باب بيان ما أعد الله تعالى للمؤمنين في الجنة
باب بيان ما أعد الله تعالى للمؤمنين في الجنة
تطريز رياض الصالحين
قال الله تعالى: {إن المتقين في جنات وعيون * ادخلوها بسلام آمنين * ونزعنا ما في صدورهم من غل إخوانا على سرر متقابلين * لا يمسهم فيها نصب وما هم منها بمخرجين} [الحجر (45: 48)].
----------------
الجنات: البساتين. وقوله: {ادخلوها بسلام}، أي: سالمين من الآفات، مسلم عليكم {آمنين}، أي: من كل خوف وفزع، ولا تخشوا من إخراج، ولا انقطاع، ولا فناء، وقوله: {ونزعنا ما في صدورهم من غل إخوانا على سرر متقابلين}، الغل: الشحناء والعدواة، والحقد، والحسد. وعن أبي أمامة: قال: «لا يدخل الجنة مؤمن، حتى ينزع الله ما في صدره من غل، حتى ينزع منه مثل السبع الضاري». وفي الصحيح، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «يخلص المؤمن من النار، فيحبسون على قنطرة بين الجنة والنار، فيقتص لبعضهم من بعض مظالم كانت بينهم في الدنيا، حتى إذا هذبوا ونقوا، أذن لهم في دخول الجنة. وقوله تعالى: {لا يمسهم فيها نصب}، أي: تعب {وما هم منها بمخرجين}. قال البغوي: هذه أنص آية في القرآن على الخلود. وقال ابن كثير، وقوله: {لا يمسهم فيها نصب}، يعني المشقة والأذى، كما جاء في الصحيحين: «إن الله أمرني أن أبشر خديجة ببيت في الجنة من قصب لا صخب فيه ولا نصب» {وما هم منها بمخرجين}، كما جاء في الحديث: «يقال: يا أهل الجنة، إن لكم أن تصحوا، فلا تمرضوا أبدا. وإن لكم أن تعيشوا فلا تموتوا أبدا. وإن لكم أن تقيموا، فلا تظعنوا أبدا». وقال الله تعالى: {خالدين فيها لا يبغون عنها حولا}... [الكهف (108)].