باب النهي عن التباغض والتقاطع والتدابر
باب النهي عن التباغض والتقاطع والتدابر
تطريز رياض الصالحين
قال تعالى: {محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم} [الفتح (29)].
----------------
قال ابن كثير: يخبر تعالى عن محمد - صلى الله عليه وسلم -، أنه رسوله حقا بلا شك ولا ريب. فقال: {محمد رسول الله}، وهذا مبتدأ وخبر، وهو مشتمل على كل وصف جميل، ثم ثنى بالثناء على أصحابه رضي الله عنهم، فقال: {والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم}، كما قال عز وجل: {فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين} [المائدة (54)]، وهذه صفة المؤمنين أن يكون أحدهم شديدا عنيفا على الكفار، رحيما برا بالأخيار.
باب النهي عن التباغض والتقاطع والتدابر
تطريز رياض الصالحين
عن أنس - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «لا تباغضوا، ولا تحاسدوا، ولا تدابروا، ولا تقاطعوا، وكونوا عباد الله إخوانا، ولا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث». متفق عليه.
----------------
قوله: «لا تباغضوا»، أي: لا تفعلوا ما يؤدي إلى التباغض، من التحاسد، والتدابر، والتتقاطع. قوله: «ولا يحل لمسلم أن يهجر أخاه»، أي: بالإعراض عنه، وترك السلام عليه فوق ثلاث. أغتفرت الثلاث لأن حدة المزاج قد تدعوا للهجر في زمنها. وفي رواية: «فمن هجر فوق ثلاث، فمات دخل النار».
باب النهي عن التباغض والتقاطع والتدابر
تطريز رياض الصالحين
عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «تفتح أبواب الجنة يوم الإثنين ويوم الخميس، فيغفر لكل عبد لا يشرك بالله شيئا، إلا رجلا كانت بينه وبين أخيه شحناء فيقال: أنظروا هذين حتى يصطلحا! أنظروا هذين حتى يصطلحا!». رواه مسلم.
----------------
وفي رواية له: «تعرض الأعمال في كل يوم خميس وإثنين» وذكر نحوه. قوله: «انظروا هذين حتى يصلحا»، أي: أخروا غفرانهم، وكرره للتأكيد اهتماما بأمره.