فائدة
فائدة
من كتاب لا تحزن
الحقيقة التي لا ريب فيها أنك لا تستطيع أن تنزع من حياتك كل آثار الحزن، لأن الحياة خلقت هكذا ﴿ لقد خلقنا الإنسان في كبد ﴾، ﴿ إنا خلقنا الإنسان من نطفة أمشاج نبتليه ﴾، ﴿ ليبلوكم أيكم أحسن عملا ﴾، ولكن المقصود أن تخفف من حزنك وهمك وغمك، أما قطع الحزن بالكلية فهذا في جنات النعيم ؛ ولذلك يقول المنعمون في الجنة: ﴿ الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن ﴾. وهذا دليل على أنه لم يذهب عنه إلا هناك، كما أن كل الغل لا يذهب إلا في الجنة، ﴿ ونزعنا ما في صدورهم من غل ﴾، فمن عرف حالة الدنيا وصفتها، عذرها على صدودها وجفائها وغدرها، وعلم ان هذا طبعها وخلقها ووصفها.