باب تحريم تصوير الحيوان
باب تحريم تصوير الحيوان
تطريز رياض الصالحين
عن عائشة رضي الله عنها، قالت: قدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من سفر، وقد سترت سهوة لي بقرام فيه تماثيل، فلما رآه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تلون وجهه، وقال: «يا عائشة، أشد الناس عذابا عند الله يوم القيامة الذين يضاهون بخلق الله!» قالت: فقطعناه فجعلنا منه وسادة أو وسادتين. متفق عليه.
----------------
«القرام» بكسر القاف هو: الستر. «والسهوة» بفتح السين المهملة وهي: الصفة تكون بين يدي البيت، وقيل: هي الطاق النافذ في الحائط. فيه: تحريم استعمال الصور، ولو كانت غير مجسمة، وجواز استعمالها إذا قطعت.
باب تحريم تصوير الحيوان
تطريز رياض الصالحين
عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «كل مصور في النار يجعل له بكل صورة صورها نفس فيعذبه في جهنم». قال ابن عباس: فإن كنت لا بد فاعلا، فاصنع الشجر وما لا روح فيه. متفق عليه.
----------------
فيه: جواز تصوير ما لا روح فيه من الشجر، والأبنية ونحوها.
باب تحريم تصوير الحيوان
تطريز رياض الصالحين
عن ابن مسعود - رضي الله عنه - قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «إن أشد الناس عذابا يوم القيامة المصورون». متفق عليه.
----------------
قال الخطابي: إنما عظمت عقوبة المصور؛ لأن الصور كانت تعبد من دون الله، ولأن النظر، إليها يفتن، وبعض النفوس إليها تميل.
باب تحريم تصوير الحيوان
تطريز رياض الصالحين
عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «قال الله تعالى: ومن أظلم ممن ذهب يخلق كخلقي؟ فليخلقوا ذرة أو ليخلقوا حبة، أو ليخلقوا شعيرة». متفق عليه.
----------------
قال الحافظ: المراد بالذرة: النملة، والغرض تعجيزهم تارة بتكليفهم خلق حيوان، وهو أشد، وأخرى بتكليفهم خلق الجماد وهو أهون، ومع ذلك لا قدرة لهم على ذلك.
باب تحريم تصوير الحيوان
تطريز رياض الصالحين
عن أبي طلحة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «لا تدخل الملائكة بيتا فيه كلب ولا صورة». متفق عليه.
----------------
قال الخطابي: والصورة التي لا تدخل الملائكة البيت الذي هي فيه ما يحرم اقتناؤه، وهو ما يكون من الصور التي فيها روح مما لم يقطع رأسه أو لم يمتهن.
باب تحريم تصوير الحيوان
تطريز رياض الصالحين
عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: وعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جبريل أن يأتيه، فراث عليه حتى اشتد على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فخرج فلقيه جبريل فشكا إليه، فقال: إنا لا ندخل بيتا فيه كلب ولا صورة. رواه البخاري.
----------------
«راث»: أبطأ، وهو بالثاء المثلثة. قال القرطبي: واختلف في المعنى الذي في الكلب، حتى منع الملائكة من دخول البيت الذي هو فيه، فقيل: لكونها منجسة العين، وقيل: لكونها من الشياطين، وقيل: لأجل النجاسة التي تتعلق بها.
باب تحريم تصوير الحيوان
تطريز رياض الصالحين
عن عائشة رضي الله عنها، قالت: واعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جبريل عليه السلام، في ساعة أن يأتيه، فجاءت تلك الساعة ولم يأته! قالت: وكان بيده عصا، فطرحها من يده وهو يقول: «ما يخلف الله وعده ولا رسله» ثم التفت، فإذا جرو كلب تحت سريره. فقال: «يا عائشة! متى دخل هذا الكلب؟» فقلت: والله ما دريت به، فأمر به فأخرج، فجاءه جبريل - عليه السلام -، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «وعدتني، فجلست لك ولم تأتني» فقال: «منعني الكلب الذي كان في بيتك، إنا لا ندخل بيتا فيه كلب ولا صورة». رواه مسلم.
----------------
قال الحافظ: وحديث أبي هريرة في السنن، وصححه الترمذي، وابن حبان أتم سياقا ولفظه،: أتاني جبريل فقال: أتيتك البارحة فلم يمنعني أن أكون دخلت، إلا أنه كان على الباب تماثيل، وكان في البيت قرام ستر فيه ثماثيل، وكان في البيت كلب، فمر برأس التمثال الذي على الباب يقطع فيصير كهيئة الشجرة، ومر بالستر فيقطع فليجعل منه وسادتان منبوذتان توطآن، ومر بالكلب فليخرج، ففعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
باب تحريم تصوير الحيوان
تطريز رياض الصالحين
عن أبي الهياج حيان بن حصين، قال: قال لي علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -: ألا أبعثك على ما بعثني عليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ أن لا تدع صورة إلا طمستها، ولا قبرا مشرفا إلا سويته. رواه مسلم.
----------------
في هذا الحديث: وجوب طمس الصور، وهدم القبور المشرفة. وقال البخاري: باب نقض الصور. وذكر حديث عائشة، أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يكن يترك في بيته شيئا فيه تصاليب، إلا نقضه. وحديث أبي هريرة: «ومن أظلم ممن ذهب يخلق كخلقي، فليخلقوا حبة وليخلقوا ذرة». الحديث. قال الحافظ: والذي يظهر أنه استنبط نقض الصور التي تشترك مع الصليب في المعنى، وهو عبادتهم من دون الله، فيكون المراد بالصور في الترجمة خصوصا ما يكون من ذوات الأرواح. قال ابن بطال: في هذا الحديث دلالة على أنه - صلى الله عليه وسلم - كان ينقض الصورة، سواء كانت مما له ظل، أم لا، وسواء كانت مما توطأ أم لا، سواء في الثياب، وفي الحيطان، وفي الفرش، والأوراق وغيرها. انتهى ملخصا.