فوائد من كتاب مكارم الاخلاق
عن الهيثم بن عبيد الصيد عن أبيه قال قلت لزيد بن أسلم : الرجل يعمل بشيء من الخير فيسمع الذاكر له فيسره هل يحبط ذاك شيئا من عمله قال ومن ذا الذي يحب أن يكون له لسان سوء حتى إن إبراهيم خليل الرحمن صلى الله عليه و سلم قال واجعل لي لسان صدق في الآخرين .
عن مجاهد فى قوله تعالى : "واجعل لي لسان صدق في الآخرين "قال الثناء الحسن . عن قتادة فى قوله تعالى :" وتركنا عليه في الآخرين" قال أبقى له ثناء حسنا .
عن بن عيينة : أن عكرمة سئل عن قوله تعالى وأتيناه أجره في الدنيا قال لقد غصت عليه في بحر عميق فمن أنت قال سعيد بن جبير قال لقد علمت ثم قال أبقى له ثناء حسنا .
عن بن طاوس عن أبيه قال : إن هذه الأخلاق منائح يمنحها الله عز و جل من يشاء من عباده فمن أراد الله بعبد خيرا منحه منها خلقا صالحا .
قال سفيان : لو أن رجلا عمل عمره كله ليقع عليه اسم من هذه الأسماء أن يقال حليم أو يقال كريم .
عن عائشة رضي الله عنها قالت : لقد جاء الإسلام وفي العرب بضع وستون خصلة كلها زادها الإسلام شدة منها قري الضيف وحسن الجوار والوفاء بالعهد .
عن عائشة رضي الله عنها قالت : إن مكارم الأخلاق عشرة صدق الحديث وصدق البأس في طاعة الله وإعطاء السائل ومكافأة الصنيع وصلة الرحم وأداء الأمانة والتذمم للجار والتذمم للصاحب وقرى الضيف ورأسهن الحياء .
قال أحد الملوك لوزير له عظني قال أيها الملك إنما الدنيا حديث فإن استطعت أن تكون منها حديثا حسنا فافعل .
عن الأصمعي قال : لما حضرت جدي على بن أصمع الوفاة جمع بنيه فقال يا بني عاشروا الناس معاشرة إن غبتم حنوا إليكم وإن متم بكوا عليكم .
قال أيوب السختياني : لا ينبل الرجل حتى يكون فيه خصلتان العفة عما في أيدي الناس والتجاوز عما يكون منهم .
قال رجل لحماد بن سلمة : الرجل يحبب إليه الصلاة وآخر يحبب إليه الصيام وآخر يحبب إليه الجهاد وعدد خصالا من خصال الخير فقال هذه كلها طرق إلى الله أحب أن تعمر .
قال أبو بكر : فليغتنم مغتنم بقية أيام مهلته ولينافس فيما له فيه الحظ في دنياه وآخرته قبل انقضاء مدته والحلول بعقوته وليحذر أن يخرج من هذه الدار بكره الموت وحسرة الفوت وما التوفيق إلا بالله عز و جل .
قال رجل لميمون بن مهران : كيف أصبحت قال أصبحت مستوحشا كم من خلق كريم وفعل جميل قد درس تحت التراب .
قال بعض الحكماء : إن الليل والنهار يعملان فيك فاعمل فيهما . عن كهمس بن المنهال أنه سمع رجلا يقص يقول لصاحب له : أي أخي إنما الليل والنهار خزانتان من أودعهما شيئا وجده فيهما .
عن حميد بن هلال قال دخلت الكوفة وجلست إلى الربيع بن خثيم فقال : يا أخا بني عدي عليك بمكارم الأخلاق فكن بها عاملا ولها صاحبا واعلم أن الذي خلق مكارم الأخلاق لم يخلقها ولم يدل عليها حتى أحبها وحببها إلى أهلها .
قال سعيد بن العاص : يا بني إن المكارم لو كانت سهلة يسيرة لسابقكم إليها اللئام ولكنها كريهة مرة لا يصبر عليها إلا من عرف فضلها ورجا ثوابها
عن عبد الرحمن بن مهدي قال قال لي بشر بن منصور : إني لأدعو إلى طعامي من لو نبذته إلى الكلب لكان أحب إلي من أن يأكله .
