باب الأمر بالأكل من جانب القصعة
باب الأمر بالأكل من جانب القصعة
تطريز رياض الصالحين
عن عبد الله بن بسر - رضي الله عنه - قال: كان للنبي - صلى الله عليه وسلم - قصعة يقال لها: الغراء يحملها أربعة رجال؛ فلما أضحوا وسجدوا الضحى أتي بتلك القصعة؛ يعني وقد ثرد فيها، فالتفوا عليها، فلما كثروا جثا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. فقال أعرابي: ما هذه الجلسة؟ قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إن الله جعلني عبدا كريما، ولم يجعلني جبارا عنيدا»، ثم قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «كلوا من حواليها، ودعوا ذروتها يبارك فيه». رواه أبو داود بإسناد جيد.
----------------
«ذروتها»: أعلاها بكسر الذال وضمها. قوله: (الغراء): قال المنذر: سميت غراء لبياضها بالألية والشحم، أو لبياض برها، أو لبياضها باللبن. وقال غيره: سميت بذلك لنفاسة ما فيها، أو لكثرة ما تسعه. وروى أحمد من حديث ابن بسر قال: كان للنبي - صلى الله عليه وسلم - جفنة لها أربع حلق. وقوله: (جثا) أي: قعد على ركبتيه جالسا على ظهور قدميه. وفيه: استحباب هذه الجلسة عند ضيق المجلس وأن الأكل من الجوانب مع ذكر الله تعالى سبب لحصول البركة.