باب كراهة تسمية العنب كرما
باب كراهة تسمية العنب كرما
تطريز رياض الصالحين
عن وائل بن حجر - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «لا تقولوا: الكرم، ولكن قولوا: العنب، والحبلة». رواه مسلم.
----------------
«الحبلة» بفتح الحاء والباء، ويقال أيضا بإسكان الباء. قال البخاري: باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: «إنما الكرم قلب المؤمن»، وقد قال: «إنما المفلس الذي يفلس يوم القيامة». كقوله: «إنما الصرعة الذي يملك نفسه عند الغضب». كقوله: «لا ملك إلا الله». فوصفه بانتهاء الملك، ثم ذكر الملوك أيضا فقال {إن الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها} [النمل (34)]. وذكر الحديث. قال الحافظ: غرض البخاري أن الحصر ليس على ظاهره، وإنما المعنى: أن الأحق باسم الكرم قلب المؤمن، ولم يرد أن غيره لا يسمى كرما، كما أن المراد بقوله: «إنما المفلس». من ذكر، ولم يرد أن من يفلس في الدنيا لا يسمى مفلسا. وبقوله: «إنما الصرعة». كذلك: وكذا قوله: «لا ملك إلا الله». لم يرد أنه لا يجوز أن يسمى غيره ملكا، وإنما أراد الملك الحقيقي، وإن سمي غيره ملكا، إلى أن قال: قال الخطابي: ما ملخصه: أن المراد بالنهي تأكيد تحريم الخمر بمحو اسمها، ولأن في تبقية هذا الاسم لها تقرير لما كانوا يتوهمونه من تكرم شاربها، فنهى عن تسميتها كرما. وقال: «إنما الكرم قلب المؤمن». لما فيه من نور الإيمان، وهدى الإسلام. انتهى ملخصا.