عن سفيان بن عيينة قال : عمل رجل من أهل الكوفة بخلق دنئ فأعتق جار له جارية شكرا لله إذ عافاه من ذلك الخلق .
قال مالك بن دينار : المؤمن كريم في كل حالة لا يحب أن يؤذي جاره ولا يفتقر أحد من أقربائه قال ثم يبكي مالك ويقول وهو والله مع ذلك غني القلب لا يملك من الدنيا شيئا إن أزلته عن دينه لم يزل وإن خدعته عن ماله انخدع لا يرى الدنيا من الآخرة عوضا ولا يرى البخل من الجود حظا منكسر القلب ذو هموم قد تفرد بها مكتئب محزون ليس له في فرح الدنيا نصيب إن أتاه منها شيء فرقه وإن زوى عنه كل شيء فيها لم يطلبه قال ثم يبكي ويقول هذا والله الكرم هذا والله الكرم .
عن يحيى بن أبي كثير قال كان يقال : ما أكرم العباد أنفسهم بمثل طاعة الله ولا أهان العباد أنفسهم بمثل معصية الله .
عن زيد بن أسلم قال : خلتان من أخبرك أن الكرم إلا فيهما فكذبه إكرامك نفسك بطاعة الله عز وجل وإكرامك نفسك عن معاصي الله عز و جل .
قال رجل لحاتم طىء : كيف تجد البخل من قلبك قال إني لأجد منه ما يجد المسيك ولكني أحمل نفسي على خطط الكرام .
قال رجل لأبي العتاهية وسأله حاجة : إن المكارم موصولة بالمكاره فمن أراد مكرمة صبر على مكروهها فأعجبه ذاك وقضى حاجته .
قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : تعلموا من الشعر ما يكون لكم حكما ويدلكم على مكارم الأخلاق .
سمع عبد العزيز بن عبد الله بن عمر بن الخطاب رجلا يقول لرجل : اقضني يا مفلس فقال هذا داء الكرام .
عن عائشة رضي الله عنها قالت : كان رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا بلغه عن الرجل شيء لم يقل لم قلت كذا وكذا ولكنه يعم فيقول ما بال أقوام .
قال أبو سعيد الخدري : كان رسول الله صلى الله عليه و سلم أشد حياء من العذراء في خدرها وكان إذا كره شيئا عرفناه في وجهه .
عن عروة عن أبيه : أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه قال وهو يخطب الناس يا معشر المسلمين استحيوا من الله فوالذي نفسي بيده إني لأظل حين أذهب الغائط في الفضاء متقنعا بثوبي استحياء من ربي عز و جل .
عن مالك بن دينار أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه : قال من قل حياؤه قل ورعه ومن قل ورعه مات قلبه .
عن أبي الزعراء قال قال عبد الله : الإيمان عريان وزينته التقوى ولباسه الحياء . قال الحسن : الحياء والتكرم خصلتان من خصال الخير لم يكونا في عبد إلا رفعه الله بهما .
قال سعيد بن جبير : رأيت رجلا يصنع شيئا يكره فقيل له ألا نهيته قال استحييت منه . عن سليمان قال : إذا أراد الله بعبد هلاكا نزع منه الحياء فإذا نزع منه الحياء لم تلقه إلا مقيتا ممقتا .
عن أوسط بن إسماعيل بن أوسط سمع أبا بكر الصديق رضي الله عنه بعدما قبض رسول الله صلى الله عليه و سلم بسنة فقال : قام رسول الله صلى الله عليه و سلم عام أول مقامي هذا ثم بكى أبو بكر ثم قال عليكم بالصدق فإنه مع البر وهما في الجنة وإياكم والكذب فإنه مع الفجور وهما في النار وسألوا الله عز و جل المعافاة فإنه لم يؤتى أحد شيئا بعد اليقين خيرا من المعافاة ولا تقاطعوا ولا تدابروا ولا تحاسدوا ولا تباغضوا وكونوا عباد الله إخوانا .
عن قيس بن أبي حازم سمع أبا بكر الصديق رضي الله عنه يقول : أيها الناس إياكم والكذب فإنه مجانب للإيمان .
