قول الله تعالى : ﴿ أيشركون ما لا يخلق شيئا وهم يخلقون . ولا يستطيعون لهم نصرا ﴾
قول الله تعالى : ﴿ أيشركون ما لا يخلق شيئا وهم يخلقون . ولا يستطيعون لهم نصرا ﴾
شرح كتاب التوحيد للهيميد
وفيا لصحيح عن أنس قال : ( شُجَّ النبي يوم أحد ، وكُسِرَت رباعيته ، فقال : كيف يفلح قوم شجوا نبيهم ، فنزلت : ﴿ ليس لك من الأمر شيء ﴾.
----------------
قوله ( شُجَّ النبي ) الشج : في الرأس خاصة ، وهو أن يضربه بشيء فيجرحه فيه ويسقه . وروى الطبراني من حديث أبي أمامة قال : ( رمى عبد الله بن قمئة رسول الله يوم أحد ، فشجّه في وجهه ، وكسر رباعيته ، فقال : خذها وأنا ابن قمئة ، فقال رسول الله : مالك أقماك الله ، فسلط الله عليه تيس جبل ، فلم يزل ينطحه حتى قطّعه قطعة قطعة ) . ( وكسرت رباعيته ) قال القرطبي : ” الرباعية بفتح الراء ، كل سنٍ بعد ثنية . قال النووي : ” وللإنسان أربع رباعيات “ . قوله ( يوم أحد ) جبل معروف إلى الآن ، كانت عنده الوقعة المشهورة ، فأضيفت إليه . قوله ( فقال : كيف يفلح قوم شجوا نبيهم ) زاد مسلم من طريق ثابت عن أنس : ( وكسـروا رباعيته وأدموا وجهه ) . والاستفهام يراد به الاستبعاد ، أي : بعيد أن يفلح قومٌ شجّوا نبيهم . قوله ( فنزلت : ليس لك من الأمر شيء ) قال ابن عطية : ” كان النبي لحقه في تلك الحال يأسٌ من كفار قريش ، فقيل له بسبب ذلك : ﴿ ليس لك من الأمر شيء ﴾ أي : عواقب الأمور بيد الله ، فامض أنت لشأنك ، ودُمْ على الدعاء لربك “ . وقال غيره : ” المعنى : أن الله تعالى أمرهم ، فإما أن يهلكهم ، أو يكبتهم ، أو يتوب عليهم إن أسلموا ، أو يعذّبهم إن أصروا ، وليس لك من أمرهم شيء ، وإنما أنت عبد مأمور بإنذارهم وجهادهم “ .