عبودية التسليم على الأنبياء و الصالحين
فصل
أسرار الصَّلاة للإمَام العلامَة ابن قيِّم الجَوزيَّة
ثم شرع له أن يسلِّم على سائر عباد الله الصالحين، و هم عباده الذين اصطفى بعد الثناء، و تقديم الحمد لله فطابق ذلك قوله: { قُل الحمدُ للهِ و سلامٌ على عباده الذين اصطفى}[النمل:59]، و كأنه امتثال له، و أيضا فإن هذا تحية المخلوق فشرعت بعد تحية الخالق و قدم في هذه التحية أولى الخلق بها و هو النبي صلى الله عليه و سلم، الذي نالت أمته على يده كل خير، و على نفسه، و بعده و على سائر عباد الله الصالحين، و أخصهم بهذه التحية الأنبياء و الملائكة، ثم أصحاب محمد صلى الله عليه و سلم، و أتباع الأنبياء مع عمومها كل عبد صالح في السماء و الأرض. ثم شرع له بعد هذه التحية السلام على من يستحق السلام عليه خصوصاً و عموماً.