بابُ ما يقولُه مَن يُدْخِلْ الميّتَ قبرَه
روينا في سنن أبي داود والترمذي والبيهقي وغيرها، عن ابن عمر رضي اللّه عنهما أن النبيّ صلى اللّه عليه وسلم كان إذا وضع الميت في القبر قال: " بِاسْمِ اللَّهِ، وَعَلى سُنَّة رَسُولِ اللّه صلى اللّه عليه وسلم " قال الترمذي: حديث حسن. قال الشافعي والأصحاب رحمهم اللّه: يُستحبّ أن يدعو للميت مع هذا.
ومن حسن الدعاء ما نصّ عليه الشافعي رحمه اللّه في " مختصر المزني " قال: يقول الذين يدخلونه القبر : اللَّهُمَّ أسْلَمَهُ إلَيْكَ الأشِحَّاءُ مِنْ أهْلِهِ وَوَلَدِهِ وَقَرابَتِهِ وَإِخْوَانِهِ، وَفَارَقَ مَنْ كَانَ يُحِبُّ قُرْبَهُ، وَخَرَجَ مِنْ سَعَةِ الدُّنْيا وَالحَياةِ إلى ظُلْمَةِ القَبْرِ وَضِيقِهِ، وَنَزَلَ بِكَ وأنْتَ خَيْرُ مَنْزُولٍ بِهِ، إنْ عاقَبْتَهُ فَبِذَنْبٍ، وإنْ عَفَوتَ عَنْهُ فأنْتَ أهْلُ العَفْوِ، أنْتَ غَنِيٌّ عَنْ عَذَابِهِ وَهُوَ فَقِيرٌ إلى رَحْمَتِكَ؛ اللَّهُمَّ اشْكُرْ حَسَنَتَهُ، وَاغْفِرْ سَيِّئَتَهُ، وأعِذْهُ مِنْ عَذَابِ القَبْرِ، وَاجْمَعْ لَهُ بِرَحْمَتِكَ الأمْنَ منْ عَذَابِكَ، واكْفِهِ كل هَوْلٍ دُونَ الجَنَّةِ؛ اللَّهُمَّ اخْلُفْهُ فِي تَرِكَتِهِ فِي الغابِرِينَ، وَارْفَعْهُ فِي عِلِّيِّينَ، وَعُدْ عَلَيْهِ بِفَضْلِ رَحْمَتِكَ يا أرْحَمَ الرَّاحِمِينَ " .