باب تكبير المسافر إذا صعد الثنايا وشبهها
باب تكبير المسافر إذا صعد الثنايا وشبهها
تطريز رياض الصالحين
عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - وجيوشه إذا علوا الثنايا كبروا، وإذا هبطوا سبحوا. رواه أبو داود بإسناد صحيح.
----------------
قال المهلب: تكبيره - صلى الله عليه وسلم - عند الارتفاع استشعار لكبرياء الله عز وجل، وعندما يقع عليه العين من عظيم خلقه أنه أكبر من كل شيء، وتسبيحه في بطون الأودية مستنبط من قصة يونس، فإن بتسبيحه في بطن الحوت نجاه الله من الظلمات. فسبح النبي - صلى الله عليه وسلم - في بطون الأودية لينجيه الله منها.
باب تكبير المسافر إذا صعد الثنايا وشبهها
تطريز رياض الصالحين
عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا قفل من الحج أو العمرة، كلما أوفى على ثنية أو فدفد كبر ثلاثا، ثم قال: «لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير. آيبون، تائبون، عابدون، ساجدون، لربنا حامدون، صدق الله وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده». متفق عليه.
----------------
وفي رواية لمسلم: إذا قفل من الجيوش والسرايا أو الحج أو العمرة. قوله: «أوفى» أي: ارتفع، وقوله: «فدفد» هو بفتح الفائين بينهما دال مهملة ساكنة، وآخره دال أخرى وهو: «الغليظ المرتفع من الأرض». قوله: «لا إله إلا الله وحده لا شريك له»، أي هو المتفرد في إلهيته وربوبيته، ولا يشبه أحد. وفي الحديث: استحباب هذا الذكر لكل قادم من سفر.
باب تكبير المسافر إذا صعد الثنايا وشبهها
تطريز رياض الصالحين
عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رجلا قال: يا رسول الله، إني أريد أن أسافر فأوصني، قال: «عليك بتقوى الله، والتكبير على كل شرف». فلما ولى الرجل، قال: «اللهم اطو له البعد، وهون عليه السفر». رواه الترمذي، وقال: (حديث حسن).
----------------
قوله: «اللهم فاطو له البعد»، هذا الذي رأيته في (جامع الترمذي) بغير ياء. قال في " مجمع البحار "، أي: يسر له السير بمنح القوة لمركوبه، وأن لا يرى ما يتعبه.
باب تكبير المسافر إذا صعد الثنايا وشبهها
تطريز رياض الصالحين
عن أبي موسى الأشعري - رضي الله عنه - قال: كنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - في سفر، فكنا إذا أشرفنا على واد هللنا وكبرنا وارتفعت أصواتنا، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «يا أيها الناس، اربعوا على أنفسكم، فإنكم لا تدعون أصم ولا غائبا، إنه معكم، إنه سميع قريب». متفق عليه.
----------------
«اربعوا» بفتح الباء الموحدة أي: ارفقوا بأنفسكم. في هذا الحديث: النهي عن المبالغة في رفع الصوت بالذكر، لأنه سبحانه أقرب إلى الإنسان من حبل الوريد، وهو السميع البصير العليم الخبير. وأما الجهر بالذكر من غير مبالغة فهو مطلوب إذا أمن الرياء ولم يؤذ به نحو نائم أو مصل. قال الله تعالى: {ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها وابتغ بين ذلك سبيلا} [الإسراء (110)].