باب ما يقوله المودع للمسافر
ذكـــــر
ما رويناه في سنن أبي داود، عن قزعة قال:قال لي ابن عمرَ رضي اللّه عنهما: تعالى أُودّعك كما ودّعني رسولُ اللّه صلى اللّه عليه وسلم: " أسْتَوْدِعُ اللَّهَ دِينَكَ وأمانَتَكَ وَخَوَاتِيمَ عَمَلِكَ " .
قال الإِمام الخطابي: الأمانة هنا: أهله ومن يخلفه ومالُه الذي عند أمينه. قال: وذكر الدِّين هنا لأن السفر مظنّة المشقة، فربما كان سبباً لإِهمال بعض أمور الدين. قلتُ: قَزعة بفتح الزاي وإسكانها.
ورويناه في كتاب الترمذي أيضاً عن نافع عن ابن عمر قال:كان النبيّ صلى اللّه عليه وسلم إذا ودّع رجلاً أخذ بيده فلا يدعها حتى يكون الرجل هو الذي يدعُ رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، ويقولُ: " أسْتَوْدِعُ اللَّهَ دِينَكَ وأمانَتَكَ وآخِرَ عَمَلِكَ " .
ورويناه أيضاً في كتاب الترمذي عن سالم؛أن ابن عمر كان يقول للرجل إذا أراد سفراً: ادْنُ منّي أُودّعك كما كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يودّعنا، فيقول: " أسْتَوْدِعُ اللَّهَ دِينَكَ وأمانَتَكَ وَخَوَاتِيمَ عَمَلِكَ " قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
وروينا في سنن أبي داود وغيره، بالإِسناد الصحيح، عن عبد اللّه بن زيد الخَطْمِيّ الصحابي رضي اللّه عنه قال:كان النبيّ صلى اللّه عليه وسلم إذا أراد أن يودّع الجيش قال: " أسْتَوْدِعُ اللَّهَ دِينَكُمْ وأمانَتَكُمْ وَخَوَاتِيمَ أعْمالِكُمْ " .
وروينا في كتاب الترمذي، عن أنس رضي اللّه قال:جاء رجل إلى النبيّ صلى اللّه عليه وسلم فقال: يارسول اللّه إني أُريد سفراً فزوّدني، فقال: " زَوّدَكَ اللَّهُ التَّقْوَى " قال: زِدني، قال: " وَغَفَرَ ذَنْبَكَ " قال: زدني، قال: " وَيَسَّرَ لَكَ الخَيْرَ حَيْثُما كُنْتَ " قال الترمذي: حديث حسن.