قال إسماعيل بن عبيد الله المخزومي : أمرني عبد الملك بن مروان أن أعلم بنيه الصدق كما أعلمهم القرآن وأن أجنبهم الكذب وإن كان فيه يعني القتل .
كلم عمر بن عبد العزيز الوليد في شيء فقال له كذبت فقال عمر ما كذبت مذ علمت أن الكذب يشين صاحبه .
عن سفيان حدثني رجل قال حدثت سليمان بن علي بحديث فقال لي : ما كذبت فقلت ما يسرني أن كذبت وأن لي ملء بهوك هذا ذهبا قال فانكسر عني .
عن قتادة : في قوله تعالى "منكرا من القول وزورا " قال الزور الكذب . عن قتادة : في قوله تعالى "قتل الخراصون " قال الكذابون .
قال عبد الرحمن بن سلمة : ما كذبت منذ أسلمت إلا أن الرجل يدعوني إلى طعامه فأقول ما اشتهيه فعسى أن بكيت .
عن داود العطار قال : اقفل قتيبة بن مسلم بكر بن ماعز من خراسان فصحبه رجل فقال له يا بكر كذبت قط فسكت عنه قال يا بكر كذبت قط فسكت عنه حتى عاد إلى حمام أعين فقال يا بكر كذبت قط فقال إنك قد أكثرت علي وإني لم أكذب كذبة قط إلا واحدة فإن قتيبة أخذنا بالسلاح فاستعرت رمحا فلما مررت به قال يا بكر هذا السلاح لك فقلت نعم وكان الرمح ليس لي .
عن موسى بن شيبة : أن النبي صلى الله عليه و سلم رد شهادة رجل في كذبة . قال رجل لقومه : عليكم بالصدق فإنه نجاة زين الحديث الصدق .
قال إياس بن معاوية : ما يسرني أني كذبت كذبة فغفرها الله عز و جل لي وأعطى عليها عشرة الآف درهم ويعلم بها أبو معاوية بن قرة يعني إجلالا لأبيه لا يطلع عليه .
قال يحيى بن حمزة قاضي دمشق : إني لفي مجلس يزيد بن الوليد الناقص إذ حدثه رجل بحديث علم أنه قد كذبه فقال له يا هذا إنك تكذب نفسك قبل أن تكذب جليسك قال فوالله ما زلنا نعرف ذلك الرجل بالتوقى بعدها .
أتى خاقان رجل من غنى في وفد أتوه من العرب وبوجه الرجل ضربة منكرة فقال له خاقان أي يوم ضربت هذه وهو يرى أنها ضربة سيف فقال الرجل ضربني فرس لي فقال خاقان لصدقه أعجب إلي مما ظننت ما أحسن الحق فأضعف له الجائزة .
كان يقال إن ربعي بن حراش لم يكذب كذبا قط قال فأقبل ابناه من خراسان وهما عاصيان قد تأجلا فجاء العريف إلى الحجاج فقال أيها الأمير : إن الناس يزعمون أن ربعي بن حراش لم يكذب كذبة قط وقد قدما ابناه من خراسان وهما عاصيان فقال الحجاج علي به فلما جاء قال أيها الشيخ قال ما تشاء قال ما فعل ابناك قال المستعان الله خلفتهما في البيت قال لا جرم والله لا أسوؤك فيهما هما لك .
كان عبد الملك بن مروان إذ دخل عليه رجل من أفق من الآفاق قال اعفني من أربع وقل بعد ما شئت لا تكذبني فإن المكذوب لا رأي له ولا تجبني فيما لا أسألك عنه فإن في الذي أسألك عنه شغلا عما سواه ولا تطرني فإني أعلم بنفسي منك ولا تحملني على الرعية فإني إلى معدلتي ورأفتي أحوج .
عن عائشة رضي الله عنها قالت : ما كان من خلق أنقص عند أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم من الكذب وما علم رسول الله صلى الله عليه و سلم من شيء منه من أحد فيخرج له من نفسه حتى يعلم أن قد أحدث توبة .
