حقيبة المسلم
{ وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ } [آل عمران:139] للعبد من العلو بحسب ما معه من الإيمان! [ابن القيم]
{ إِنَّ الْإِنسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ } [العاديات:6] قال الفضيل بن عياض: "الكنود الذي تنسيه سيئة واحدة حسنات كثيرة، ويعامل الله على عقد عوض" تأمل! كم هم الذين ينطبق عليهم هذا الوصف؟!
- العمل الصالح أيام عشر ذي الحجة
( صحيح ) انظر حديث رقم : 5548 في صحيح الجامع
كان رسول الله صلى الله عليھ وسلم يوصي بإكثار العمل في ھذه الأيام الدليل : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما العمل في أيام أفضل منه في عشر ذي الحجة و لا الجھاد في سبيل لله إلا رجل خرج يخاطر بنفسه و ماله فلم يرجع من ذلك بشيء .
إذا استغنى الناس بالدنيا فاستغن أنت بالله ، وإذا فرحوا بالدنيا فافرح أنت بالله ، وإذا أنسوا بأحبابهم فاجعل أنسك بالله ، وإذا تعرفوا إلى ملوكهم وكبرائهم وتقربوا إليهم لينالوا بهم العزة والرفعة ، فتعرف أنت إلى الله وتودد إليه ، تنل بذلك غاية العز والرفعة .
عن الفضيل ابن عياض أن رجلاً سأله فقال: يا أبا علي متى يبلغ الرجل غايته من حب الله تعالى؟ فقال له الفضيل: إذا كان عطاؤه ومنعه إياك عندك سواء، فقد بلغت الغاية من حبه.
قال رجل لطاوس: أوصني قال أوصيك أن تحب الله حبًا حتى لا يكون شيء أحب إليك منه، وخفه خوفًا حتى لا يكون شيء أخوف إليك منه، وارج الله رجاء يحول بينك وبين ذلك الخوف وارض للناس ما ترضى لنفسك.
الرجاء وإحسان الظن بالله : عن مجاهد رحمه الله قال: يؤمر بالعبد إلى النار يوم القيامة فيقول: ما كان هذا ظني! فيقول: ما كان ظنك؟ فيقول: أن تغفر لي، فيقول: خلوا سبيله. [الحلية (تهذيبه) 2 / 12].
محبة العبد لله ومحبة الله للعبد وأسباب ذلك : عن أبي يزيد البسْطامي رحمه الله قال: هذا فرحي بك وأنا أخافك، فكيف فرحي بك إذا أمِنتُكَ؟ ليس العَجَبُ من حبي لك، وأنا عبدٌ فقير، إنما العَجَبُ من حُبّك لي، وأنت مِلكٌ قدير. [السير(تهذيبه)].
إنما تحصل الهموم والغموم والأحزان من جهتين : أحدهما : الرغبة في الدنيا والحرص عليها . والثاني : التقصير في أعمال البر والطاعة
فائدة
من كتاب لا تحزن
لا تحمل الكرة الأرضية على رأسك نفر من الناس تدور في نفوسهم حرب عالمية ، وهم على فرش النوم ، فإذا وضعت الحرب أوزارها غنموا قرحة المعدة ، وضغط الدم والسكري . يحترقون مع الأحداث ، يغضبون من غلاء الأسعار ، يثورون لتأخر الأمطار ، يضجون لانخفاض سعر العملة ، فهم في انزعاج دائم ، وقلق واصب ﴿ يحسبون كل صيحة عليهم ﴾ .
فائدة
من كتاب لا تحزن
انتظر الفرج في الحديث عند الترمذي : « أفضل العبادة : انتظار الفرج » . ﴿ أليس الصبح بقريب ﴾ . صبح المهمومين والمغمومين لاح ، فانظر إلى الصباح ، وارتقب الفتح من الفتاح . تقول العرب : « إذا اشتد الحبل انقطع » . والمعنى : إذا تأزمت الأمور ، فانتظر فرجا ومخرجا . وقال سبحانه وتعالى : ﴿ ومن يتق الله يجعل له مخرجا ﴾ . وقال جل شأنه: ﴿ ومن يتق الله يكفر عنه سيئاته ويعظم له أجرا ﴾ . ﴿ ومن يتق الله يجعل له من أمره يسرا ﴾ .
