باب تكبير المسافر إذا صعد الثَّنايا
ذكـــــر
روينا في صحيح البخاري، عن جابر رضي اللّه عنه قال:كنّا إذا صَعِدْنَا كَبَّرْنَا، وإذا نزلنا سبَّحنا.
وروينا في سنن أبي داود في الحديث الصحيح الذي قدَّمناه في باب ما يقولُ إذا ركبَ دابّته، عن ابن عمر رضي اللّه عنهما قال: كان النبيّ صلى اللّه عليه وسلم وجيوشُه إذا عَلَوا الثنايا كبَّروا، وإذا هَبَطوا سبَّحُوا.
وروينا في صحيحي البخاري ومسلم، عن ابن عمر رضي اللّه عنهما قال:كان النبيُّ صلى اللّه عليه وسلم إذا قَفَل من الحجّ أو العمرة ـ قال الراوي: ولا أعلمه إلا قال: الغزو ـ كلما أوفى على ثنية أو فَدْفَدٍ كبَّرَ ثلاثاً ثم قال: " لا إِلهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ المُلْكُ، وَلَهُ الحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، آيِبُونَ عابِدُونَ، ساجِدُونَ لِرَبِّنا حامِدُونَ، صَدَقَ اللَّهُ وَعْدَهُ، وَنَصَرَ عَبْدَهُ، وَهَزَمَ الأحْزَابَ وَحْدَهُ " هذا لفظ رواية البخاري، ورواية مسلم مثله إلا أنه ليس فيها " ولا أعلمه إلا قال الغزو " وفيها " إذا قفل من الجيوش أو السرايا أو الحجّ أو العمرة " .
قلت: قوله: أوفى: أي ارتفع؛ وقوله: فَدْفَد، هو بفتح الفاءين بينهما دال مهملة ساكنة وآخره دال أخرى: وهو الغليظ المرتفع من الأرض؛ وقيل الفلاة التي لا شيء فيها؛ وقيل غليظ الأرض ذات الحصى؛ وقيل الجلد من الأرض في ارتفاع.
وروينا في صحيحيهما، عن أبي موسى الأشعري رضي اللّه عنه قال:كنّا مع النبيّ صلى اللّه عليه وسلم، فكنّا إذا أشرفنا على وادٍ هلَّلنا وكبَّرْنا وارتفعتْ أصواتُنا، فقال النبيُّ صلى اللّه عليه وسلم: " يا أيُّهَا النَّاسُ ارْبَعُوا على أنْفُسِكُمْ فإنَّكُمْ لا تَدْعُونَ أصَمَّ وَلا غائِباً، إنَّهُ مَعَكُمْ إنَّه سَمِيعٌ قَرِيبٌ " .
قلتُ: أربَعُوا بفتح الباء الموحدة، معناه: ارفقوا بأنفسكم.
وروينا في كتاب الترمذي الحديث المتقدم في باب استحباب طلبه الوصية أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال: " عَلَيْكَ بِتَقْوَى اللّه تَعالى، وَالتَّكْبِيرِ على كُلِّ شَرَفٍ " .
وروينا في كتاب ابن السني، عن أنس رضي اللّه عنه قال:كان النبيّ صلى اللّه عليه وسلم إذا علا شرفاً من الأرض قال: " اللَّهُمَّ لكَ الشَّرَفُ على كُلِّ شَرَفٍ، وَلَكَ الحَمْد على كُلّ حالٍ " .