باب حق الجار والوصية به
باب حق الجار والوصية به
تطريز رياض الصالحين
قال الله تعالى: {واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا وبذي القربى واليتامى والمساكين والجار ذي القربى والجار الجنب والصاحب بالجنب وابن السبيل وما ملكت أيمانكم} [النساء (36)].
----------------
يأمر تعالى بعبادته وحده لا شريك له، والإحسان بالوالدين، والأقارب، والأيتام والمساكين، والجيران، وهم ثلاثة: فجار له ثلاثة حقوق: وهو الجار المسلم القريب. وجار له حقان: حق الجوار، وحق الإسلام. وجار له حق الجوار: وهو الكافر. والصاحب بالجنب: قيل: المرأة. وقيل الرفيق في السفر. وقيل: الذي يصحبك رجاء نفعك. والآية تعم الجميع، وابن السبيل: المسافر، والضيف، وما ملكت أيمانكم: يعني العبيد، والإماء. ثم قال تعالى بعد ما ذكر من الحقوق: {إن الله لا يحب من كان مختالا فخورا} [النساء (36)]. لأن المتكبر يمنع الحق. قال أبو رجاء: لا تجد سييء الملكة إلا وجدته مختالا فخورا، ولا عاقا إلا وجدته جبارا شقيا.
باب حق الجار والوصية به
تطريز رياض الصالحين
عن أبي ذر - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «يا أبا ذر، إذا طبخت مرقة، فأكثر ماءها، وتعاهد جيرانك». رواه مسلم.
----------------
وفي رواية له عن أبي ذر، قال: إن خليلي - صلى الله عليه وسلم - أوصاني: «إذا طبخت مرقا فأكثر ماءها، ثم انظر أهل بيت من جيرانك، فأصبهم منها بمعروف». الأمر بإكثار ماء المرقة ليكثر الائتدام بها. وفي الحديث: الحض على تعاهد الجيران ولو بالقليل، لما يترتب على ذلك من المحبة والألفة، ولما يحصل به من المنفعة ودفع المفسدة، لأن الجار قد يتزوج القتار فيتحرى لهدية جاره.
باب حق الجار والوصية به
تطريز رياض الصالحين
عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «والله لا يؤمن، والله لا يؤمن، والله لا يؤمن!» قيل: من يا رسول الله؟ قال: «الذي لا يأمن جاره بوائقه!». متفق عليه.
----------------
وفي رواية لمسلم: «لا يدخل الجنة من لا يأمن جاره بوائقه». «البوائق»: الغوائل والشرور. في هذا الحديث: وعيد شديد لمن أخاف جاره أو خادعه على أهله أو ماله.
باب حق الجار والوصية به
تطريز رياض الصالحين
عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «لا يمنع جار جاره أن يغرز خشبة في جداره»، ثم يقول أبو هريرة: ما لي أراكم عنها معرضين! والله لأرمين بها بين أكتافكم. متفق عليه.
----------------
روي «خشبه» بالإضافة والجمع. وروي «خشبة» بالتنوين على الإفراد. وقوله: ما لي أراكم عنها معرضين: يعني عن هذه السنة. في هذا الحديث: النهي عن المشاحنة بين الجيران وندبهم إلى التساهل والتسامح فيما ينفع الجار من وضع خشب وإجراء ماء. ونحو ذلك مما ينفع الجار، ولا يضر بالمالك.
باب حق الجار والوصية به
تطريز رياض الصالحين
عن أبي شريح الخزاعي - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فليحسن إلى جاره، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فليكرم ضيفه، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فليقل خيرا أو ليسكت». رواه مسلم بهذا اللفظ، وروى البخاري بعضه.
----------------
هذا الحديث: من قواعد الإسلام، لأن جميع آداب الخير تتفرع منه وآكدها حق الجوار.
باب حق الجار والوصية به
تطريز رياض الصالحين
عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «خير الأصحاب عند الله تعالى خيرهم لصاحبه، وخير الجيران عند الله تعالى خيرهم لجاره». رواه الترمذي، وقال: (حديث حسن).
----------------
فيه: الحث على الإحسان إلى الجيران، وكف الأذى عنهم والانبساط إليهم.