من أسباب حسن الخاتمة قِصر الأمل والتَّفكُّر في حقارة الدنيا
حكمــــــة
ينبغي على مَن حضر الميِّت أن يُذكِّره بهذا الأصل الأصيل ، وهو حُسن الظن بربِّ العالمين ..
يقول إبراهيم النخعي - رحمه الله -:
كانوا يستحبُّون أن يلقِّنوا العبدَ محاسن عملِه عند مَوته ؛ لكي يُحسن ظنَّه بربه ..
ولذلك كان سُليمان التيميُّ رحمه الله يقول لابنه المُعتمر عند الموت:
يا بُنيَّ ! حدِّثني بالرُّخَص ؛ لعلي ألقى الله -تعالى- وأنا أُحسن الظنَّ به ..
حكمــــــة
وهذا ما كان يَفعله السلفُ الكِرام :
فها هو ابن عباس - رضي الله عنهما -: "يدخل على عُمر بن الخطَّاب - رضي الله عنه - لمَّا طُعِن، فجعل يقول له: لقد صَحِبت رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- فأحسنتَ صُحبتَه ، ثم فارقتَه وهو عنك راضٍ ، ثم صاحبت أبا بكر فأحسنت صُحبته ، ثم فارقته وهو عنك راضٍ ، ثم صحبتَهم - أي : المسلمين - فأحسنتَ صُحبتهم، ولئن فارقتَهم لتفارقنهم وهم عنك راضون " ..
حكمــــــة
وفي "صحيح مسلم" عن عبدالرحمن بن شماسة المهري رحمه الله قال :
"حضرنا عمرو بن العاص - رضي الله عنه - وهو في سياق الموت،
فبكى طويلاً ، وَحوَّل وَجهه إلى الجِدار ،
فجعل ابنه رضي الله عنهما يَقول :
يا أَبتاه ! أما بشَّرك رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- بكذا ؟
أما بشَّرك رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بكذا ؟ " .