باب التحذير من إيذاء الصالحين
باب التحذير من إيذاء الصالحين
تطريز رياض الصالحين
قال الله تعالى: {والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا وإثما مبينا} [الأحزاب (58)].
----------------
في هذه الآية: التحذير من إيذاء المؤمنين بغير جناية استحقوا بها الإيذاء. وفي الحديث: قيل: يا رسول الله! ما الغيبة؟ قال: «ذكرك أخاك بما يكره». قال: أرأيت إن كان فيه ما أقول. قال: «إن كان فيه فقد اغتبته، وإن لم يكن فيه فقد بهته».
باب التحذير من إيذاء الصالحين
تطريز رياض الصالحين
قال تعالى: {فأما اليتيم فلا تقهر وأما السائل فلا تنهر} [الضحى (9، 10)].
----------------
أي: لا تقهر اليتيم على ماله فتذهب بحقه لضعفه، قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «خير بيت في المسلمين بيت فيه يتيم يحسن إليه، وشر بيت في المسلمين بيت فيه يتيم يساء إليه». وقوله تعالى: {وأما السائل فلا تنهر}، أي: لا تنهره ولا تزجره إذا سألك. قال قتادة: رد السائل برحمة ولين. وقال إبراهيم بن أدهم: نعم القوم السؤال، يحملون زادنا في الآخرة. وقال ابن إسحاق: {وأما السائل فلا تنهر}، أي: فلا تكن جبارا ولا متكبرا، ولا فحاشا، ولا فظا على الضعفاء من عباد الله. وأما الأحاديث، فكثيرة منها: حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - في الباب قبل هذا: «من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب». ومنها حديث سعد بن أبي وقاص - رضي الله عنه - السابق في باب ملاطفة اليتيم، وقوله - صلى الله عليه وسلم -: «يا أبا بكر، لئن كنت أغضبتهم لقد أغضبت ربك». أي: وكلا الحديثين يدلان على تحريم إيذاء الصالحين، والضعفة، والمساكين بخصوصهم، ومثلهم سائر المؤمنين لحرمة الإيمان وشرفه.
باب التحذير من إيذاء الصالحين
تطريز رياض الصالحين
عن جندب بن عبد الله - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «من صلى صلاة الصبح، فهو في ذمة الله، فلا يطلبنكم الله من ذمته بشيء، فإنه من يطلبه من ذمته بشيء يدركه ثم يكبه على وجهه في نار جهنم». رواه مسلم.
----------------
قوله: «من صلى الصبح»، أي: في جماعة. كما في رواية أخرى لمسلم. وكأنها إنما خصت بذلك لأنها أول النهار الذي هو وقت انتشار الناس في حوائجهم. وفي الحديث: غاية التحذير عن التعريض لمن صلى الصبح المستلزم لصلاة بقية الخمس.