تفسير التوحيد وشهادة أن لا إله إلا الله
حديث شريف
شرح كتاب التوحيد للهيميد
قوله: ﴿ وإذ قال إبـراهيم لأبيـه وقومه إنني بـراء مما تعبـدون. إلا الذي فطرني ﴾
----------------
﴿ لأبيه ﴾ آزر. ﴿ براء ﴾ تبرأ من معبوداتهم. المعنى الإجمالي للآية: قال ابن كثير: (يقـول الله تعالى مخبراً عن عبده ورسـوله وخليله إمام الحنفاء، ووالد من بعث من بعده من الأنبياء، أنه تبرأ من أبيه وقومه في عبادتهم الأوثان، فقال: ﴿ إنني براء مما تعبدون. إلا الذي فطرني فإنه سيهدين. وجعلها كلمة باقية في عقبه لعلهم يرجعون ﴾ أي هذه الكلمة وهي عبادتهم الله وحده لا شريك له، وخلع ما سواه من الأوثان ـ وهي لا إله إلا الله ـ وجعلها في ذريته يقتدي به فيها من هداه الله من ذرية إبراهيم). ـ تبين من الآية أن معنى لا إله إلا الله هو: البراءة مما يعبد من دون الله، وإفراد الله بالعبادة، وذلك هو التوحيد
حديث شريف
شرح كتاب التوحيد للهيميد
﴿ اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون الله والمسيح ابن مريم ﴾
----------------
﴿ اتخذوا ﴾ أي جعلوا. ﴿ أحبارهم ﴾ هم العلماء. ﴿ ورهبانهم ﴾ العباد. ﴿ أرباباً ﴾ جمع رب، أي يجعلونهم أرباباً من دون الله، أي معبودين من دون الله. ﴿ من دون الله ﴾ من غير الله. ﴿ والمسيح ابن مريم ﴾ أي واتخذوا المسيح ابن مريم أيضاً رباً.
حديث شريف
شرح كتاب التوحيد للهيميد
﴿ ومن النـاس من يتخذ من دون الله أنـداداً يحبونهم كحب الله والذين آمنوا أشـد حباً لله ﴾
----------------
﴿ من الناس ﴾: بعض الناس. ﴿ يتخذ ﴾: يجعل. ﴿ أنداداً ﴾: نظراء. المعنى الإجمالي: قال ابن كثير: (يذكر الله تعالى حال المشركين في الدنيا ومآلهم في الدار الآخرة، حيث جعلوا لله أنداداً: أي أمثالاً ونظراء يعبدونهم معه، ويحبونهم كحبه، وهو الله لا إله إلا هو، ولا ضد له ولا ند له). ﴿ كحب الله ﴾ قال شيخ الإسلام في الفتاوى (7/188،187): (قوله ﴿ ومن الناس من يتخذ من دون الله أنداداً يحبونهم كحب الله... ﴾ فوصف الذين آمنوا بأنهم أشد حباً لله من المشركين لأندادهم، وفي الآية قولان: قيل / يحبونهم كحب المؤمنين لله، والذين آمنوا أشد حباً لله منهم لأوثانهم. وقيل / يحبونهم كما يحبون الله، والذين آمنوا أشد حباً لله منهم، وهــــذا هو الصـــواب
حديث شريف
شرح كتاب التوحيد للهيميد
وفي الصحيح عن النبي أنه قال: " من قال لا إله إلا الله وكفر بما يعبد من دون الله حَرُم ماله ودمه وحسابه على الله عزَّ وجل "). رواه مسلم
----------------
(حرم ماله ودمه) أي مُنِع أخذ ماله وقتله بناء على ما ظهر منه. (وحسابه على الله) أي الله تبارك وتعالى هو الذي يتولى أمر حسابه، فإن كان صادقاً جازاه بجنات النعيم، وإن كان منافقاً عذبه العذاب الأليم، وأما في الدنيا فالحكم على الظاهر. ـ اعلم أن النبي علق عصمة المال والدم بأمرين: الأول / قول لا إله إلا اله. الثاني / الكفر بما يعبد من دون الله. فلم يكتف باللفظ المجرد عن المعنى، بل لا بد من قولها والعمل بها