باب فضل السلام والأمر بإفشائه
باب فضل السلام والأمر بإفشائه
تطريز رياض الصالحين
قال الله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوتا غير بيوتكم حتى تستأنسوا وتسلموا على أهلها} [النور (27)].
----------------
يأمر تعالى عباده المؤمنين أن لا يدخلوا بيوت غيرهم حتى يستأذنوا ويسلموا. وقال أبو موسى الأشعري وحذيفة: يستأذن على ذوات المحارم، ومثله، عن الحسن فإن كانوا في دار واحدة يتنحنح، ويتحرك أدنى حركة.
باب فضل السلام والأمر بإفشائه
تطريز رياض الصالحين
قال تعالى: {فإذا دخلتم بيوتا فسلموا على أنفسكم تحية من عند الله مباركة طيبة} [النور (61)].
----------------
قال مجاهد: إذا دخلت المسجد فقل: السلام على رسول الله، وإذا دخلت على أهلك فسلم عليهم، وإذا دخلت بيتا ليس فيه أحد فقل: السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين. قال قتادة: وحدثنا أن الملائكة ترد عليه. وقال ابن عباس في قوله تعالى: {تحية من عند الله مباركة طيبة}، قال: حسنة جميلة.
باب فضل السلام والأمر بإفشائه
تطريز رياض الصالحين
قال تعالى: {هل أتاك حديث ضيف إبراهيم المكرمين * إذ دخلوا عليه فقالوا سلاما} [الذاريات (24، 25)].
----------------
{هل أتاك}، فيه: تعظيم لشأن الحديث، وتنبيه على أنه إنما عرفه بالوحي. وقوله تعالى: {فقالوا سلاما}، أي: نسلم عليكم سلاما. قال: {سلام}، أي: عليكم سلام.
باب فضل السلام والأمر بإفشائه
تطريز رياض الصالحين
عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما: أن رجلا سأل رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أي الإسلام خير؟ قال: «تطعم الطعام، وتقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف». متفق عليه.
----------------
إطعام الطعام من خير خصال الإسلام لما فيه من دفع الحاجة عن الفقير، وجلب المحبة، والتآلف، وكذلك إفشاء السلام لما فيه من التآلف وجلب المحبة أيضا والإبعاد عن الكبر.
باب فضل السلام والأمر بإفشائه
تطريز رياض الصالحين
عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «لما خلق الله آدم - صلى الله عليه وسلم - قال: اذهب فسلم على أولئك - نفر من الملائكة جلوس - فاستمع ما يحيونك؛ فإنها تحيتك وتحية ذريتك من بعدك. فقال: السلام عليكم، فقالوا: السلام عليك ورحمة الله، فزادوه: ورحمة الله». متفق عليه.
----------------
قوله: فقالوا: السلام عليك ورحمة الله. في رواية: وعليك السلام ورحمة الله. وفي الحديث: مشروعية الزيادة في الرد على الابتداء.
باب فضل السلام والأمر بإفشائه
تطريز رياض الصالحين
عن أبي عمارة البراء بن عازب رضي الله عنهما، قال: أمرنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بسبع: بعيادة المريض، واتباع الجنائز، وتشميت العاطس، ونصر الضعيف، وعون المظلوم، وإفشاء السلام، وإبرار المقسم. متفق عليه، هذا لفظ إحدى روايات البخاري.
----------------
فيه: الأمر بإفشاء السلام، أي: إشاعته وإظهاره.
باب فضل السلام والأمر بإفشائه
تطريز رياض الصالحين
عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا، أولا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشوا السلام بينكم». رواه مسلم
----------------
إشاعة السلام وإذاعته سبب للتوادد ودخول الجنة.
باب فضل السلام والأمر بإفشائه
تطريز رياض الصالحين
عن أبي يوسف عبد الله بن سلام - رضي الله عنه - قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «يا أيها الناس، أفشوا السلام، وأطعموا الطعام، وصلوا الأرحام، وصلوا والناس نيام، تدخلوا الجنة بسلام». رواه الترمذي، وقال: (حديث حسن صحيح).
----------------
في هذا الحديث: إن هذه الخصال من أسباب دخول الجنة. قال الله تعالى: {ادخلوها بسلام آمنين} [الحجر (46)].
باب فضل السلام والأمر بإفشائه
تطريز رياض الصالحين
عن الطفيل بن أبي بن كعب: أنه كان يأتي عبد الله بن عمر، فيغدو معه إلى السوق، قال: فإذا غدونا إلى السوق، لم يمر عبد الله على سقاط ولا صاحب بيعة، ولا مسكين، ولا أحد إلا سلم عليه، قال الطفيل: فجئت عبد الله بن عمر يوما، فاستتبعني إلى السوق، فقلت له: ما تصنع بالسوق، وأنت لا تقف على البيع، ولا تسأل عن السلع، ولا تسوم بها، ولا تجلس في مجالس السوق؟ وأقول: اجلس بنا ها هنا نتحدث، فقال: يا أبا بطن - وكان الطفيل ذا بطن - إنما نغدو من أجل السلام، فنسلم على من لقيناه. رواه مالك في الموطأ بإسناد صحيح.
----------------
في هذا الحديث: استحباب دخول السوق لأجل إفشاء السلام ونشره، وذكر الله تعالى لكون الأسواق محل الغفلة، وقد جاء في حديث: «ذاكر الله في الغافلين بمنزلة الصابر في الفارين»