فوائد من كتاب الجدية في الالتزام لمحمد حسين يعقوب
فوائد من كتاب الجدية في الالتزام لمحمد حسين يعقوب
قال الله جل جلاله عن قوم موسى الذين لم يستطيعوا أن يدخلوا معه الأرض المقدسة قال عنهم: " فَمَا آمَنَ لِمُوسَى إِلاَّ ذُرِّيَّةٌ مِّن قَوْمِهِ عَلَى خَوْفٍ مِّن فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِمْ أَن يَفْتِنَهُمْ " [يونس /83]. هؤلاء الذين أسلموا لموسى بعد السحرة، يخبرنا الله أنهم أسلموا على خوف، إنهم ربُّوا على القهر والذل والاستعباد، وسياقهم كالقطيع، نشأوا على ذلك، عاشوا على هذا، فلما آمنوا ظلت فيهم رواسب من هذا فلم ينجحوا مع موسى عليه وعلى نبينا الصلاة و السلام، فاتعبوه، وبدأت الجاهليات تظهر، فتارةً قالوا: " لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً " [البقرة /55]، وتارة قالوا: " لَن نَّصْبِرَ عَلَىَ طَعَامٍ وَاحِدٍ " [البقرة /61]، وتارةً " قَالُواْ يَا مُوسَى إِنَّا لَن نَّدْخُلَهَا أَبَدًا مَّا دَامُواْ فِيهَا فَاذْهَبْ أَنتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ " [المائدة /24]. والشاهد أن سبب هذا أنهم آمنوا أصلاً على خوف من فرعون وملأهم، فإذا اجتمع الالتزام مع رواسب الجاهلية، تظل الرواسب تشدك للماضي.