قال لقمان لابنه : « يا بني ، الدنيا بحر غرق فيه أناس كثير ، فإن استطعت أن تكون سفينتك فيها الإيمان بالله ، وحشوها العمل بطاعة الله عز وجل ، وشراعها التوكل على الله ؛ لعلك تنجو ».
من عجيب أمر الرزق أنه أعرَفُ بمكانك وعنوانك ٬منك بمكانة وعنوانه ٬ فإنْ قُسِم لك الرزق جاءك بطرق عليك الباب ٬ وإنْ حُرمت منه أعياك طلبه ٬ لذلك يقول أحد الصالحين : عجبتُ لابن آدم يسعى فيما ضُمِن له ويترك ما طُلِب منه.
مما يدل على أهمية التوكل في حياة المسلم أن الله يصرف الشيطان عن المتوكلين؛ فقد قال الله تعالى في سورة النحل عن الشيطان: " إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ " [النحل: 99]، وأن به تنال جنة رب العالمين: " وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُبَوِّئَنَّهُمْ مِنَ الْجَنَّةِ غُرَفًا تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا نِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ * الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ " [العنكبوت: 58-59] معنى هذا أن من أبرز الصفات التي أهلتهم للجنة الصبر والتوكل.
اليقين بالله : قال الحسن رحمه الله: يا أبن آدم، إن من ضعف يقينك: أن تكون بما في يدك أوثق منك بما في يد الله - عزَّ وجلَّ . [موسوعة ابن أبي الدنيا 1/36].
فائدة
من كتاب لا تحزن
سأل موسى رب العزة أن يكف ألسنة الناس عنه ، فقال الله عز وجل : (( يا موسى ، ما اتخذت ذلك لنفسي ، إني أخلقهم وأرزقهم ، وإنهم يسبونني ويشتمونني )) !! وصح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : (( يقول الله عز وجل : يسبني ابن آدم ، ويشتمني ابن آدم ، وما ينبغي له ذلك ، أما سبه إياي فإنه يسب الدهر ، وأنا الدهر ، أقلب الليل والنهار كيف أشاء ، وأما شتمه إياي ، فيقول : إن لي صاحبة وولدا، وليس لي صاحبة ولا ولد)). إنك لن تستطيع أن تعتقل ألسنة البشر عن فري عرضك ، ولكنك تستطيع أن تفعل الخير ، وتجتنب كلامهم ونقدهم .
قال الفضيل بن عياض رحمه الله : " بقدر ما يصغر الذنب عندك يعظم عند الله، وبقدر ما يعظم عندك يصغر عند الله "
قال الإمام يحيى بن معاذ رحمه الله : " على قدر خوفك من الله يهابك الخلق ، وعلى قدر حبك لله يحبك الخلق ، وعلى قدر شغلك بالله يشتغل الخلق بأمرك "
قال أبو الدرداء رحمه الله : " استعيذوا بالله من خشوع النفاق. قالوا: وما خشوع النفاق؟ قال: أن ترى الجسد خاشعا والقلب ليس بخاشع. "
قال الحسن البصري رحمه الله : " من خاف الله أخاف الله منه كل شيء ، ومن خاف الناس أخافه الله من كل شيء. "
قال بعض السلف إن لله أقواما أنعم عليهم فعرفوه، وشرح صدورهم فأطاعوه، وتوكلوا عليه فسلموا الخلق والأمر له. فصارت قلوبهم معادن لصفاء اليقين وبيوتا للحكمة.
