فوائد من شرح الأربعين النووية للشيخ ابن عثيمين
فوائد من شرح الأربعين النووية للشيخ ابن عثيمين
من المعلوم أن كل بدعة ضلالة.
لكن إن قــال قـــائــل:
ماذا تقولون في قول الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه حين جمع الناس في قيام رمضان على إمام واحد وخرج ليلة من الليالي فوجد الناس يصلون بإمام واحد فقال: (نعمت البدعة هذه) فسماها بدعة؟
أجاب بعض العلماء:
بأن المراد بالبدعة اللغوية لا الشرعية، ولكن هذا الجواب لا يستقيم،
كيف البدعة اللغوية وهي صلاة؟..
والصــــواب:
أنها بدعة نسبية بالنسبة لهجران هذا القيام بإمام واحد وذلك لأن النبي صلى الله عليه وسلم أول من سن القيام بإمام واحد أعني التراويح فقد صلى بأصحابه ثلاث ليال في رمضان ثم تخلف خشية أن تفرض وتُركت وأصبح الناس يأتون المسجد يصلي الرجل وحده، والرجلان جميعاً والثلاثة أوزاعاً، فرأى عمر بثاقب سياسته أن يردهم إلى السنة الأولى وهي الاجتماع على إمام واحد فجمعهم على إمام واحد فجمعهم على تميم الداري وأُبي بن كعب وأمرهما أن يصليا بالناس إحدى عشرة ركعة كما كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يزيد في رمضان ولا في غيره على إحدى عشرة ركعة.
فيكون قوله: (نعمت البدعة) يعني البدعة النسبية، أي بالنسبة إلى أنها هجرت في آخر عهد النبي صلى الله عليه وسلم وفي عهد أبي بكر الصديق رضي الله عنه وفي أول خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه وإلا فنحن نؤمن بأن كل بدعة ضلالة