باب تحريم الغيبة والأمر بحفظ اللسان
باب تحريم الغيبة والأمر بحفظ اللسان
تطريز رياض الصالحين
عن عائشة رضي الله عنها، قالت: قلت للنبي - صلى الله عليه وسلم -: حسبك من صفية كذا وكذا. قال بعض الرواة: تعني قصيرة، فقال: «لقد قلت كلمة لو مزجت بماء البحر لمزجته» ! قالت: وحكيت له إنسانا فقال: «ما أحب أني حكيت إنسانا وإن لي كذا وكذا». رواه أبو داود والترمذي، وقال: (حديث حسن صحيح)
----------------
ومعنى: «مزجته» خالطته مخالطة يتغير بها طعمه أو ريحه لشدة نتنها وقبحها. وهذا من أبلغ الزواجر عن الغيبة، قال الله تعالى: {وما ينطق عن الهوى * إن هو إلا وحي يوحى}. [النجم (3، 4)]. قولها: وحكيت له إنسانا، أي: حكت له بالفعل حركة إنسان يكرهها. قال العاقولي: قوله: «ما أحب أني حكيت إنسانا»، أي: فعلت مثل فعله. يقال: حكاه وحاكاه. وأكثر ما استعمل المحاكاة في القبيح، وهو في الغيبة المحرمة، كأن يمشي متعارجا أو مطأطئا، وغير ذلك من الهيئات يحكي بذلك صاحبها.