باب المنثورات والملح
باب المنثورات والملح
تطريز رياض الصالحين
عن جابر - رضي الله عنه - قال: كان جذع يقوم إليه النبي - صلى الله عليه وسلم - يعني في الخطبة - فلما وضع المنبر سمعنا للجذع مثل صوت العشار، حتى نزل النبي - صلى الله عليه وسلم - فوضع يده عليه فسكن. وفي رواية: فلما كان يوم الجمعة قعد النبي - صلى الله عليه وسلم - على المنبر، فصاحت النخلة التي كان يخطب عندها حتى كادت أن تنشق. وفي رواية: فصاحت صياح الصبي، فنزل النبي - صلى الله عليه وسلم - حتى أخذها فضمها إليه، فجعلت تئن أنين الصبي الذي يسكت حتى استقرت، قال:... «بكت على ما كانت تسمع من الذكر». رواه البخاري.
----------------
قال البيهقي: قصة حنين الجذع من الأمور الظاهرة التي نقلها الخلف عن السلف. قال الحافظ: وفي الحديث دلالة على أن الجمادات قد يخلق الله لها إدراكا كالحيوان بل كأشرف الحيوان. وفيه: تأكيد لقول من يحمل: {وإن من شيء إلا يسبح بحمده}... [الإسراء (44)]. على ظاهره. وقال الشافعي: ما أعطى الله نبيا مثل ما أعطى محمدا - صلى الله عليه وسلم - فقد أعطى عيسى إحياء الموتى، وأعطى محمدا حنين الجذع، حتى سمع صوته، فهذا أكبر من ذلك.