى الله عليه و سلم عام أول مقامي هذا ثم بكى أبو بكر ثم قال عليكم بالصدق فإنه مع البر وهما في الجنة وإياكم والكذب فإنه مع الفجور وهما في النار وسألوا الله عز و جل المعافاة فإنه لم يؤتى أحد شيئا بعد اليقين خيرا من المعافاة ولا تقاطعوا ولا تدابروا ولا تحاسدوا ولا تباغضوا وكونوا عباد الله إخوانا.
حكمــــــة
عن داود العطار قال: اقفل قتيبة بن مسلم بكر بن ماعز من خراسان فصحبه رجل فقال له يا بكر كذبت قط فسكت عنه قال يا بكر كذبت قط فسكت عنه حتى عاد إلى حمام أعين فقال يا بكر كذبت قط فقال إنك قد أكثرت علي وإني لم أكذب كذبة قط إلا واحدة فإن قتيبة أخذنا بالسلاح فاستعرت رمحا فلما مررت به قال يا بكر هذا السلاح لك فقلت نعم وكان الرمح ليس لي.
حكمــــــة
كان يقال إن ربعي بن حراش لم يكذب كذبا قط قال فأقبل ابناه من خراسان وهما عاصيان قد تأجلا فجاء العريف إلى الحجاج فقال أيها الأمير: إن الناس يزعمون أن ربعي بن حراش لم يكذب كذبة قط وقد قدما ابناه من خراسان وهما عاصيان فقال الحجاج علي به فلما جاء قال أيها الشيخ قال ما تشاء قال ما فعل ابناك قال المستعان الله خلفتهما في البيت قال لا جرم والله لا أسوؤك فيهما هما لك.
حكمــــــة
عن الحجاج بن فرافصة قال: كان رجلان يتبايعان عند عبد الله بن عمر فكان أحدهما يكثر الحلف فمر عليهما رجل فقام عليهما فقال للذي يكثر الحلف يا عبد الله أتق الله ولا تكثر الحلف فإنه لا يزيد في رزقك إن حلفت ولا ينقص من رزقك إن لم تحلف قال امض لما يعنيك قال إن ذا مما يعنيني فلما أخذ لينصرف عنهما قال أعلم أن من آية الإيمان أن تؤثر الصدق حيث يضرك على الكذب حيث ينفعك وأن لا يكون في قولك فضل على عملك واحذر الكذب في حديث غيرك ثم انصرف فقال عبد الله بن عمر لأحد الرجلين الحقه فاستكتبه هؤلاء الكلمات فقام فأدركه فقال أكتبني هؤلاء الكلمات رحمك الله قال ما يقدر الله من أمر يكن قال فأعادهن عليه حتى حفظهن ثم مشى معه حتى إذا وضع رجليه في المسجد فقده قال فكأنهم كانوا يرون أنه الخضر أو الياس عليهما السلام.
حكمــــــة
قال رجل للبراء يا أبا عمارة أكنتم وليتم يوم حنين قال لا والله: ما ولي رسول الله صلى الله عليه و سلم ولكنا لقينا قوما رماة لا يكاد يسقط لهم سهم جمع هوزان قال فرشقونا رشقا ما يكادون يخطئون فمال من هناك إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم ورسول الله صلى الله عليه و سلم على بغلته البيضاء وأبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب يقود به قال فنزل رسول الله صلى الله عليه و سلم فاستنصر ثم قال أنا النبي لا كذب أنا بن عبد المطلب قال ثم صفهم صفا.
حكمــــــة
قال علي رضي الله عنه: لما كان يوم أحد نظرت رسول الله صلى الله عليه و سلم في القتلى فلم أجده فقلت والله ما كان رسول الله صلى الله عليه و سلم ليفر والله إني لأرى الله غضب علينا لما صنعنا فرفعه إليه قال فكسر الجفن سيفي فحملت على القوم فأفرجوا لي فإذا أنا برسول الله صلى الله عليه و سلم بينهم.
حكمــــــة
كان الزبير أول من سل سيفه في الله عز و جل نفخت نفخة من الشيطان أخذ رسول الله صلى الله عليه و سلم وكان رسول الله صلى الله عليه و سلم بأعلى مكة والزبير بأسفل مكة فخرج الزبير يسبق الناس بسيفه فلقى النبي صلى الله عليه و سلم فقال ما لك يا زبير قال أخبرت أنك أخذن فصلى عليه رسول الله صلى الله عليه و سلم ودعا له ولسيفه.