كلما كان الإنسان موحدا مخلصا لله؛ كان أكثر اطمئنانا وسعادة، وكلما كان بعيدا عن الله كان أكثر حيرة وضلالا، اقرأ إن شئت : { قُلْ أَنَدْعُو مِن دُونِ اللّهِ مَا لاَ يَنفَعُنَا وَلاَ يَضُرُّنَا وَنُرَدُّ عَلَى أَعْقَابِنَا بَعْدَ إِذْ هَدَانَا اللّهُ كَالَّذِي اسْتَهْوَتْهُ الشَّيَاطِينُ فِي الأَرْضِ حَيْرَانَ } [الأنعام:71]
مختارات من الحكم والمواعظ
د. عويض العطوي
{ يَهَبُ لِمَنْ يَشَاء إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَن يَشَاء الذُّكُورَ } [الشورى:49] في العطية من الله قدمت الأنثى، وحق لها والله أن تفتخر بهذا التكريم من الله عز وجل، فالرزق بالبنات خير كبير يشكر عليه الله عز وجل؛ لأن الله سمى ذلك هبة، ويكفي هذا في الرد على أولئك الجاهليين الذين ينزعجون إذا بشر أحدهم بالأنثى.
سمع أعرابي رجلا يقع في الناس، فقال:قد استدللت على عيوبك بكثرة ذكرك لعيوب الناس، لأن الطالب لها يطلبها بقدرما فيه منها.
قال بعض الحكماء : الهوى عدو العقل ، فإذا عرض لك أمران ولم يحضرك من تشاوره فاجتنب أقربهما إلى هواك.
قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: ما كانت الدنيا هم أحد قط إلا لزم قلبه أربع خصال: فقر لا يدرك غناه وهم لا ينقضي مداه وشغل لا ينفد أولاه وأمل لا يبلغ منتهاه.
قال لقمان الحكيم لابنه: يابني لا تصدق من قال إن الشر بالشر يطفأ، فإن كان صادقا فليوقد نارين وينظر هل تطفئ إحداهما الأخرى؟، إنما يطفئ الخير الشر كما يطفئ الماء النار.
الحكمة من ابتلاء الله لعبده بالمحن إن الله تعالى لم يبتله ليهلكه ، وإنما ابتلاه ليمتحن صبره وعبوديته ، فإن لله تعالى على العبد عبودية في الضراء ، كما له عليه عبودية في السراء ، وله عليه عبودية فيما يكره كما له عليه عبودية فيما يحب ، وأكثر الخلق يعطون العبودية فبما يحبون ، والشأن في إعطاء العبودية في المكاره ، ففيه تفاوتت مراتب العباد ، وبحسبه كانت منازلهم عند الله تعالى
ما السر في قول ( غفرانك ) بعد الخروج من الخلاء ؟
----------------
وفي هذا من السر – والله أعلم – أن النجو يثقل البدن ويؤذيه باحتباسه ، والذنوب تثقل القلب وتؤذيه باحتباسها فيه ، فهما مؤذيان مضران بالبدن والقلب ، فحمد الله عند خروجه على خلاصه من هذا المؤذي لبدنه ، وخفة البدن وراحته ، وسأل الله أن يخلصه من المؤذي الآخر ويريح قلبه منه ويخففه
قال أبو حازم : إن كنت إنما تريد من الدنيا ما يكفيك ففى أدناها ما يكفيك , وإن كنت لا ترضى منها بما يكفيك فليس فيها شئ يغنيك
قال حكيم: صفة الصديق الحق هو أن يبذل لك ماله عند الحاجة , ونفسه عند النكبة , ويحفظك عند المغيب
نـأنس بمَن يفارقـنَا أَو نفارقـه؛ أفـلا نَأنـس بمَن لا يفـارقـنَـا طـرفَـة عَيـن؟!
قال الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله: إذا أحببت أن يدوم الله لك على ما تحب فدم له على ما يحب.
يُروى عن لقمان الحكيم (رضي الله عنه) أنه قال لابنه : يا بني ! اتخذ طاعة الله تجارة ؛ تأتك الأرباح من غير بضاعة .