باب تحريم قول شاهان شاه للسلطان
باب تحريم قول شاهان شاه للسلطان
تطريز رياض الصالحين
عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «إن أخنع اسم عند الله - عز وجل - رجل تسمى ملك الأملاك». متفق عليه.
----------------
قال سفيان بن عيينة: «ملك الأملاك» مثل: شاهنشاه. قال البخاري: باب أبغض الأسماء إلى الله. وذكر الحديث. قال الحافظ: كذا ترجم بلفظ: «أبغض». وقد ورد بلفظ: «أخبث». وبلفظ: «أغيظ». وبلفظ: «أكره». قوله: «أخنى» من الخنا، وهو الفحش في القول، ووقع في رواية: (أخنع) من الخنوع، وهو الذل. وأخرج مسلم عن أحمد بن حنبل قال: سألت أبا عمرو الشيباني عن أخنع فقال: أوضع. قال عياض: معناه أنه أشد الأسماء صغارا. وعند الطبراني: «اشتد غضب الله على من زعم أنه ملك الأملاك»، واستدل بهذا الحديث على تحريم التسمي بهذا الاسم، لورود الوعيد الشديد، ويلتحق به ما في معناه، مثل: خالق الخلق، وأحكم الحاكمين، وسلطان السلاطين، وأمير الأمراء. وهل يلتحق به من تسمى قاضي القضاة، أو حاكم الحكام؟ اختلف العلماء في ذلك. ومن النوادر: أن القاضي عز الدين ابن جماعة رأى أباه في المنام، فسأله عن حاله؟. فقال: ما كان علي أضر من هذا الاسم، فأمر الموقعين أن لا يكتبوا له في السجلات قاضي القضاة، بل قاضي المسلمين. وقال الشيخ أبو محمد بن أبي جمرة: يلتحق بملك الأملاك، قاضي القضاة وإن كان اشتهر في بلاد الشرق من قديم الزمان إطلاق ذلك على كبير القضاة، وقد سلم أهل المغرب من ذلك، فاسم كبير القضاة عندهم قاضي الجماعة. قال: وفي الحديث مشروعية الأدب في كل شيء؛ لأن الزجر عن ملك الأملاك، والوعيد عليه يقتضي المنع منه مطلقا، سواء أراد من تسمى بذلك أنه ملك على ملوك الأرض، أم على بعضها، سواء كان محقا في ذلك أم مبطلا، مع أنه لا يخفى الفرق بين من قصد ذلك وكان فيه صادقا، ومن قصده وكان فيه كاذبا. انتهى ملخصا.