قوله تعالى : ﴿ ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا يحبونهم كحب الله ﴾
قوله تعالى : ﴿ ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا يحبونهم كحب الله ﴾
شرح كتاب التوحيد للهيميد
ولهما عنه قال : قال رسول الله : ( ثلاثُ من كنَّ فيه وجد بهنَّ حلاوة الإيمان : أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما ، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله ، وأن يكره أن يعود في الكفر بعد إذ أنقذه الله منه كما يكره أن يقذف في النار ) . رواه البخاري ( 16 ) ومسلم ( 43 )
----------------
( ثلاث ) أي ثلاث خصال . ( من كنَّ فيه ) أي وُجدت فيه . ( وجد بهنّ حلاوة الإيمان ) الحلاوة هنا : هي التي يعبر عنها بالذوق ، لما يحصل به من لذة القلب ونعيمه وسروره وغذائه ، وهو شيء محسوس يجده أهل الإيمان في قلوبهم . قال السيوطي : ” ( وجد حلاوة الإيمان ) فيه استعارة تخيلية ، شبه رغبة المؤمن بالإيمان بشيء حلو “ . قال النووي : ” معنى حلاوة الإيمان : استلذاذ الطاعات ، وتحمل المشاق ، وإيثار ذلك على أعراض الدنيا ، ومحبة العبد لله بفعل طاعته وترك مخالفته ، وكذلك الرسول “ . الخصلة الأولى : ( أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما ) . المحبة هنا : محبة قلبية ، كما في حديث آخر : ( أحبوا الله بكل قلوبكم ) . الخصلة الثالثة : ( أن يكره أن يعود في الكفر بعد أن أنقذه الله منه كما يكره أن يقذف في النار ) . أي يستوي عنده الأمران : الإلقاء في النار ، والعودة في الكفر ، فمن كره أن يعود في الكفر بعد إذ أنقذه الله فإن هذا من أسباب حلاوة الإيمان .