الدعاء إلى شهادة أن لا إله إلا الله
حديث شريف
شرح كتاب التوحيد للهيميد
قول الله تعالى: ﴿ قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة ﴾
----------------
﴿ أدعو إلى الله ﴾ لأن الدعاة إلى الله ينقسمون قسمين: 1- داع إلى الله. 2- داع إلى نفسه. فالداعي إلى الله هو المخلص الذي يريد أن يوصل الناس إلى الله تعالى. والداعي إلى نفسه يدعو إلى الحق لأجل أن يعظم بين الناس ويحترم. ﴿ على بصيرة ﴾ أي: علم، والعلم هنا يشمل: 1. العلم بحال المدعو. 2. العلم فيما تدعو إليه. 3. العلم بكيفية الدعوة.
حديث شريف
شرح كتاب التوحيد للهيميد
عن ابن عباس رضي الله عنهما: أن رسـول الله لما بعث معاذاً إلى اليمن قال: " إنك تأتي قوماً من أهل الكتاب، فليكن أول ما تدعوهم إليه شهادة أن لا إله إلا الله وفي رواية:... إلى أن يوحدوا، فإن هم أطاعوك لذلك فأعلمهم أن الله افترض عليهم خمس صـــلوات في كل يوم وليلة، فإن هم أطاعـــوك لذلك فأعلمهم أن الله افتـرض عليهم صدقة تؤخذ من أغنيائهم فترد على فقـرائهم، فإن هم أطاعـوك لذلك، فإيـاك وكرائم أموالهم، واتق دعـوة المظلوم، فإنه ليس بينها وبين الله حجاب ").(رواه البخاري ومسلم)
----------------
(إنك تأتي قوماً من أهل الكتاب) قال القرطبي: يعني به اليهود والنصارى، لأنهم كانوا في اليمن أكثر من مشركي العرب وأغلب، وإنما ينبه على هذا ليتهيأ لمناظرتهم، ويُعد الأدلة لامتحانهم، لأنهم أهل علم سابق، بخلاف المشركين وعبدة الأوثان. قال الحافظ: هو كالتوطئة للوصية ليجمع همته عليها. قال شيخ الإسلام: (وقد علم بالاضطرار من دين الرسول واتفقت عليه الأمة: أن أصل الإسلام وأول ما يؤمر به الخلق: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسـول الله، فبذلك يصير الكافر مسلماً، والعدو ولياً، والمباح دمه وماله معصوم الدم والمال...) أ. ﻫ (فإن هم أطاعوك لذلك) أي شهدوا وانقادوا لذلك. (وإياك وكرائم أموالهم) الكرائم: جمع كريمة، أي نفيسة، وهي خيار المال وأنفسه وأكثره ثمناً. (واتق دعوة المظلوم فإنه ليس بينها وبين الله حجاب) اتق: أي اجعل بينك وبينها وقاية، بالعدل وترك المظالم. وهذان الأمران يقيان من رُزقهما من جميع الشرور، دنيا وأخرى. (ليس بينها وبين الله حجـاب) أي لا تحجب عن الله تعالى، بل تـرفع إليـه فيقبلها وإن كان عاصياً
حديث شريف
شرح كتاب التوحيد للهيميد
عن سهل بن سعد أن رسول الله قال يوم خيبر: " لأعطيّن الراية غداً رجلاً يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله، يفتح الله على يديه، فبات الناس يدوكون ليلتهم أيهم يُعطاها، فلما أصبحوا غدوا على رسول الله كلهم يرجو أن يُعطاها، فقال: أين علي بن أبي طالب؟ فقيل: هو يشتكي عينيه، فأرسلوا إليه فأتي به، فبصق في عينيه ودعا له فبريء كأن لم يكن به وجع، فأعطاه الراية، فقال: انفذ على رسلك حتى تنزل بساحتهم، ثم ادعهم إلى الإسلام وأخبرهم بما يجب عليهم من حق الله تعالى فيه، فوالله لئن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من حمر النعم) يدوكون: أي يخوضون. رواه البخاري (3701) ومسلم (2406
----------------
(لأعطين الراية غداً) قال الحافظ في رواية بريدة: (إني دافع اللواء إلى رجل يحبه الله ورسوله...): والراية: بمعنى اللواء، وهو العلم الذي يحمل في الحرب، يعرف به موضع صاحب الجيش (فبات الناس يدوكون ليلتهم) يدوكون: أي يخوضون. والمراد أنهم باتوا تلك الليلة في خوض واختلاف فيمن يدفعها إليه. (ثم ادعهم إلى الإسلام) أي: الذي هو معنى: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله. (فوالله لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من حمر النعم) حمر النعم / بتسكين الميم، أي خير لك من الإبل الحمر، وهي أنفس أموال العرب.