عن الحجاج بن فرافصة قال : كان رجلان يتبايعان عند عبد الله بن عمر فكان أحدهما يكثر الحلف فمر عليهما رجل فقام عليهما فقال للذي يكثر الحلف يا عبد الله أتق الله ولا تكثر الحلف فإنه لا يزيد في رزقك إن حلفت ولا ينقص من رزقك إن لم تحلف قال امض لما يعنيك قال إن ذا مما يعنيني فلما أخذ لينصرف عنهما قال أعلم أن من آية الإيمان أن تؤثر الصدق حيث يضرك على الكذب حيث ينفعك وأن لا يكون في قولك فضل على عملك واحذر الكذب في حديث غيرك ثم انصرف فقال عبد الله بن عمر لأحد الرجلين الحقه فاستكتبه هؤلاء الكلمات فقام فأدركه فقال أكتبني هؤلاء الكلمات رحمك الله قال ما يقدر الله من أمر يكن قال فأعادهن عليه حتى حفظهن ثم مشى معه حتى إذا وضع رجليه في المسجد فقده قال فكأنهم كانوا يرون أنه الخضر أو الياس عليهما السلام .
عن محمد بن كعب قال : إنما يكذب الكاذب من مهانة نفسه عليه . عن عمرو بن دينار قال جاء رجل حتى وقف عليهم في المسجد فقال يا شربة السويق أنا حدياكم صراعا فقال طلحة : ليقومن اليه رجل منكم أو لأقومن إليه .
عن علي رضي الله عنه قال : كنا إذا احمر البأس ولقي القوم القوم اتقينا برسول الله صلى الله عليه و سلم فما يكون أقرب إلى القوم منه .
قال رجل للبراء يا أبا عمارة أكنتم وليتم يوم حنين قال لا والله : ما ولي رسول الله صلى الله عليه و سلم ولكنا لقينا قوما رماة لا يكاد يسقط لهم سهم جمع هوزان قال فرشقونا رشقا ما يكادون يخطئون فمال من هناك إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم ورسول الله صلى الله عليه و سلم على بغلته البيضاء وأبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب يقود به قال فنزل رسول الله صلى الله عليه و سلم فاستنصر ثم قال أنا النبي لا كذب أنا بن عبد المطلب قال ثم صفهم صفا .
قال علي رضي الله عنه : لما كان يوم أحد نظرت رسول الله صلى الله عليه و سلم في القتلى فلم أجده فقلت والله ما كان رسول الله صلى الله عليه و سلم ليفر والله إني لأرى الله غضب علينا لما صنعنا فرفعه إليه قال فكسر الجفن سيفي فحملت على القوم فأفرجوا لي فإذا أنا برسول الله صلى الله عليه و سلم بينهم .
عن عمرو بن دينار قال كان يقال : أشجع الناس الزبير وأبسلهم علي رضي الله عنهما والباسل فوق الشجاع .
عن عبد الله بن سنان الأسدي قال : رأيت عليا رضي الله عنه بصفين معه سيف رسول الله صلى الله عليه و سلم ذو الفقار يحمل عليهم فنضبطه فيفلت منا فيحمل عليهم فيضرب بسيفه حتى يجيء به قد تثنى فيقول إن هذا يعتذر إليكم .
كان الزبير أول من سل سيفه في الله عز و جل نفخت نفخة من الشيطان أخذ رسول الله صلى الله عليه و سلم وكان رسول الله صلى الله عليه و سلم بأعلى مكة والزبير بأسفل مكة فخرج الزبير يسبق الناس بسيفه فلقى النبي صلى الله عليه و سلم فقال ما لك يا زبير قال أخبرت أنك أخذن فصلى عليه رسول الله صلى الله عليه و سلم ودعا له ولسيفه .
عن علي بن زيد أخبرني : من رأى الزبير وإن في صدره أمثال العيون من الطعن والرمي . جرح طلحة رضي الله عنه مع النبي صلى الله عليه و سلم بضعا وعشرين جراحة .
عن أبي الزعراء عن رجل أتى عليا رضي الله عنه فقال : دخل علينا اللصوص فما تركوا لنا شيئا حتى نزعوا حجلي أمرأتي قال علي رضي الله عنه وأنت تنظر قال نعم قال لكن ابن صفية ما كان اللصوص لينزعوا حجلي امرأته وهو ينظر يعني الزبير .