فوائد من كتاب المنثور
فوائد من كتاب المنثور
قال ابن الجوزى: لمّا تكامَل بناءُ بيت الله تعالى وهي الكعبة الحرام أوحى الله تعالى إلى إبراهيم عليه السلام أن أذّن في الناس بالحج فقال: كيف يا ربّ يسمع صوتي جميع الخلائق؟ فقال يا إبراهيم منك النداء وعليَ البلاغ، فَعَلا إبراهيم على جبل " أبي قبيس " ونادى من كُلّ الوجوه إن ربكم بنى لكم بيناً فحجّوه، فأجابه من جَرى القدرُ بحجِّه: لبّيكَ اللهم لَبَّيْكَ، وكان ذلك اليوم أخاً ليوم (ألست بربكم). لما رأيتُ مناديهم أَلمَّ بهم... شَدَدْتُ مئزر إحرامي ولَبَّيْتُ وقلتُ يا نفس جدّي الآن واجتهدي... وساعديني فهذا ما تمنيتُ لو جئتكم زائراً أسعى على قدمي... لم أقض حقاً وأيُ الحق أَدَّيْتُ ثم أَعْلَمَ الجليلُ الخليلَ أن نداءك واقع في محلِّ النُجع، فقال: (يأتوك رجالاً) وهم الرجّالة، وقد حجَّ إبراهيمُ وإسماعيل ماشيين.