باب فضل قيام الليل
باب فضل قيام الليل
تطريز رياض الصالحين
عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «أحب الصلاة إلى الله صلاة داود، وأحب الصيام إلى الله صيام داود، كان ينام نصف الليل ويقوم ثلثه وينام سدسه ويصوم يوما ويفطر يوما». متفق عليه.
----------------
كان عبد الله بن عمرو من المتعبدين، فأخبر النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه كان يقول: والله لأصومن النهار، ولأقومن الليل ما عشت، فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم -: «فإنك لا تستطيع ذلك، فصم وأفطر، ونم وقم... » الحديث. قال الخطابي: محصل قصة عبد الله بن عمرو، أن الله لم يتعبد عبده بالصوم خاصة، بل تعبده بأنواع من العبادات، فلو استفرغ جهده لقصر في غيره، فالأولى الاقتصاد فيه، ليستبقى بعض القوة في غيره. قال الحافظ: وفيها: النهي عن التعمق في العبادة لما يخشى من إفضائه إلى الملل أو ترك البعض. قال المهلب: كان داود عليه السلام يجم نفسه بنوم أول الليل، ثم يقوم في الوقت الذي ينادي الله فيه: هل من سائل فأعطيه سؤاله، ثم يستدرك بالنوم ما يستريح به من نصب القيام في بقية الليل. وفيه: من المصلحة، استقبال صلاة الصبح وإذكار النهار بنشاط.